لماذا نطور مناهجنا التعليمية؟

أ.د/ عصام محمد عبد القادر
أ.د/ عصام محمد عبد القادر
بقلم أ.د/ عصام محمد عبد القادر

المناهج التعليمية تشير إلى مجموع الخبرات التي نكسبها للأبناء في خضم إشراف مباشر من المؤسسة التعليمية، وعبر أنشطة تعليمية منتقاة، ومصاغة في صورة إجرائية؛ حيث يؤدي طرفا العملية التعليمية الأدوار المنوطة بهما بدقة، بما يسهم في النمو المتكامل، وحيازة سلوكيات منشودة، وتعديل أخرى غير مرغوب فيها؛ ومن ثم فإنه يتم تأهيلهم للحياة؛ كي يستكملوا مسيرة التنمية، والإصلاح.

إعداد الفرد كي يصبح شريكًا في البناء بكافة صوره فكرة رئيسة تقوم عليها المناهج التعليمية؛ كي نستطيع أن نفي باحتياجات المنظومة المجتمعية، ونحافظ على تراثنا الثقافي، ونعزز من قيمنا النبيلة، ونستكمل مراحل بناء حضارتنا، ناهيك عن مواكبة سوق العمل المحلي، والدولي من حيث إمداده بأصحاب التفرد المهاري، الذي يقع على كاهلهم فلسفة التقدم، والرقي، والازدهار، بل وبذل الجهود المتواصلة من أجل بلوغ حدود الريادة وفق مبدأ التنافسية، التي تقوم على فكر إيجابي في كليته.

مناهجنا التعليمية تعمل بشكل مستدام على تطوير وظيفية مؤسساتنا التعليمية، وهذا يعني أن تطوير المنهج التعليمي يقوم على أساس المواكبة، والمواءمة، والتكيف؛ بغية تجنب التخلف عن ركب التطور المتلاحق، والتسارع التقني المتزايد، والانفجار المعرفي الناتج عن ثراء نتاج بحثي من قبل مؤسسات متخصصة، وهنا نحتاج باستمرار إلى إعادة وجهات النظر في مستهدفات المناهج التعليمية؛ كي ننهض بمقدرات مجتمعاتنا، ونحاول أن نلبي طموحًا مشروعًا نحو خلق بيئة تسهم في إيجاد مقومات الحياة الكريمة، والرفاهية التي يترقبها بنو البشر.

فكرة التناقل الثقافي، والحفاظ على نتاج التراث لا تتعارض مع تطوير المناهج؛ لكن يتوجب علينا مراعاة التغيرات التي تطرأ على منظومة القيم لدينا؛ فهنالك حرب ضروس، تستهدف دون مواربة، وعن قصد أسلحة من شأنها أن تعمل على تشويه بناء هذا التركيب النسقي المتكامل، وهنا نتحدث عن أغلى مقدرات نمتلكها؛ فالإنسان، وما يمتلكه من وجدان، وبنى معرفية، وذهن يدرك ثوابته، هو من يستطيع أن يحدث نقلات نوعية في شتى مجالاتنا على مستوياتها المتباينة؛ لذا فقد بات التوازن في الإعداد، والتأهيل عبر سياق الخبرة المنهجية أمرا يصعب تجاهله، بل لا نغالي إذا ما قلنا إن هذا من فقه أولويات التطوير لمناهجنا التعليمية بمراحلها المختلفة.

بحوثنا التي اعتمدت على نظريات فلسفية في الإطار التربوي قد أكدت نتائجها في شتى البيئات التي أجريت في خضمها على أن النظرة إلى مكونات المنهج التعليمي قد تغيرت بالكلية؛ حيث إن خصائص الفئات المستهدفة تعرضت إلى متغيرات قد أثرت على التكوين النفسي، والاجتماعي، وحتى مسارات التفكير؛ ومن ثم فقد توجب علينا أن نعدل من ممارسات اعتدنا عليها لفترات طويلة من الزمن، حتى نستطيع أن نحقق أهدافًا لها طابع الأصالة، والمعاصرة في آن واحد؛ فيبقى البنيان قادرًا على أداء ما يوكل إليه من مهام.

