حكومة نتنياهو تدمر «الهيكل الأمنى الأمريكى» وسط غضب البيت الأبيض!

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى

من الحفاظ على المصالح الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط، إلى معاول هدم، وتهديد حرفى لهذه المصالح، فى انقلاب دراماتيكى آثار غضب وسخط وخوف القاطنين للبيت الأبيض، فقد باتت حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة تهدد بتدمير «الهيكل الأمنى الأمريكى» فى المنطقة، واعتقد بنيامين نتنياهو أن لديه القدرة على خداع دونالد ترامب وفريقه التوائم، معتبرا نفسه، أكثر ذكاءً وحنكة من جميع القاطنين بالبيت الأبيض!


نتنياهو تقمص دور «الحاوى» فى السيرك القادر على ترويض الوحوش، واللعب مع الأفاعى، سواء فى الداخل الإسرائيلى أو فى الخارج، مستثمرا وموظفا أحداث 7 أكتوبر 2023 لمصلحته الشخصية والانتقال من المتهم فى قضايا أمام المحاكم الإسرائيلية، إلى صدارة الزعامة، والتأكيد على أنه فعل لإسرائيل ما لم يفعله غيره من توسعات وتمدد، وتحطيم كل الأذرع التى كانت تهدد الكيان وأمنه واستقراره، ولا يهمه النتائج المترتبة على هذا النهج السياسى القائم على ارتكاب مجازر وتهجير قسرى والسطو على أراضى الغير، الأهم بالنسبة له الهروب إلى الأمام، لينجو بنفسه!


سياسة الحُواة التى يمارسها نتنياهو فى الداخل والخارج الإسرائيلى، كشفها ترامب وفريقه التوائم، وأدرك مؤخرا، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى يتخذه مطية سياسية لتحقيق أهدافه، لكن يتبقى النقلة الجوهرية فى تعضيد دونالد ترامب وتأييد موقفه الكاشف لنتنياهو وحكومته المتطرفه، الذى جاء من أبرز الكتاب الأمريكيين، توماس فريدمان، وفى مقال نارى نُشر فى نيويورك تايمز، الصحيفة الأمريكية الأبرز، تحت عنوان «هذه الحكومة الإسرائيلية ليست حليفتنا».. وجه فيه فريدمان انتقادا قويا للحكومة الإسرائيلية، واتهمها صراحة ووضوح بأنها متطرفة.


قال فريدمان لترامب: «إن عدم وجود خطط لديك لمقابلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فى إسرائيل، يوحى لى بأنك بدأت تدرك حقيقة جوهرية، أن هذه الحكومة الإسرائيلية تتصرف بطرق تهدد المصالح الأمريكية الأساسية فى المنطقة.. نتنياهو ليس صديقنا».


فريدمان أكد أن الشعب الإسرائيلى، بشكل عام، لا يزال يعتبر نفسه حليفا ثابتا للشعب الأمريكى، والعكس صحيح، مضيفا أن الحكومة الإسرائيلية القومية المتطرفة ليست حليفة للولايات المتحدة، لأنها أول حكومة فى تاريخ إسرائيل لا تولى أولوية للسلام مع المزيد من جيرانها العرب، ولا للمنافع التى سيجلبها تعزيز الأمن والتعايش.


الكاتب الأمريكى الأبرز يهودى الديانة، توماس فريدمان، وضع يده على مخطط الحكومة الإسرائيلية، الحقيقى، عندما أوضح أن الأولوية الرئيسية لهذه الحكومة هى ضم الضفة الغربية، وطرد فلسطينيى غزة، وإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية هناك.


فريدمان، خاطب فى مقاله، الرئيس دونالد ترامب قائلا: «إن حكومة نتنياهو، فى سعيها لتحقيق أجندتها المتطرفة، تُقوّض مصالحنا، وحقيقة عدم سماحك لنتنياهو أن يتجاوزك، كما فعل مع رؤساء أمريكيين آخرين، أمر يُحسب لك»، داعيا ترامب إلى الدفاع عما سماه «الهيكل الأمنى الأمريكى» المتجسد فى التحالف الأمريكى العربى الإسرائيلى الحالى، الذى تأسس على يد الرئيس الأمريكى الراحل ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته، هنرى كيسنجر، بعد حرب أكتوبر عام 1973.


