منحة تصوير إنسانية تكشف 215 يومًا من الجحيم فى غزة بعد العدوان الصهيونى

على هامش أسبوع القاهرة للصورة، الذي انطلق خلال الأيام الماضية بمنطقة وسط البلد، أقيم معرض الصور الفلسطينية الذي أُقيم بمبادرة من منحة التصوير الإنساني، ومقرها الكويت، والتي يرأسها المصور الفوتوغرافي والوثائقي سامي الرميان، وجاءت واجهة المعرض لتحمل 210 اسمًا لشهداء من المصورين الصحفيين الفلسطينيين، رحلوا وأيديهم لا تزال تقبض على الكاميرا، وجاءت صور المعرض كلوحات فنية تكشف 215 يومًا من الجحيم في غزة.
وقال سامي الرميان، رئيس منح التصوير الإنساني بالكويت، إن المبادرة أُطلقت لتقديم دعم مالي للمصورين حول العالم، من أجل تنفيذ مشاريع فوتوغرافية ذات طابع إنساني. بدأنا عملنا عام 2023، وكان ذلك بالتزامن مع اندلاع أحداث غزة في 7 أكتوبر، فكان من الطبيعي أن نخصص المنحة الأولى لدعم المصورين داخل غزة، بهدف توثيق حياة الناس هناك، ونقلها إلى العالم".
وأضاف "الرميان" في تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" منذ انطلاقتنا، حرصنا على أن تكون عملية التقديم للمنحة دقيقة ومنظمة. استقبلنا ما يزيد عن ألف طلب، لكن بعد عمليات الفحص والتصفية، وصلنا إلى نحو 350 طلباً جدّياً، ثم أجرينا مقابلات وأسئلة تفصيلية لنحدد مدى جدية وفهم المصورين لطبيعة العمل، لأننا كنا نتحدث عن منحة تصل إلى 5000 دولار في النهاية، اخترنا 45 مصوراً وصلوا إلى المرحلة النهائية، ومن بينهم فاز 10 فقط".
ولفت رئيس منحة التصوير الإنسانية: "نتائج هذه المنحة تمثلت في كتاب فوتوغرافي تم طباعته، وسلسلة معارض انطلقت من ولاية فيرجينيا في الولايات المتحدة، ثم الشارقة بالإمارات، فالدوحة، والآن نحن في القاهرة. وهناك معارض قادمة في لبنان، والمغرب، ولندن، والكويت، وحتى في غزة".
وأشار سامي الرميان إلى أن: "المصورون الذين فازوا قدموا مشاريع متنوعة، لكنها كلها تدور حول المعاناة اليومية للناس في غزة: كيف يحصلون على الماء؟ كيف يتعاملون مع نقص الطعام؟ ماذا تعاني النساء في ظل القصف؟ كيف يلعب الأطفال أو حتى كيف يهربون من الخطر؟ لم نكن نبحث فقط عن صور الموت والدمار، بل عن صمود الناس وقوتهم في مواجهة المحن".
وأكد: "ردود الفعل التي تصلنا من زوار المعارض قوية جداً، هناك تأثر واضح، خاصة عند تصفح الكتاب وقراءة التفاصيل المرتبطة بالصور. المشروع لم يكن فقط توثيقاً بصرياً، بل كان أيضاً تعبيراً حقيقياً عن الألم الإنساني والصبر والمعاناة، دون أي تصنّع أو تمثيل".
واختتم "الرميان": "المنحة الثانية التي ستُطلق في النصف الثاني من عام 2025، ستكون منحة إنسانية عامة، متاحة للمصورين من جميع أنحاء العالم، وستركز على موضوع إنساني واحد – قد يكون التعليم، أو أزمة المياه، أو الصحة، أو الفقر. الإعلان الرسمي عنها سيكون قريباً بإذن الله".
Trending Plus