بلادٌ مُعلقةٌ في الحبال.. قصيدة شريف أمين بملتقى بيت الشعر العربي للنص الجديد

يستعد بيت الشعر العربى، بإدارة الشاعر سامح محجوب، على مدار يومى 17 و18 مايو لتقديم (ملتقى بيت الشعر العربى الأول.. للنص الجديد)، ويدعو فيه 50 شاعرًا، تحت سن الأربعين من جميع ربوع مصر، وذلك للمشاركة فى الملتقى، ويقوم "اليوم السابع" بنشر قصائد الشعراء تباعًا..
بلادٌ مُعلقةٌ في الحبال لـ شريف أمين
حِصَارٌ وألْوِيَةٌ تستجيرْ
ونارٌ ولكنها لا تُنِيرْ
هزائمُ تترى
بلادٌ معلقةٌ في الحبال
صراعٌ أجيرْ
وأزمنةٌ فقدَتْ رشدَها
فأضحت إلى كل "خَلْفٍ" تسيرْ
ملوكُ طوائفُ لا يعرفونَ الهجيرَ
ولا يخلعونَ الحريرْ
ومِن فورِهم يحشدونَ الجيوشَ
ليستأصِلوا صرخةً في الضميرْ
ويسْطُونَ بعْدُ على كلِّ شيءٍ
فلا يتركونَ عصًا لضريرْ
لهُمْ خطةٌ في احتلابِ الشعوبِ
لكي ينعموا بالفراشِ الوثيرْ
فمِنهم جُبَاةُ الربيع
إذا ضاعَ في الأفْقِ منه العبيرْ
ومِنهم قضاةُ الهوى
صولجانُ الأميرِ
وسُرَّاقُ حُلْمِ الفقيرْ
ومِنهم طواغيتُ قَطْعِ المسافةِ
بينَ الشهيقِ وبينَ الزفيرْ
فكيفَ ترى الغدَ يا صاحبي
وقلبُك عصفورةٌ لا تطيرْ؟!
يراودُكَ الحُلْمُ عَنْ نفْسِهِ
فتحْكِي لهُ عنْ غلامٍ صغيرْ
خَطَا خَطْوَهُ الأوَّلَ المتَحَفِّزَ
مُستبقًا حُلْمَهُ في المسيرْ
نَمَا ونَمَتْ فكرةٌ عن بلادٍ
تظَلُّ شريكتَهُ في المصيرْ
فليسَ لها غيرُهُ من عِمادٍ
وليسَ لهُ غيرُها من ظهير
ولكنها سقطَتْ فجأةً
وأقْعدَها مرَضٌ في السريرْ
وفَضَّ الزيارةَ حُرَّاسُها
وظلَّ على كل بابٍ خفير
فكيف تَرَى اليومَ يا صاحبي
وأنت بهِ هامشٌ لا يُشير؟!
مُجَرَّدَةٌ مِنْ جميلِ الصفاتِ الحياةُ
ومن ندَهات السرورْ
وثَمَّ مؤسسةٌ في البلاد
تباشِرُ تحديدَ نسْلِ الطيورْ
وَثَمَّ غدٌ لا يَرُدُّ التحيةَ
إلا وأجسامُنا في القبورْ
غَدٌ في مَهَبِّ الرياحِ
يُطِلُّ فيحْجُبُهُ ألفُ سيفٍ أجيرْ
فكيفَ إذًا -والبلادُ معلقة في الحبالِ-
يكونُ المصيرْ

شريف أمين
شريف أمين
شريف محمد أمين عبد المحسن. وُلد 3 نوفمبر 1986، حصل على الجائزة الأولى في مسابقة لجنة الشعر من المجلس الأعلى للثقافة 2016، صدر له: "مررت على هذه الأرض" عن دار الثقافة والنشر بالشارقة.
دُرست له قصيدة "أبدًا ما قنعت بالأرض" لطلاب الليسانس بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، ودُرست له قصيدة "أنتِ" لطلاب الليسانس بكلية الآداب جامعة القاهرة.
حاصل على جائزة كتارا (شاعر الرسول) 2025
Trending Plus