يصعب علينا أن نتجاهل تغيرات، وتحولات فكرية، وثقافية في الفلك المحيط بنا، ويصعب أيضًا أن نتعاطى خبرات بمعزل عن فلسفة الاندماج الاجتماعي العالمي؛ ومن ثم فقد أضحى العمل على التطوير من سمات هذا العصر الذي صار فيه العالم بمثابة مدينة التواصل فيها، وبينها على مدار اللحظة؛ ومن ثم صار التبادل، والتفاعل من خصائصها، وهنا ندرك ماهية التأثير وخطورة الفجوات في آن واحد؛ لذا كان لزامًا علينا أن نعمل على تطوير مناهجنا التعليمية بمختلف سلمنا التعليمي بصورة سريعة.

علينا إدراك ماهية التطوير؛ كونها عملية لا تطال المحتوى الخبراتي للمنهج فقط، بل تشمل في طياتها صياغة أهداف جديدة تترجمها مهام أنشطة مناسبة تحققها، ومراعاة لاختيار تقنيات، ومعينات تسهم في تعزيز نقل، واكتساب الخبرات المنشودة، ناهيك عن مداخل، واستراتيجيات، وطرائق تدريسية فعالة، من خلالها يمارس المتعلم أدوارًا حقيقية في بيئاتنا التعليمية المتباينة؛ لتصبح صورة الخبرات المقدمة من مناهجنا التعليمية فعالة؛ حيث تحوى معارف تشكل بنية فكرية قويمة، ومهارات متنوعة ما بين أدائية، وعقلية، واجتماعية؛ ومن ثم يتشكل وجدان راقٍ، يعزز الاتجاهات الإيجابية، والدافع نحو التعلم، وشغف حب الاستطلاع، ناهيك عن ميول نحو المادة، وأستاذها.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شاهد إنقاذ ياسر إبراهيم الأسطوري لمنع هدف لسيراميكا أمام الأهلي بالوقت القاتل

راتب أنشيلوتي مع البرازيل الأعلى بين مدربى المنتخبات

الزمالك يفقد فرصة المشاركة فى دورى أبطال أفريقيا رسميا بعد الخسارة من بيراميدز.. صور

ترتيب دورى نايل "مجموعة المنافسة على الدورى" بعد انتهاء الجولة السادسة

بيراميدز يعود للانتصارات فى الدورى ويهزم الزمالك بهدف إبراهيم عادل.. فيديو وصور


إعلام روسي: وزير الخارجية ومساعد بوتين سيمثلان روسيا فى مفاوضات إسطنبول

أفضل 10 إطلالات للنجمات على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائى.. صور

وفاة "سما عادل" المصابة فى حريق خط غاز طريق الواحات

نادين نسيب نجيم تزين السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائى.. صور

جدول ترتيب الدورى بعد مباراة الأهلي وسيراميكا وقبل لقاء الزمالك وبيراميدز


بعد الإشادة بولي العهد.. الخارجية الأمريكية: ترامب يرى السعودية شريكاً أساسياً.. صور

المصرى يتعادل مع فاركو 1-1 ويفرط في استعادة المركز الرابع بالدورى

النيابة العامة تجرى تفتيشا لمركز إصلاح وتأهيل المنيا.. صور

بعد افتتاح مصنع اليوم.. سفير تركيا: استثمارات جديدة بـ500 مليون دولار فى مصر

كيف نفهم عودة ارتفاع سعر الذهب عالميا رغم التهدئة فى الحرب التجارية بين أمريكا والصين؟.. الأسواق تعيد ضبط اتجاه الأسعار وترقب نتائج بيانات التضخم.. ومشتريات محدودة تدفع الأونصة للتحرك حول 3250 دولارا

الوثائقية تروج لفيلم "أهازيج مراكش" وعرضه قريبا.. فيديو

إيقاف مباريات الدوري الليبي في طرابلس.. والبدري ممنوع من مغادرة الفندق

لا يمكنك اختيار صلاح.. هداف الدورى الإنجليزى يثير الجدل بين ثنائى تشيلسى

الرئيس الأمريكى يصل قصر اليمامة لعقد مباحثات مع ولى العهد السعودى

مشكلة أمنية.. واشنطن بوست تفجر مفاجأة حول الطائرة القطرية المهداة لترامب

لا يفوتك


مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025 الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:25 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى