عودة جلال الدين السيوطي.. كتاب "الأشباه والنظائر والنحو" كما لم نعرفه من قبل

صدر مؤخرًا كتاب "الأشباه والنظائر في النحو" للإمام جلال الدين السيوطي، واحد من أبرز الأعمال اللغوية في التراث العربي، حيث يجمع بين العمق العلمي والمنهجية الفريدة، تم بدعم من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وبالتعاون مع دار النشر دار فِندل للطباعة والنشر والتوزيع، وتحت إشراف جمال بن حويرب المدير التنفيذي للمؤسسة، ويؤكد أن الكتاب في هذه الحلة الجديدة يتميز بتحقيق علمي دقيق، وإخراج فني راق، وتنسيق بصري يعكس جلال المحتوى وعظمة المؤلف.
وحسبما ورد في "منشور" بمعرض أبو ظبي للكتاب، يتعلق بتحقيق كتاب السيوطي ونشره، فإنه:
لماذا وقع الاختيارعلى الإمام السيوطي؟
لأنه عالم موسوعي ونحوي متميز، الإمام جلال الدين السيوطي هو أحد كبار علماء القرن التاسع الهجري، وله إسهامات عظيمة في اللغة، الفقه، الحديث، التفسير وغيرها، واستطاع أن يترك بصمة بارزة في علم النحو، بمؤلفات لا تزال معتمدة حتى اليوم مثل البهجة المرضية في شرح الألفية، الاقتراح في أصول النحو يعد من أبرز أعلام اللغة العربية وله كتب لغوية كثيرة أثرت التراث.
ويبرز كتاب الأشباة والنظائر فى النحو من بين أهم أعماله لما يتميز به من منهجية مبتكرة وتناول مقارن للمسائل النحوية.
يتسم السيوطى بقدرته على تبسيط المعقد وتنظيم المعلومات بأسلوب يجمع بين الدقة العلمية والوضوخ ما جل كتبه جسرا بين العلماء والطلاب، و فى هذا الكتاب تظهر براعته فى تحليل القواعد النحوية وتوضيح الفروق الدقيقة بينها ما يجعل النحو علما حيا يدرك بالتأمل والفهم لا بالحفظ الآلى.
لماذا الكتاب الأشباه والنظائر مهم؟
يبحر بنا كتاب "الأشباه والنظائر" فى النحو عبر خمسة أجزاء، ويتناول مئات المسائل النحوية التي تتشابه فى صورها وتختلف فى أحكامها، ويعتمد السيوطى منهجاً مقارناً يعرض فيه القواعد المتشابهة "الأشباه" ويبين نظائرها، أي الفروق الدقيقة التي تميز كل حالة عن الأخرى، هذا المنهج يجعل الكتاب مرجعا فريداً لفهم النحو بعمق إذا يركز على التفكير النقدر والتحليل بدلا من التكرار.
ومن أبرز الموضوعات التي يتناولها الكتاب:
التميز بين الأفعال والأسماء، تقديم العامل وتأخيره،حذف الفاعل أو بروز المفعول، والأدوات النحوية المتشابهة، والقواعد المتقابلة.
يعتمد السيوطى فى عرضه على شواهد أصلية من القر، الكريم والحديث الشريف، والشعر العربى الفصيح ما يعزز مصداقية الكتاب ويجعله لغويا وثقافيا غنيا، هذه الشواهد ليست مجرد أمثلة، بل أدلة تبرز جمال اللغة العربية وقوتها فى التعبير عن الفروق الدقيقة.
أهمية الكتاب فى الوقت الحاضر
فى زمن تواجه فيه اللغة العربية تحديات الحفاظ على مكانتها، يأتي هذا الكتاب ليعيج إحياء وهجها العلمى، يقدم الأشباه والنظائر نموذجا لكيفية بناء القواعد على أسس منطقية ومنهجية، بعيدا عن التكرار أو التقليد.
جدير بالذكر، قدم الكتاب ايمانا برؤية المؤسسة فى صون التراث وإحياء المعرفة، وتشير إلى دور مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في حفظ وإحياء التراث العربي، وتم إصدار كتب لغوية كبرى ضمن مشروع إعادة نشر "كنوز المعرفة"، ومنها “الأشباه والنظائر في النحو”، المشروع يسعى لتقديم الأعمال التراثية بأسلوب يجمع بين الأصالة والحداثة، مما يجعلها مفهومة ومتاحة للأجيال الجديدة، ويتميز المشروع بالدقة في التحقيق العلمي، وإخراج فني راقٍ يعكس أهمية هذه الأعمال ومكانة اللغة العربية.
Trending Plus