"العدوان على غزة.. حين تذبل العادات وتتمسك التقاليد بالحياة".. أفراح تحت النار وأعراس بلا دبكة ولا زغاريد.. تراث تحت القصف وتقاليد تقاوم.. والبيت الفلسطينى من لمة العيلة إلى النزوح.. صور

أفراح غزة تحت النار وأعراس بلا دبكة ولا زغاريد
أفراح غزة تحت النار وأعراس بلا دبكة ولا زغاريد
كتب رامى محيى الدين - أحمد عرفة

في قلب المعاناة، حيث تعلو أصوات القصف فوق زغاريد الفرح، وتُبدّل المناسبات بالأزمات، يجد الفلسطيني في غزة نفسه مجبرًا على إعادة تعريف معنى الحياة، وسط محاولات شرسة من العدوان الإسرائيلي لمحو الملامح الثقافية والعادات الاجتماعية، فكيف أثّر هذا العدوان على العادات والتقاليد الفلسطينية؟!

ويعدد جهاد ياسين، مدير عام المتاحف والتنقيبات وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، أبرز نشاطات الغزيين الشعبية ذات بعد تراث لا مادي والتي اختفت نتيجة الحرب على غزة:

احتفالات مواسم الموالد "موسم المنطار وموسم أبو الكاس"
احتفالات شم النسيم
الزراعة الريفية الموسمية (المقاثي)
مناسبات الأفراح و المآتم
أعياد المسلمين والمسيحيين وما كان يرافقها من عادات تراثية تتعلق بالطقوس والمأكولات الخاصة المرافقة للطقوس
صلاة الجمعة
صلاة الأحد
مواسم الصيد
زيارة المقابر في شعبان و رمضان و الأعياد.
ويؤكد أن كل ذلك تقريبا اختفى بسبب العدوان الإسرائيلي.

4
4

 

وفي السياق الفلسطيني، يمكن رصد أبرز العادات الشعبية التي باتت مهددة بالاندثار على النحو الآتي:

1.

لمة العائلة:

كانت البيوت الفلسطينية خاصة في المناسبات والأعياد، تحتضن لقاءات دورية للعائلة الممتدة، يتم خلالها تبادل القصص، والطعام، والموروث الشفوي. إلا أن تهدم البيوت والنزوح الجماعي حال دون استمرار هذه الاجتماعات بنفس الوتيرة، مما أدى إلى تفكك النسيج الاجتماعي.

2. العرس الفلسطيني التقليدي: يُعد من أبرز مظاهر الفلكلور، ويشمل الزغاريد، المهاهاة، الدبكة، ارتداء الأثواب المطرزة، وتوزيع الحلويات الشعبية. غير أن الظروف الأمنية والنفسية التي ترافق العدوان تجعل من الصعب إقامة هذه المناسبات بالشكل التقليدي.

3
3


3.

الأنشطة التعاونية النسائية

: مثل إعداد المؤونة، وخبز الطابون، وتجفيف الأعشاب، والتي كانت تُمارس في إطار جماعي يُعزز من قيم التعاون والتكافل. ومع تدهور الوضع المعيشي وفقدان البيوت، أصبحت هذه الممارسات نادرة أو معدومة.

7d58f798-1239-4417-8f05-59a9e8efe531
7d58f798-1239-4417-8f05-59a9e8efe531


4.

رواية الحكايات الشعبية (الحكواتي)

: وهي وسيلة تقليدية لنقل القيم والتجارب التاريخية للأطفال، انقطعت هذه الممارسة بفعل انقطاع الكهرباء، وانشغال الأهالي بتأمين أساسيات الحياة.


5.

زيارة المقامات والقبور

: كانت تُمارس لأغراض دينية واجتماعية، وتراجعت نتيجة الحصار، وصعوبة التنقل، وتهدم عدد من المواقع الدينية.

1


6.

ارتداء الزي التقليدي

: خصوصاً الأثواب المطرزة التي تعكس الهوية المناطقية والطبقية، أصبح نادراً ارتداؤها خارج المناسبات الخاصة، والتي بدورها تقلصت.

a8915f88-1031-4713-ad35-4a26908044c5
a8915f88-1031-4713-ad35-4a26908044c5


7.

الزراعة البيتية

: فقدت الكثير من العائلات المساحات الصغيرة المخصصة للزراعة المنزلية، مما قطع أحد أشكال التواصل اليومي مع الأرض والتراث الزراعي.

وفي ظل هذا الواقع يصبح توثيق العادات الشعبية وإعادة إحيائها في البيئات الممكنة ضرورة وطنية وأكاديمية، ليس فقط لحفظ الذاكرة، بل لضمان انتقال الهوية الثقافية إلى الأجيال القادمة.

