"العتبة الخضراء الجزء الثاني".. شركة جوجرين توهم المستثمرين بامتلاكها 20 ألف فدان أراضي بالريف المصري لرفع تقييمها إلى 3 مليارات جنيه.. والرقابة المالية تكتشف الخدعة بعد شكاوى المستثمرين وخسائر المساهمين

على طريقة "بيع التروماي" في فيلم العتبة الخضراء، حين أوهم الفنان أحمد مظهر بامتلاكه "التروماي" لبيعه للفنان إسماعيل ياسين، شهدت البورصة المصرية، سيناريو مماثل أشبه بالجزء الثاني من الفيلم، بإدعاء شركة جوجرين للاستثمار الزراعي والتنمية، امتلاكها أكثر من 20 ألف فدان بالريف المصري، حين تقدمها بأوراق الطرح بسوق المال لرفع تقييم الشركة إلى 3 مليارات جنيه، وبيع جزء من هذه الأراضي لمستثمرين.

وبعد تنفيذ الطرح بالبورصة وبيع جزء من الأرض المذكورة إلى مستثمرين للمشاركة، اكتشفوا المفاجأة أن الأرض ليست مملوكة لشركة جوجرين وإنما لشركة الريف المصري، وأن جوجرين تملك فقط الحيازة العرضية المؤقتة لحين سداد قيمتها، وأنه يحظر عليها قبل ذلك التنازل عن كل أو بعض هذه الأرض أو التصرف فيها بأي تصرف قانوني أو ترتيب امتيازات أو حقوق عينية عليها، أو الدخول بها كحصة عينية في شركة، أو أن تكون ضامنة لأية قروض أو رهون، علاوة على ذلك فإن شركة جوجرين تأخرت في سداد أقساط مستحقة على الأرض بقيمة 16.5 مليون جنيه استحق سداده في 15 أكتوبر 2024، قبل الطرح بالبورصة دون أن تفصح عن ذلك.

إضافة إلى ذلك، حقق المساهمون في شركة جوجرين بعد قيدها بالبورصة خسائر ضخمة، نتيجة التراجع الحاد في سعر السهم منذ طرحه بالبورصة يوم 16 فبراير الماضي بسعر 1.77 جنيه للسهم، نتيجة التقييم غير العادل للسهم، وتداول أنباء بالبورصة عن عمولات لصالح سماسرة وخبراء معروفين مقابل بيع الأسهم بسعر مرتفع للمساهمين الجدد.

وبعد شكاوى المستثمرين لهيئة الرقابة المالية، قررت الأخيرة رفع الدعوى الجنائية ضد شركة جو جرين، إعمالًا للمادة 16 من قانون تنظيم الرقابة على الأسواق، وإيقاف التعامل على أسهم الشركة بنظام التعامل على الأسهم في ذات الجلسة اعتبارًا من جلسة اليوم الإثنين لحين قيام الشركة بتوفيق أوضاعها، إضافة إلى قيام لجنة القيد بمتابعة موقف الشركة وإعمال شئونها في ضوء قواعد قيد وشطب الأوراق المالية بالبورصة المصرية.