الفاشر بين سندان القصف المدفعى ومطرقة الجوع.. ميليشيا الدعم السريع تفرض حصارا مشددا على عاصمة ولاية شمال دارفور.. انهيار كامل للمنظومة الصحية ونقص الإمدادات الغذائية.. ومفوض شئون النازحين يصف الأوضاع بالكارثية

تعاني مدينة الفاشر العاصمة التاريخية لولاية شمال دارفور وأكبر مدنها، من أوضاع إنسانية متدهورة للغاية، مع استمرار الحصار المشدد الذى تفرضه ميليشيا الدعم السريع على المدينة، والقصف المدفعي الذى يتكرر بشكل يومى ويستهدف المدنيين بشكل خاص.
وتعيش المدينة فى أوضاع أمنية متردية، وأوضاع إنسانية، وصفها متطوعون بأنها كارثية، مع انعدام الخدمات الصحية، ونقص الغذاء ، خاصة فى مخيمات النزوح.
وبسبب القصف المتكرر، واصلت مئات الأسر الفرار من منازلها في مدينة الفاشر، بحثًا عن الأمن والغذاء والدواء.
وتفرض ميليشيا الدعم السريع حصارًا خانقًا على المدينة منذ عام، مما تسبب في انقطاع الإمدادات الغذائية والدوائية، وشح المياه، وخروج غالبية الأسواق من الخدمة تمامًا.
وتشهد مدينة الفاشر المحاصرة، مشهد متكرر وهو فرار يومي للسكان إلى مناطق مليط وكورما وطويلة ومناطق شرق جبل مرة، سيرًا على الأقدام وعبر الدواب.
ومن جهته قال المتطوع في الحقل الإنساني، ياسر علي، إن الوضع الإنساني بمدينة الفاشر يتدهور يوميًا بسبب انعدام الأمن والأوضاع الإنسانية المتردية، التي خلفها الحصار المفروض على المدينة منذ 10 مايو الماضي، وفقا لموقع دارفور 24.
وكشف فى حديثه أن المواطنين لجأوا إلى حفر الخنادق، وهو ما وفر لهم الحماية نوعًا ما من القصف المدفعي المتكرر من الدعم السريع، مضيفا :"لكنهم للأسف فشلوا في وضع حد للجوع الذي بات يهدد حياتهم، مما يجبرهم على الفرار يوميًا بحثًا عن الغذاء، بعد أن كانوا يفرون من المنازل بحثًا عن الأمن".
وأضاف: "غالبية المنظمات العاملة في المجال الإنساني كانت تتمركز في مخيم زمزم، وتقوم بإيصال المساعدات للمتأثرين بالحرب في الفاشر، إلا أن سيطرة عناصر الدعم السريع على زمزم مؤخرًا أدت إلى وقف أنشطتها".
وأوضح أن هذا التوقف فاقم أوضاع المتأثرين بالحرب في الفاشر، وخاصة النازحين في مخيم أبوشوك، الأمر الذي يدفعهم إلى الفرار يوميًا.
ومن جهته وصف مفوض شئون النازحين بمفوضية العون الإنساني بولاية شمال دارفور، حسن صابر، الأوضاع الإنسانية في الفاشر بأنها كارثية.
وطالب صابر، المنظمات العاملة في المجال الإنساني بالاضطلاع بدورها في مساعدة المتأثرين بالحرب.
وفى سياق متصل، أفاد مدير مشروع المياه والأصحاح البيئي بولاية شمال دارفور، المهندس عبد الشافع عبد الله آدم بتوقف مصادر المياه وخروج مصارف المياه الرئيسية من الخدمة، جراء القصف المدفعي المستمر لميليشيا الدعم السريع على المنشآت الحيوية بالفاشر.
وأكد أنه تم صيانة وتأهيل عدد من المضخات اليدوية لتخفيف العبء على المواطنين داخل الأحياء السكنية.
وفي السياق نفسه، حذّر مصدر بوزارة الصحة بولاية شمال دارفور، من انهيار القطاع الصحي بالفاشر.
وأوضح المصدر أن خروج غالبية المشافي من الخدمة، وانعدام الكادر الطبي والأدوية، فاقم معاناة المرضى، وخاصة جرحى الحرب من المدنيين والعسكريين.
وذكر المصدر أن الإنزال الجوي ساعد في توفير الأدوية والمستلزمات الصحية في السابق، لكن توقفه مؤخرًا ضاعف المعاناة، قبل أن يحذّر من الانهيار الكامل للقطاع الصحي بالفاشر.
وكان مدير عام الرعاية الاجتماعية ومنسق الشئون الإنسانية بحكومة إقليم دارفور، عبد الباقي محمد حامد، قال سابقًا إن الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر ومعسكرات النازحين المحيطة بها بلغت مرحلة كارثية.
وحذر من تفاقم الأزمة في ظل النقص الحاد في الغذاء والدواء، واستمرار حركة النزوح وسط ظروف قاسية يعيشها الأطفال والنساء وكبار السن.
Trending Plus