التعليم فى زمن الحرب.. اندلاع النزاع فى السودان تسبب فى زيادة نسبة التسرب والزواج القسرى للفتيات.. تسرب 17 مليون طالب وفرار نحو 500 ألف معلم من ديارهم.. واللغة أبرز تحديات الطلبة السودانيين فى بلاد اللجوء

تركت الحرب السودانية التى دخلت عامها الثالث، أثرا عميقا على العملية التعليمية فى السودان، وتركت ملايين الأطفال دون أبسط حقوقهم فى التعليم، خاصة مع زيادة نسبة التسرب من التعليم، وازدياد معدلات حالات الزواج القسرى للفتيات القصر.
معلمات سودانيات اشتكين من تأثير توقف الدراسة بعد اندلاع النزاع القائم بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع، فى زيادة حالات الزواج القسرى والتجنيد الإجبارى مع تسرب ملايين الأطفال.
وقالت معلمات سودانيات إن بعض الأسر اضطروا إلى تزويج بناتهم دون سن البلوغ، بسبب مخاوف من تعرضهن للعنف الجنسى المرتبط بالنزاع، حيث زُفّت القاصرات إلى الجنود بغرض حمايتهن، بعضها جرت تحت الإكراه أو تحت تهديد السلاح، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
ونظمت حملة “نساء ضد الظلم”، ندوة بعنوان: “المجد للساتك” وركزت الندوة على رصد أثر الحرب على العملية التعليمية فى السودان.
ومن جهتها قالت المعلمة خالدة صابر، فى كلمتها، أن الانقطاع الطويل عن التعليم تسبب فى تجنيد الطلاب الأكبر عمرًا من طرفى النزاع، بينما تعرضت الطالبات للزواج القسرى لحمايتهن من المقاتلين.
وطالبت بضرورة استئناف العملية التعليمية من أجل الحفاظ على حياة الطلاب وتجنيبهم مخاطر التجنيد الإجبارى والزواج القسرى.
وأفادت خالدة صابر بتعرض قرابة ألف مدرسة للدمار أو تحويلها إلى دور إيواء للنازحين أو إلى مقار عسكرية، مما أثّر مباشرة فى انقطاع الطلاب بمناطق النزاعات عن الدراسة خاصة فى الولايات التى تشهد تصعيد فى العمليات العسكرية، بينما نزح الآخرون مع أسرهم إلى الولايات أو اللجوء بدول الجوار.
وفى حديثها كشفت أن الحرب أدت إلى تسرب حوالى 17 مليون تلميذ، فيما اضطر أكثر من 500 ألف معلم ومعلمة إلى الفرار من ديارهم، حيث أصبح بعضهم نازحين والبعض لاجئين فى دول الجوار.
وكشفت أن الحرب تسببت فى أن عددًا كبيرًا من المعلمين ترك المهنة، إذ اتجهوا إلى امتهان بعض المهن الهامشية، ودعت إلى معالجة مشكلة توقف الرواتب، خاصة وأن أكثر من 250 ألف معلم ومعلمة لم يصرفوا رواتبهم رغم استمرار صرف المرتبات فى ولايتى الشمالية والبحر الأحمر.
وكشفت خالد صابر عن التحديات التى تواجه الطلاب السودانيين فى بلاد اللجوء، واعترفت بوجود مشكلات أساسية تواجه الطلاب فى أوغندا، منها اللغة بالنسبة للطلاب الأكبر سناً، حيث يتم إرجاع الطالب إلى عدة فصول، مما يؤثر على حالته النفسية، خاصة عندما يدرس مع طلاب أصغر.
من جانبه، قال المتحدث الرسمى باسم لجنة المعلمين السودانيين سامى الباقر خلال مخاطبته الندوة أن المشكلة الأساسية فى تأثير الحرب على العملية التعليمية تتمثل فى عقد امتحانات الشهادة السودانية بمناطق محددة.
وأشار إلى أن ذلك عمّق الانقسام فى المجتمع السوداني، موضحا أن ميليشيا الدعم السريع حاولت إفشالها بمنع الطلاب من الذهاب إلى المدن التى تعقد فيها الامتحانات.
وطالب بضرورة حمية الطلاب فى الامتحانات القادمة ومنع الاعتداء على المدارس باعتبارها جريمة حرب. ودعا إلى وضع رؤية تعليمية بمشاركة كل الجهات تستند إلى تجارب الدول التى اندلعت فيها حروب سابقة.
وطالبت جميع المشاركات فى الندوة الحكومة السودانية بضرورة تلقى المعلمين رواتبهم من أجل استمرار العملية التعليمية، وحذرن من خطورة تجنيد الطلاب على مستقبل السودان حيث يبشر بتكوين ميليشيات جديدة.
Trending Plus