جولات واتصالات السيسى.. رسائل الردع والسلام من القاهرة

الحرب على غزة هى النقطة المركزية للتحركات المصرية على مدى شهور الحرب، حيث احتفظت مصر بموقفها الواضح والحاسم ضد الحرب مع استمرار المساعى لوقفها، وجاءت تحركات الرئيس السيسى المتعددة فى كل دوائر ومراكز التأثير فى الإقليم والعالم، لإنهاء حرب طالت بلا أفق، ولم تعد تحمل أى مبرر للاستمرار، بجانب تعثر بل وفشل كل محاولات تسويق مخططات التهجير للفلسطينيين خارج غزة أو الضفة، وهى مخططات تمسك بها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بضوء أخضر من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى يبدو أنه يكتشف كل يوم خطر سياساته التصادمية على مصالح الولايات المتحدة.
لقد تواصلت جهود وجولات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتحركات وزارة الخارجية تجاه وقف الحرب فى غزة وإدانتها واعتبارها نوعا من الإبادة والقتل العمد، من هنا جاءت زيارة الرئيس السيسى لموسكو تلبية لدعوة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ضمن خطوات مختلفة لبناء مواقف دولية تجاه الحرب فى غزة، وعكست دعوة بوتين للرئيس السيسى إدراكا من موسكو للأهمية الكبيرة للقاهرة، والدور المصرى والثقة التى تحظى بها القاهرة إقليميا ودوليا، عبر تعزيز علاقاتها بالأقطاب الإقليمية، ومن بينها روسيا، والصين، وذهب السيسى لموسكو بعد لقاءات وزيارات واتصالات مع اليونان وقبلها فرنسا ومسؤولى الاتحاد الأوروبى، لخلق موقف واضح تجاه الحرب فى غزة وأنها بلا أفق، فضلا عن كونها جرائم.
زيارة الرئيس السيسى إلى موسكو، جاءت فى وقت دقيق وتحمل رسائل واضحة حول استقلال الموقف المصرى، وارتباطات القاهرة بكل الدوائر المؤثرة، مع تأكيد خطر الصراعات، والسعى إلى وقف الصدام وبناء مسارات سياسية يمكنها امتصاص التوترات بالعالم، ومعالجة أزمات النظام العالمى الذى بنى بعد الحرب العالمية الثانية، ولم يعد مناسبا ولا صالحا لتطورات العالم.
زيارة السيسى لموسكو جاءت بعد زيارة ناجحة لليونان، حيث تضمنت لقاء الرئيس مع نظيره اليونانى ورئيس الوزراء، وتناولت القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها مستجدات الأوضاع فى قطاع غزة، مع توافق بين مصر واليونان لدعم الجهود المصرية المتعلقة بالوقف الفورى لإطلاق النار ووقف الحرب على غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، ورفض مخططات التهجير القسرى أو الطوعى للفلسطينيين، والمسار السياسى المتعلق بحل الدولتين، باعتبار أنه سبيل تحرك الأمن والاستقرار فى المنطقة، حيث يسهم التنسيق المصرى اليونانى فى الدعم الدولى للجهود المصرية لدعم غزة ووقف الحرب، واتخاذ موقف أوروبى ودولى مساند لوقف الحرب ودعم الحقوق الفلسطينية.
وفى الأسبوع الأول من أبريل كانت زيارة مهمة للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لمصر، تضمنت برنامجا مكثفا واختتمها بالذهاب إلى العريش على معبر رفح، وتفقد مستشفى العريش وتابع حالة المصابين والجرحى والمرضى الفلسطينيين الذين خرجوا من غزة للعلاج بالمستشفيات المصرية، كما زار المركز اللوجستى وتفقد مخازن الهلال الأحمر والإغاثات الإنسانية، وذلك بعد ساعات من القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفرنسية، التى عقدت بالقاهرة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وتأكيداتها على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والانتهاكات فى الضفة الغربية، وهى قمة مهمة، بجانب الاتصال الذى أجراه الرئيسان وملك الأردن بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وتم إبلاغه بتطورات الأوضاع والمواقف المتعلقة بالوضع فى غزة، وناقش القادة الثلاثة مع الرئيس ترامب سبل ضمان وقف إطلاق النار بشكل عاجل فى قطاع غزة، مؤكدين على ضرورة استئناف الوصول الكامل لتقديم المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وهو ما قد يدعم الموقف العربى، من حيث إعادة الخطة المصرية المتكاملة لإعادة الإعمار، والسير تجاه حل الدولتين باعتباره الحل الحاسم للقضية الفلسطينية، بجانب الموقف المصرى الأردنى الذى يرفض التهجير، ويدعم حل الدولتين.
الشاهد أن مصر تتحرك مع كل الدوائر المؤثرة، وتحتفظ باستقلالها وقدرتها على بناء سياقات واضحة ورسائل حاسمة تدعم رفضها للتهجير والتصفية للقضية، وأيضا السعى إلى سلام حقيقى، ومواجهة الأكاذيب والحملات المصطنعة والتقارير المفبركة التى تستهدف الموقف المصرى والقوات المسلحة، التى تمثل رادعا واضحا تجاه أى من الادعاءات أو التلميحات.
نجحت مصر من خلال توازن دقيق فى منع اتساع الصراع إقليميا، وتخطت الكثير من الفخاخ، كما واجهت حملات من الأكاذيب والتحريض الصهيونى وتوابعه من منصات إقليمية تدعم التهجير بمزاعم إنسانية، بينما تتلقى التعليمات من تل أبيب، للتحريض على الجيش المصرى والذى يمثل رقما صعبا فى معادلة التوازن والردع الإقليمى، جيش قوى رشيد يحمى لا يهدد ولا يعتدى، لكنه قادر على تحقيق التوازن بشكل مستمر.
ولهذا فقد أشار الرئيس السيسى، فى الندوة التثقيفية لانتصار 10 رمضان، إلى أن الأحداث المتلاحقة التى يمر بها العالم ومنطقتنا، والمخاطر والتهديدات التى خلفت واقعا مضطربا، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومساعى مصر لإنهاء الحرب وتحقيق الأمن والسلم للمنطقة، جعلت مصر فاعلا رئيسيا ولها موقف ثابت يرفض التهجير، ويؤكد أنه لا حل لهذه القضية إلا من خلال العمل على تحقيق العدل، وإقامة الدولة الفلسطينية، وهى خطوط لم تكن لتتحقق لولا وعى الشعب المصرى بقوة جيشه والتفافه حول الوطن والقيادة بما يضمن التوازن الدقيق ويردع كل من يحاول النيل من هذا البنيان.
من هنا يمكن النظر لتحركات وجولات واتصالات الرئيس السيسى من القاهرة إلى موسكو وواشنطن وباريس وأثينا، وصولا إلى قمة عربية فى بغداد تستكمل قرارات وتوافقات قمة القاهرة الطارئة.

عدد اليوم السابع الورقي
موسكو
أثينا
الرئيس السيسى
السلام
واشنطن
الحرب على غزة
مخططات التهجير للفلسطينيين
نتنياهو
ترامب
بوتين
الصين
اليونان
فرنسا
وقف الحرب على غزة
إدخال المساعدات الإنسانية
حل الدولتين
الحقوق الفلسطينية
إيمانويل ماكرون
القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفرنسية
الملك عبدالله الثانى
تحركات وجولات واتصالات الرئيس السيسى
قمة عربية فى بغداد
قمة القاهرة الطارئة
الجيش المصرى
أكرم القصاص
Trending Plus