الخلاف يظهر بين ترامب ونتنياهو مع زيارة الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط.. صحف: دونالد يرى تجدد هجوم إسرائيل على غزة "جهد ضائع".. قرارات واشنطن تصدم تل أبيب.. وخبراء: العلاقات الأمريكية الإسرائيلية أمام مفترق طريق

عندما تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في يناير، كان هو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وفاق تام بشأن كيفية التعامل مع القضايا الأكثر إلحاحًا في علاقتهما وهما الحرب في غزة وايران.
في البداية رفع ترامب الحظر الذي فرضته إدارة بايدن على إرسال قنابل كبيرة إلى إسرائيل وشجع العمليات العسكرية الإسرائيلية "لإتمام المهمة" ضد حماس في غزة -كما قال- واتفق مع نتنياهو على مواجهة إيران ووكلائها في المنطقة.
لكن في الأسابيع الأخيرة، توترت العلاقة بين ترامب ونتنياهو مع تزايد الخلاف حول استراتيجية مواجهة هذه التحديات، وفقًا لمسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين من الشرق الأوسط تحدثوا لشبكة ان بي سي، ففي حين يرى نتنياهو فرصة للقضاء نهائيًا على المنشآت النووية الإيرانية، يرى ترامب فرصة لإزالة خطر امتلاك إيران لسلاح نووي من خلال عقد صفقة.
وبينما تشن إسرائيل هجومًا عسكريًا جديدًا على غزة، يدفع ترامب باتجاه وقف إطلاق النار، وبدا أقل انخراطًا في محاولة حل النزاع بعد أن تفاخر في فبراير برؤيته الكبرى المتمثلة في إنشاء "ريفييرا غزة" بمجرد نقل جميع الفلسطينيين إلى دول أخرى وهي الخطة التي قوبلت برفض تام من قادة وزعماء الشرق الأوسط الذين يرون ان حل الدولتين هو الخيار الوحيد
والآن بينما يستعد ترامب لزيارة الشرق الأوسط في اول رحلة خارجية له، رفض حتى تلك اللحظة رغبة نتنياهو في القيام بعمل عسكري مشترك للقضاء على القدرات النووية لطهران. وبدلاً من ذلك، بدأ ترامب محادثات مع إيران، تاركًا نتنياهو يحذر من أن "اتفاقًا سيئًا أسوأ من عدم وجود اتفاق".
في الأسبوع الماضي، أعلن ترامب عن اتفاق مع الحوثي المدعومة من إيران في اليمن لوقف الغارات الجوية الأمريكية ضد المسلحين، الذين وافقوا على وقف الهجمات على السفن الأمريكية في البحر الأحمر. وجاء هذا الخبر من ترامب، الذي وصفه مسؤولون إسرائيليون بأنه مفاجأة نتنياهو، بعد أيام فقط من إصابة صاروخ حوثي المطار الرئيسي في تل أبيب، مما أثار ردًا إسرائيليًا.
في مقطع فيديو نشر على موقع X، رد نتنياهو على إعلان ترامب قائلاً: "ستدافع إسرائيل عن نفسها بنفسها. إذا انضم إلينا الآخرون، أصدقاؤنا الأمريكيون، فحسنًا. وإذا لم يفعلوا، فسندافع عن أنفسنا"، وقال مايك هاكابي، سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، إن "الولايات المتحدة ليست ملزمة بالحصول على إذن من إسرائيل".
وأشارت نيويورك تايمز الى وجود دلائل على انقسام بشأن غزة فلا يزال مبعوثو ترامب يحاولون التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب، رغم دعمه الكبير لسلوك رئيس الوزراء في الصراع، وعدم توجيهه أي انتقادات علنية تقريبًا لقصف إسرائيل المتزايد وحصارها للغذاء والوقود والأدوية منذ انهيار وقف إطلاق النار قبل شهرين.
والآن، تمثل هذه اللحظة اختبارًا لعلاقة الرجلين، فكلاهما منقسم سياسيًا، وشرس، ويتمتع بغرور مفرط على المحك الأمن على المديين القريب والبعيد في منطقة مزقتها الحرب منذ زمن طويل. يقول محللون في الشرق الأوسط والولايات المتحدة إن تغيير مسار التاريخ هناك يعتمد جزئيًا على كيفية تجاوز ترامب ونتنياهو لخلافاتهما في فترة تشهد تحولات جيوسياسية كبرى.
لكن خلف الأبواب المغلقة، كانت هناك خلافات وبعض الصدامات، مع تداعيات على الوضع الذي يواجهونه فوفقا لنيويورك تايمز، وضعت الخلافات الأخيرة بينهم حول الاستراتيجيات والمواقف الرئيسية علاقة ترامب بأحد أقرب حلفاء أمريكا عند مفترق طرق وستؤثر كيفية تعاملهما مع خلافاتهما في المستقبل على نتائج بعض العناصر الأساسية لأجندة ترامب في السياسة الخارجية.
أفاد المسؤولان الأمريكيان، والدبلوماسيان الشرق أوسطيان، وشخصان آخران مطلعان على التوترات، بأن ترامب أدلى بتصريحات علنية أثارت استياء نتنياهو مرتين خلال الأسبوع الماضي وحده، مشيرين الى ان نتنياهو شعر بالاستياء عندما قال ترامب انه لم يقرر بعد ما اذا كان سيسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بموجب اتفاق نووي جديد، وهو ما نقله رون ديرمر، كبير مستشاري نتنياهو، في رسالة إلى ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، خلال اجتماع في البيت الأبيض يوم الخميس.