يرى فريدمان، أن هذا الهيكل الأمنى برمته اعتمد إلى حد كبير على التزام أمريكى إسرائيلى بحل الدولتين، وهو التزام حاول ترامب نفسه الترويج له خلال فترة رئاسته الأولى، ولمدة عام تقريبا، كما توسلت إدارة جو بايدن إلى نتنياهو أن يفعل شيئا واحدا للولايات المتحدة ولإسرائيل، بالموافقة على فتح حوار مع السلطة الفلسطينية حول حل الدولتين يوما، لكن رفض نتنياهو فعل ذلك، لأن المتطرفين اليهود فى حكومته قالوا إنه إذا فعل ذلك سيسقطون حكومته، ومع محاكمة نتنياهو بتهم فساد متعددة، لم يستطع التخلى عن حماية نفسه عبر بقائه فى منصبه كرئيس للوزراء لإطالة أمد محاكمته، وتجنب عقوبة سجن محتملة».


هنا يؤكد فريدمان أن نتنياهو بذلك قد وضع مصالحه الشخصية فوق مصالح إسرائيل والولايات المتحدة.
وجه فريدمان سهام نقده إلى الحكومة الإسرائيلية، بشكل عام، ووزير المالية اليمينى، بتسلئيل سموتريتش، بشكل خاص، لتبنيهم مخطط «احتلال إسرائيلى دائم» لقطاع غزة.


حذر الكاتب الأمريكى من عواقب مخطط حكومة نتنياهو تجاه القطاع قائلا: «لن تؤدى إلى إثارة المزيد من اتهامات جرائم الحرب ضد إسرائيل فحسب، بل ستهدد أيضا استقرار الأردن ومصر، وهما الركيزتان الأساسيتان فى هيكل التحالف الأمريكى فى الشرق الأوسط».


المقال لكاتب أمريكى هو الأبرز، ويهودى الديانة، ومنشور فى الصحيفة الأهم، نيويورك تايمز، وموجه للرئيس دونالد ترامب، يؤكد أن هناك تطورات مهمة فى العلاقة بين البيت الأبيض وتل أبيب، وأن سياسة الحُواة التى ينتهجها نتنياهو، أٌفتضح أمرها، ولم تعد تنطلى على أحد، وهو تحول جوهرى، يؤتى ثماره، لإيقاف هذه العربدة الإسرائيلية ويضع حدا لطموح نتنياهو وحكومته المتطرفة، إذا ما وظفها الزعماء العرب لمصلحة القضية، وطرق الحديد وهو ساخن.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قدم الآن.. وظائف فى السعودية برواتب تصل لـ87 ألف جنيه شهريًا

بداية من غد.. فيلم عائشة لا تستطيع الطيران يعرض 7 مرات فى كان السينمائى

عاجل.. رئيس شبكة الزلازل: مركز الزلزال بعيد عن المدن المصرية ولا داعى للقلق

زلزال اليوم.. الهلال الأحمر: لم ترد بلاغات عن أضرار بسبب الزلزال حتى الآن

ماذا تفعل إذا شعرت بهزة أرضية؟ دليل مبسط للتصرف الآمن


زلزال اليوم.. هزة أرضية تضرب القاهرة وعددا من المحافظات.. البحوث الفلكية: قوته 6.4 ريختر على بعد 631 كم شمال رشيد.. ورئيس المعهد: عمق الزلزال كان كبيرًا.. ولم نرصد أى هزات ارتدادية ونتابع توابعه بدقة

جولتان لحسم صراع التتويج بدوري نايل بين الأهلى وبيراميدز

الريان بقيادة تريزيجيه يتحدى الدحيل في كأس أمير قطر

عاجل.. رئيس معهد الفلك: عمق زلزال اليوم كان كبيرًا.. ونتابع توابعه بدقة

زلزال القاهرة.. البحوث الفلكية: هزة أرضية بقوة 6.4 على بعد 631 كم شمال رشيد


بيان عاجل خلال دقائق.. معهد الفلك يكشف تفاصيل زلزال القاهرة

عاجل.. زلزال يضرب القاهرة وعددا من المحافظات

الرمادى يستفسر عن موعد مشاركة المصابين فى الزمالك

اللى معاه كلب يربطه.. وزارة الزراعة تبدأ عهدا جديدا لتنظيم حيازة الحيوانات

حر نار.. تحذير عاجل من الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الأربعاء 14 مايو 2025

شاهد إنقاذ ياسر إبراهيم الأسطوري لمنع هدف لسيراميكا أمام الأهلي بالوقت القاتل

منى زكى تنتظر عرض فيلمها الجديد الست وتستعد لبدء تصوير رزق الهبل

تشكيل البنك الأهلى لمواجهة حرس الحدود فى الدورى

علقها وجلدها 40 مرة.. إلغاء حكم السجن لقاتل زوجته بالسادات واستبداله بالإعدام

أمريكا والسعودية توقعان اتفاقية مبيعات دفاعية بقيمة 142 مليار دولار

لا يفوتك


مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025 الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:25 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى