التكنولوجيا فى خدمة الصحة المجتمعية.. شباب مصريون ينقذون حياة 700 ألف مريض فى 9 دول من خلال منصة رقمية ذكية للتشخيص الطبى عن بعد.. وطلاب مدرسة بالعبور يتوصلون لتقنية زراعية لمواجهة تحديات ندرة المياه

لم تعد الاستدامة خياراً ترفيهياً، في عالم تتزايد فيه التحديات البيئية والضغوط على الموارد الطبيعية، بل أصبحت ضرورة ومسؤولية جماعية، فمستقبل كوكبنا لم يعد مرهوناً بالتطور التقني فحسب، بل أيضاً بالعقول الشابة، والأفكار المبتكرة، والتكافل المجتمعي الذي يصنع الفرق على أرض الواقع. من التعليم إلى الرعاية الصحية، ومن الزراعة إلى الطاقة، تتقاطع الحلول المستدامة مع حياتنا اليومية، لتؤكد أن التغيير يبدأ من المبادرات المحلية ويكبر ليصنع الأثر العالمي.
وتأكيداً لهذا التوجه، أخذت جائزة زايد للاستدامة على عاتقها دعم المبادرات التي تُحدث تغييراً ملموساً في مجتمعاتها، وكان لمصر هذا العام حضورٌ مميزٌ عبر مبادرتين لامستا جوهر الاستدامة من زوايا مختلفة.
ففي إنجاز لافت يعكس تنامي دور الابتكار المصري في مجالات التنمية المستدامة، تأهلت مبادرتان من مصر إلى التصفيات النهائية للدورة الأخيرة من جائزة زايد للاستدامة، قدمتهما إحدى الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا الصحية، ومدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا بالعبور. ورغم عدم فوزهما بالجائزة، إلا أن تأهّلهما إلى النهائيات سلّط الضوء على جهودهما النوعية التي تسعى إلى إحداث تغيير فعلي ومستدام في المجتمع.
"رولوجي".. التكنولوجيا في خدمة الصحة المجتمعية
طوّرت المنصة المصرية المتخصصة في مجال الرعاية الصحية، حلاً مبتكراً لمشكلة نقص أطباء الأشعة في مصر والمنطقة، وذلك عبر إنشاء منصة رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لربط المستشفيات والمراكز الطبية بأطباء الأشعة المتخصصين عن بُعد، ما يسهم في تقليص زمن التشخيص، خصوصاً في الحالات الحرجة.
وتوسّع نطاق عمل المنصة ليشمل المملكة العربية السعودية، والسودان، وكينيا، حيث ساهمت خدماتها في تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية وتقليل التكاليف التشغيلية، ولاسيما في المناطق النائية، ونجحت المنصة في إحداث تأثير كبير بفضل علاقتها مع أكثر من 150 مستشفى في تسع دول، ما أسهم في إنقاذ حياة أكثر من 700,000 مريض، بفضل الاستعانة بعمليات التشخيص الدقيقة والفورية. وتؤكد الشركة التزامها بالعدالة الصحية من خلال تقديم خدمات بأسعار معقولة، ما يعزز شمولية الرعاية الطبية ويجعلها أكثر استدامة.
مدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا بالعبور.. حلول بيئية من ابتكار الطلاب
في محافظة القليوبية، برز طلاب مدرسة العبور من خلال مشروع ريادي مبتكر، يستجيب لتحديات ندرة المياه وتدهور التربة الزراعية، فقد طوّروا تقنية الهيدروجيل، التي تعمل على تحسين قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه، حيث تحصل النباتات على الماء منه، في الأيام غير الماطرة، وفي الوقت نفسه يتحسّن محتوى التربة من العناصر الغذائية، كما أنّ الهيدروجيل يقلّل من استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بطرق الري التقليدية مثل أنظمة التنقيط والرش.
وتتميز هذه التقنية بأنها منخفضة التكلفة، وسهلة التحضير، وصديقة للبيئة، ما يجعلها حلاً قابلاً للتطبيق لدى صغار المزارعين في المناطق المتأثرة بندرة المياه. وقد تم تطوير المشروع بالتعاون مع أساتذة من المركز القومي للبحوث، بهدف تحسين جودة التربة، وزيادة الإنتاج الزراعي، وتقليل استهلاك المياه.
وتتوقع المدرسة أن يعود المشروع بالنفع على أكثر من 100 ألف شخص من الطلاب والمزارعين وأفراد المجتمع المحلي، من خلال رفع كفاءة الزراعة وتوسيع الوعي البيئي وتعزيز الأمن الغذائي.
جائزة زايد للاستدامة، منصة تلهم المجتمع
شكّلت جائزة زايد للاستدامة، منذ انطلاقها عام 2008، منصة عالمية لتكريم المبادرات المتميزة في مجالات الصحة، والغذاء، والطاقة، والمياه، والعمل المناخي، والتعليم. وهي مستمرة في دعم الابتكار في الاستدامة.

Trending Plus