من جانبه، شعر ترامب بالإحباط من قرار نتنياهو بشن هجوم عسكري جديد على غزة، والذي يراه الرئيس متعارضًا مع خطته لإعادة الإعمار هناك، وفقًا لأحد المسؤولين الأمريكيين قال ترامب إن الهجوم الإسرائيلي الجديد على غزة جهد ضائع لأنه سيجعل إعادة الإعمار أكثر صعوبة.
وتضغط الولايات المتحدة حاليًا على إسرائيل وحماس للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة، والذي كان من المقرر أن يناقشه ديرمر مع ويتكوف خلال زيارته للبيت الأبيض هذا الأسبوع.
لكن نهج ترامب تجاه إيران كان أكبر نقطة خلاف بالنسبة لنتنياهو، كان نتنياهو محبطًا لأسابيع من رفض ترامب دعم توجيه ضربات عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية وقراره بدلاً من ذلك محاولة التوصل إلى اتفاق يهدف إلى منع طهران من امتلاك سلاح نووي، وقال أحد المسؤولين الأمريكيين عن الإسرائيليين: "إنهم قلقون بشأن أي اتفاق".
قالت المصادر التي تحدثت للصحيفة أن إسرائيل أوضحت للولايات المتحدة أنها لا تريد أن يبرم ترامب اتفاقًا نوويًا يترك لإيران أي قدرات لتخصيب اليورانيوم. وأعرب ترامب عن انفتاحه على احتفاظ إيران ببرنامج نووي مدني وقال عندما سُئل عما إذا كان موقف الولايات المتحدة هو أن إيران يمكن أن تمتلك برنامجًا لتخصيب اليورانيوم للأغراض النووية المدنية: "لم نتخذ هذا القرار بعد".
قال جيمس هيويت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، في بيان ردًا على هذه القصة: "لم يكن لإسرائيل صديق أفضل في تاريخها من الرئيس ترامب .. نواصل العمل عن كثب مع حليفتنا إسرائيل لضمان إطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة، وعدم حصول إيران على سلاح نووي أبدًا، وتعزيز الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط. وكما صرح مرارًا وتكرارًا في ولايتيه الأولى والثانية، فإن الرئيس ملتزم بضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي أبدًا".
من جانبه، أعرب نتنياهو سرًا عن إحباطه من بعض سياسات ترامب، وخاصةً بشأن التوصل إلى اتفاق مع إيران. وقال نتنياهو انه يعتقد أن ترامب "يقول كل الأشياء الصحيحة" لكنه لا يفي بوعوده.
وفيما يتعلق بإيران، يبدو ان ترامب ونتنياهو يعملان وفق جداول زمنية مختلفة. فترامب مستعد للسماح للدبلوماسيين بالعمل على اتفاق قد يحد من قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم ويبطئ تقدمها نحو صنع قنبلة نووية. بينما نتنياهو حريص على التحرك عسكريًا ضد إيران قبل فوات الأوان لوقف تقدمها.
وعلى الرغم من أن دبلوماسية ترامب مع إيران والصفقة الأمريكية مع الحوثيين "مكروهتان" بالنسبة لنتنياهو، إلا أن رئيس الوزراء لا يملك النفوذ السياسي في واشنطن أو إسرائيل للدخول في مواجهة مباشرة مع ترامب، الذي يحظى بشعبية لدى قاعدة نتنياهو في إسرائيل، كما قال إيلان جولدنبرج، الذي عمل في سياسة الشرق الأوسط كمسؤول كبير خلال إدارتي بايدن وأوباما.
ورغم محاولات إسرائيل بوضع زيارة قصيرة الى تل ابيب على جدول جولة ترامب فب الشرق الأوسط، الا ان البيت الأبيض صرح أن ترامب لا يخطط لزيارة إسرائيل في رحلته إلى المنطقة هذا الأسبوع، على الرغم من أن هاكابي قال إن ترامب سيزور البلاد بحلول نهاية العام. وهذا يمثل تغييرًا عن فترة الرئيس الأولى، حيث شملت رحلته الخارجية الأولى إسرائيل إلى جانب توقف في المملكة العربية السعودية وأجزاء من أوروبا.
ترامب ونتنياهو وتاريخ من الضربات الخفية
بحسب الصحيفة، دائما ما وجدت الخلافات بين ترامب ونتنياهو طريقا بينهماـ فلم يخفي ترامب غضبه من قرار نتنياهو تهنئة بايدن بفوزه في انتخابات عام 2020. وقال ان رئيس الوزراء الإسرائيلي كان اول زعيم عالمي يفعل ذلك، وفي نهاية عام 2021 استخدم ترامب لفظ خارج اثناء تذكره للأمر في مقابلة مع مؤلف كتاب.
وبعد عملية طوفان الأقصى ، وصف ترامب الذي كان يعمل على حملته الرئاسية آنذاك ان ما حدث ما هو الا نتيجة لفشل نتنياهو، وقال عن إسرائيل: "لديهم أكثر المعدات تطوراً. كان لديهم كل شيء لوقف ذلك. وكان الكثير من الناس يعرفون ذلك، كما تعلمون، آلاف وآلاف الأشخاص يعرفون ذلك، لكن إسرائيل لم تكن تعلم بذلك، وأعتقد أنه يلام بشدة على ذلك".
Trending Plus