التقاليد تقاوم


رغم كل التحديات، لا يزال أهل غزة يصرون على الاحتفاظ بعاداتهم، في كل بيت مهدم، قصة صمود، في كل عرس مؤجل، أمل بالفرح، في كل طبق مقلوبة، تحدٍّ للموت.

وتقول الدكتورة سارة محمد الشماس، الباحثة الفلسطينية في التراث والعلوم التربوية: إن العادات الشعبية الفلسطينية تُعد أحد أبرز عناصر التراث الثقافي اللامادي في المجتمع الفلسطيني، وهي تمثل الامتداد الحي للهوية الوطنية التي تراكمت عبر قرون من التجربة التاريخية والاجتماعية، وتكمن أهمية هذه العادات في كونها منظومة متكاملة من الممارسات اليومية التي تحمل القيم والتقاليد والمعارف الشعبية التي تنتقل شفهياً من جيل إلى آخر، إلا أن العدوان المتكرر على قطاع غزة، وما يرافقه من دمار واسع ونزوح قسري وفقدان للاستقرار، قد أدى إلى تهديد حقيقي لاستمرارية هذه العادات، وأسهم في تآكل الذاكرة الجماعية.
وتشير الدراسات في مجال التراث اللامادي، ومنها تقرير اليونسكو (2003) حول حماية التراث الثقافي غير المادي، إلى أن النزاعات المسلحة تعد من أكبر التهديدات التي تؤدي إلى اندثار العادات الشعبية، إذ تقطع السياقات الاجتماعية التي تُمارَس فيها، وتخلق أولويات مادية ونفسية قد تهمش الثقافة التقليدية.

أما الكاتبة والباحثة في الآثار والتراث الفلسطيني، منى أبو حمدية  و عضو في الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين والآثاريين الفلسطيني فتؤكد أنه  بسبب‎ الحرب الإسرائيلية على غزة تعرضت العديد من العادات والتقاليد الفلسطينية للاندثار والتغيير والغياب القسري في خضم الأحداث القاسية التي يشهدها قطاع غزة، لكن الفلسطينيين ما زالوا يصرون على الحفاظ على تراثهم وهويتهم رغم هذه المقتلة بقدر ما تتوفر لهم الامكانيات الضرورية والبسيطة على النحو الذي يمكنهم من البقاء ومواجهة هذا العدوان.

وأكدت أودت الحرب بحياة عشرات الآلاف من المدنيين  كما وتم تدمير اكثر من 90 بالمية من قطاع غزة يتمثل بالمحافظات و القرى والمخيمات كما وتم تشريد الاهالي وتهجيرهم قسرا بالإضافة إلى محاولات تهويد التراث الفلسطيني وطمس هويته عبر عشرات السنين مثل تغيير أسماء الأماكن وبالحرب تم التدمير الاكبر لكل من الحجر والبشر والشجر  وكان هناك إجحاف في استهداف المواقع الأثرية، بالإضافة إلى محاولات سرقة عشرات الاف من اللقى الاثرية و اغلب الرموز التراثية.

‎وتابعت: يحاول الفلسطينيون التمسك بعاداتهم وارثهم وعاداتهم وتقاليدهم لكي تبقى حية في حياتهم ،  فيحاولون رغم هذه الظروف القاسية  على سبيل المثال من اتمام مراسيم الزفاف " كونه ضرورة ملحة " على نحو بسيط و امكانيات متواضعة تمكنهم من إحياء الأعراس التقليدية باللباس المطرز البسيط ان توفر للعروس ، مع انعدام تام للفرحة الحقيقية التي كانوا ينعمون بها قبل الحرب ؛ كما وتقلصت تلك الاهازيج التراثية والطقوس الشعبية التي عهدها الشعب الفلسطيني عبر الايام والسنوات الماضية واكتفى الفلسطيني بالقدر القليل من هذه العادات والتقاليد لتحقيق غاية الزفاف ، احتراما وتقديرا و وفاءً لدماء عشرات الالاف من الشهداء .

