الوزيرتان

والمقصود بالاسمين المذكورين أعلاه، الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى السابقة، والدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي الحالية، فقد تعاملت السيدتان مع بعضهما البعض بكل رقي وتحضر وسمو، غيّرتا من خلاله الصورة النمطية والمتعارف عليها، والتراث المتوارث حول كيفية تعامل المسئول الحالي مع سلفه.

تعودنا على مدار عقود طويلة وأزمنة عتيقة، أن يحمل المسئول الحالى - شاغل المنصب- كل الأخطاء الجسيمة منها وغير الجسيمة على سلفه، فيجعله شماعة يعلق عليها كل الأخطاء والهفوات والزلات  والكوارث، ليصل به الأمر في بعض الأحيان للقول بكل أريحية في الضمير والقول: "نحن ندفع فاتورة من سبقونا ونحل كوارثهم".. لكن الحق يقال إن هذه الحالة المتعارف عليها تبددت مع "نيفين ومايا".

فمايا مرسى مجرد أن وطئت قدماها ساحة وزارة التضامن بالعاصمة الإدارية، كان أول شيء فعلته أن استقبلت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي السابقة، التي حرصت على تقديم التهنئة للدكتورة مايا مرسي لتوليها مسئولية وزارة التضامن الاجتماعي، متمنية لها التوفيق والنجاح خلال الفترة المقبلة، في سُنة جديدة سنتها "مايا ونيفين"، وذلك يوم الأحد 07 يوليو 2024، وعليك أن تضع خطا تحت هذا التاريخ فسوف نحتاجه في السطور التالية والفقرات اللاحقة.
استقبال الدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعي للوزيرة السابقة الدكتورة نيفين القباج، عكس آنذاك روحا إيجابية داخل أروقة الوزارة، وأعربت وقتها الدكتورة مايا مرسي عن تقديرها لهذه الزيارة، مشيدة بالجهود المبذولة التي قامت بها الدكتورة نيفين القباج خلال فترة توليها مسئولية وزارة التضامن الاجتماعي، في فترة شهدت العديد من التحديات، وأوضحت أنه سيتم البناء على تلك المجهودات واستكمال العمل في ملفات وبرامج الوزارة المختلفة.

منذ أيام، وبحكم عملي كمحرر برلماني حضرت اجتماع لجنة التضامن بمجلس النواب لمناقشة مشروعي خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والموازنة العامة للدولة للعام المالي 2025/2026، فيما يخص ديوان عام وزارة التضامن الاجتماعي، جاء ذلك بحضور الدكتورة وزيرة التضامن الاجتماعي، وكان هذا الاجتماع يوم الأربعاء 7 مايو 2025، وخلاله وأثناء حديث الدكتور مايا مرسى ذكرت الدكتورة نيفين القباج الوزيرة السابقة بكلمات ثناء وشكر علي مجهوداتها في ملف الحماية الاجتماعية، مؤكدة أنها تستكمل ما تم بناؤه أثناء حقبة نيفين القباج، وبالتالي لو وضعت التاريخين -يوليو 2024 ومايو 2025 - ستجد الوزيرة الحالية تتحدث عن الوزيرة السابقة بكلمات ثناء وشكر وتأكيد علي أنها تستكمل ما بدأته الوزيرة السابقة.

إذن نحن أمام حالة نموذجية فريدة ونأمل أن ألا تكون فريدة، فالوزيرتان السابقة والحالية "نيفين القباج ومايا مرسى" ضربتا نموذجا فريدا يحتذي به، ونأمل -كما ذكرت- أ لا يكون فريدا، وأن يتم تعميمه، فهو ليس مفيدا علي مستوى التعامل الراقي، بل أيضا مفيدا علي المستوى العملي، وبدلا من أن يأتي المسئول الجديد ليقوم بهدم ما بناه سابقه، عليه أن يستكمل ويبني على ما أسسه سابقوه، وأن يبدأ كل مسئول من حيث انتهى الآخرون.. وأخيرا شكرا  " نيفين ومايا" مع حفظ الألقاب.