استهداف عاملى الرعاية الصحية فى غزة واستشهاد 1400 منذ بداية العدوان.. تقرير دولى: الحصار الإسرائيلى يفاقم تدهور النظام الصحى.. والصحة العالمية: 10.5 ألف مريض فى غزة يحتاجون إلى إجلاء طبى عاجل منهم 400 طفل

وسط الحصار الشامل الذى بدأته قوات الاحتلال الإسرائيلى على غزة تم استهداف العديد من مراكز الرعاية الصحية والعاملين بها حيث استهدف المئات منهم خلال الهجمات المستمرة فيما تواجه مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات المنهارة بالفعل نقص شديد فى مستلزمات الرعاية الصحية والأدوية
تقرير دولى نشره موقع الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية " أوتشا " أكد استشهاد ما لا يقل عن 1400 عامل رعاية صحية فى غزة خلال العدوان الإسرائيلى الذى استمر 19 شهرًا وتُظهر هذه الهجمات الممنهجة أن الاحتلال الإسرائيلى يشن حربًا على الرعاية الصحية فى غزة، وهو أمر لا يمكن السماح باستمراره
وأوضح التقرير أنه قُصف الأطباء والممرضون والمسعفون والجراحون فى المستشفيات، أو دُفنوا تحت الأنقاض، أو استُهدفوا عمدًا فى سيارات إسعاف تحمل علامات واضحة لافتا الى أنه صرّحت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بأن هذه الهجمات ترقى إلى جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية تتمثل فى الإبادة.
ووفق التقرير الدولى أنه أجبر العدوان الإسرائيلى ثلث مستشفيات غزة على الإغلاق التام، بينما يقع أكثر من نصف المرافق الصحية العاملة فى مناطق تخضع لأوامر التهجير القسرى وتحولت أقسام مستشفيات بأكملها إلى أنقاض واضطر المرضى، بمن فيهم أطفال فى حالات حرجة، إلى النزوح إلى الشوارع. ويُختطف ويُعتقل ويُقتل العاملون فى مجال الرعاية الصحية وهم من آخر شريان الحياة المتبقى لسكان غزة.
و أوضح التقرير أنه يتفاقم تدمير النظام الصحى بسبب الحصار الإسرائيلى الشامل على غزة، الذى دخل يومه الثامن والستين على التوالى، مما أدى إلى قطع الوصول إلى الغذاء والوقود والأدوية فيما تعانى المستشفيات أصلًا من نقص حاد فى الأدوية والمستلزمات، لكن الوضع يزداد كارثية مؤكدا أنه ويؤدى كل يوم بدون هذه الإمدادات إلى تعريض المزيد من الأرواح للخطر.
ومن جانبها دعت منظمة العون الطبى للفلسطينيين المجتمع الدولى إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية العاملين فى مجال الرعاية الصحية فى غزة وأنه يجب على قادة العالم التحرك الآن لفرض وقف فورى ودائم لإطلاق النار، ووقف جميع مبيعات الأسلحة لإسرائيل، والمساءلة الكاملة عن انتهاكات القانون الإنسانى الدولى.
ومن جانبه قال الدكتور خالد الشوا، طبيب جراح فى غزة: "بعد 19 شهرًا، أشعر بالعجز الشديد. مرّ كل هذا الوقت، ومع ذلك ما زلنا نقف أمام المرضى، لا يسعنا إلا أن نشاهدهم يموتون ونعيش تحت تهديد دائم. لا مكان آمن. فى أى لحظة، قد نُستهدف. كفرق طبية، فقدنا الكثير. أنا شخصيًا فقدت والدتى، والعديد من أقاربى أيضًا.
وأكد الشوا أن الخطر الذى يحيط بنا هائل مشددا على ضرورة حماية الفرق الطبية التى تواصل رعاية المرضى وتظل فى مواقعها فى ظل هذه الظروف القاسية مؤكدا يجب ضمان سلامتهم، واحترام الرموز التى يرتدونها والتى تميزهم بوضوح كفرق طبية. وأن هذا أمر مقدس. يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية العاملين فى المجال الطبى.
ومن جانبها حذرت الأمم المتحدة من النقص الحاد فى مستلزمات الرعاية الصحية نظرا للنقص الحاد، لافتة الى أن المنظمة تُعطى الأولوية فى الوقود للمستشفيات والمرافق الميدانية وسيارات الإسعاف، بينما انخفضت إمدادات مراكز الرعاية الصحية الأولية والنقاط الطبية بأكثر من 50%.
أكدت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارجريت هاريس أن الإمدادات الطبية والأدوية تنفد بسرعة شديدة مع تزايد الحاجة إليها بسبب الظروف المعيشية المزرية واستمرار القصف، مشيرة إلى أن أكثر من 10,500 مريض فى غزة يحتاجون إلى إجلاء طبى عاجل، من بينهم أربعة آلاف طفل، ومع ذلك، لم يتم إجلاء سوى 122 مريضا منذ استئناف الأعمال العدائية فى 18 مارس.
من جانبه احد العاملين بمنظمات الإغاثة فى فلسطين أنه على الرغم من حمايتهم بموجب القانون الدولى، يُقتل العاملون فى مجال الرعاية الصحية فى غزة أمام أعين العالم قائلا الأدلة دامغة والنمط واضح لا لبس فيه حيث يُفكك النظام الصحى فى غزة بشكل ممنهج، مما يجعل استمرار حياة الفلسطينيين فى غزة مستحيلاً داعيا المجتمع الدولى التدخل قائلا والا فسيكونون متواطئين فى الفظائع".
Trending Plus