ومن الجدير بالذكر هنالك عادة مشهورة بمراسيم الزفاف وهي الزفة الفلسطينية " زفة العرسان " ولكن نتيجةً لما يمر به قطاع غزة من ابادة جماعية قد حالت من اندثار هذه العادة التراثية .
وفي نفس السياق تعتبر عادة الاشهار بالزواج وسط المجتمع ركيزة أسياسية ومستمدة من تعاليم الدين الحنيف ، ولكن الامر في ظل وجود آلة البطش الاسرائيلية حال من قدرة الناس على الاشهار والتوثيق لهذا الزواج ، وأما عن التدهور الاقتصادي والمجاعة التي تشهدها البلاد والتي اودت بحياة عشرات الالاف من المدنيين قد حالت من ممارسة العديد من العادات التراثية والشعبية، فعلى سبيل المثال صلة الارحام والعيدية  وشراء ملابس جديدة في الاعياد و الولائم برمضان، فما عاد بإمكان الفلسطيني ان يصل رحمه أو يقوم بإعداد وليمة لأرحامه ، فالفقر المدقع يحيط به من كل جانب ، وتفشي البطالة حال من قدرة الفرد على ذلك .
في الوقت نفسه لم تمنع الغزيين كل تلك المقتلة من آداء الشعائر الدينية وصلاة العيد جماعة، و تلاوة القرآن في رمضان من داخل خيمته.

وعن المناسبات الدينية التي كان ولا زال الفلسطينيون في غزة يتمسكون بها، لإيمانهم بعقيدتهم الراسخة في قلوبهم لا سيما في حالات السلم والحرب، كما وأن أداء هذه الشعائر تبقى ملازمة لهم بشكل أبدي، ولكنها تخلو من مظاهر الزينة التي اعتادوا عليها في حالات الرخاء والأمان.

فقد كان الفلسطيني يستقبل شهر رمضان والمناسبات الدينية والوطنية بالزينة على أبواب منزله وداخله، بالإضافة إلى حرصه على اقتناء أصناف عديدة من الحلوى لتقديمها للضيوف وأهالي الحي.

وأما عن موسم قطف الزيتون والحصاد فلم تعد تلك العادة قائمة، فسياسة الأرض المحروقة أودت بالغصن الأخضر من بين ثنايا حقولنا، وحُرم الفلسطيني من قطف زيتونه وحصاد أرضه!.. هذا البربري الصهيوني سرق أرضنا وفرحتنا وأحلامنا ودمر الحياة فينا. وليشهد التاريخ أن الفلسطيني جاء معمراً للأرض ، كان يزرع ويغني ، يحصد وينشد ، يقطف الأشجار ويؤدي الدبكة على أنغام الشبابة والربابة الفلسطينية.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الشوط الأول.. الأهلي يتقدم على سيراميكا بهدف بن شرقي

15 دقيقة ..تعادل سلبي بين الأهلي وسيراميكا في الدوري

البيت الأبيض: السعودية ستستثمر 600 مليار دولار فى الولايات المتحدة الأمريكية

الجيل الخامس فى مصر.. سرعات غير مسبوقة لتحفيز الاقتصاد وتحقيق طفرة في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم.. دعم المدن الذكية والعاصمة الإدارية.. وتشجيع تأسيس الشركات الناشئة والقضاء على بطء الانترنت

شاهد الداخلية تكشف ملابسات فيديو مشاجرة السلاح الأبيض داخل مسجد بالسلام


موعد مباراة الأهلى وبترو أتليتكو الأنجولي في نهائى السوبر الأفريقي لسيدات اليد

وزير العمل يعلن 1072 فرصة عمل فى الإمارات بمرتبات تصل لـ55 ألف جنيه

"رونالدينيو أفريقيا".. معلومات لا تفوتك عن صفقة الأهلي المحتملة

كيف نفهم عودة ارتفاع سعر الذهب عالميا رغم التهدئة فى الحرب التجارية بين أمريكا والصين؟.. الأسواق تعيد ضبط اتجاه الأسعار وترقب نتائج بيانات التضخم.. ومشتريات محدودة تدفع الأونصة للتحرك حول 3250 دولارا

نيويورك تايمز: قبول ترامب للقصر الطائر يتجاوز حدود اللياقة


موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025

إيقاف مباريات الدوري الليبي في طرابلس.. والبدري ممنوع من مغادرة الفندق

موعد مباراة الأهلى والترجى التونسى فى نهائى السوبر الأفريقى لليد

لا يمكنك اختيار صلاح.. هداف الدورى الإنجليزى يثير الجدل بين ثنائى تشيلسى

بيرسى تاو "ساحر الأهلى السابق" يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ"31"

عاجل.. تحذير من نشاط للرياح مثيرة للرمال والأتربة على هذه المناطق

مشكلة أمنية.. واشنطن بوست تفجر مفاجأة حول الطائرة القطرية المهداة لترامب

توم كروز يتحدث عن سبب انضمامه إلى سلسلة أفلام Mission: Impossible

مواعيد امتحانات نهاية العام الدراسى لجميع الصفوف الدراسية

5 معلومات عن مباراة الزمالك وبيراميدز اليوم الثلاثاء فى الدورى المصرى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى