حماس تعلن الإفراج عن الجندي الأميركي عيدان ألكسندر.. نتنياهو يرفض تجميد العمليات العسكرية.. الاحتلال يقصف مدارس ومخيمات.. الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع ضحايا غزة إلى 52 ألفا.. والمجتمع الدولي يحذر من مجاعة محققة

في وقت تتواصل فيه آلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 28 فلسطينيًا في يوم واحد فقط، إثر غارات جوية وقصف مدفعي عنيف استهدف مناطق متفرقة في القطاع، من بين هؤلاء، أربعة شهداء بينهم طفلان، سقطوا جراء قصف غارة من طائرة مسيرة استهدفت خيمة مأوى للنازحين في مدينة خان يونس جنوب القطاع.
العدوان الإسرائيلي استمر ليطال أماكن متعددة في القطاع، فشمل قصفًا لمنزل في مدينة دير البلح، وغارة أخرى استهدفت مجموعة من المواطنين غرب مدينة خان يونس، لتزداد المعاناة بشكلٍ يومي، بينما تكثف القصف المدفعي في مناطق مثل رفح وشرق مدينة غزة، مما أدى إلى مزيد من الشهداء والجرحى، في الوقت الذي يعجز فيه المواطنون عن الهروب من أتون الحرب، ما يضاعف من معاناتهم في ظل استمرار الحصار.
وبينما تحاول فرق الإنقاذ والمساعدة الطبية الوصول إلى الضحايا، هناك العديد من الجثث التي لا تزال تحت الأنقاض، حيث يصعب الوصول إليها بسبب القصف المستمر وارتفاع المخاطر، وفي وسط هذه الفوضى، تصدم غزة بمزيد من الأخبار المروعة، حيث تم استهداف مدرسة "فاطمة بنت أسد" التي تأوي نازحين، مما أسفر عن استشهاد 15 شخصًا، بينهم 5 أطفال، فضلاً عن إصابة العديد من المواطنين.
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع عن ارتفاع حصيلة الضحايا منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 إلى 52,829 شهيدًا، من بينهم 7,513 إصابة، هذه الأرقام تشير إلى مستوى غير مسبوق من المأساة الإنسانية التي يواجهها القطاع، حيث لا تكاد تمر ساعة دون أن تُسجل ضحية جديدة في لائحة العنف المستمر.
حماس توافق على الإفراج عن الرهينة الإسرائيلي الأميركي
وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، أعلنت حركة "حماس" عن قرارها الإفراج عن الرهينة الإسرائيلي الأميركي، عيدان ألكسندر، في خطوة اعتبرتها جزءًا من التفاهمات التي تجريها مع الولايات المتحدة بوساطة مصرية قطرية، حيث أوضح رئيس الوفد المفاوض في "حماس" خليل الحية، أن هذه الخطوة تأتي ضمن مساعي الحركة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى غزة، بالإضافة إلى بدء مفاوضات مكثفة مع واشنطن لوقف الحرب وتبادل الأسرى.
المحادثات التي جرت في الدوحة تناولت آليات وقف إطلاق النار والآثار الإنسانية للأزمة في غزة، وسط تأكيدات على فتح المعابر لتدفق المساعدات، في خطوة تهدف إلى تخفيف معاناة المدنيين في القطاع، وعلى الرغم من أن موعد الإفراج عن ألكسندر لم يحدد بعد، إلا أن عائلته أعربت عن أملها في أن يتم ذلك قريبًا.
إسرائيل تدرس مخرجًا دبلوماسيًا.. ونتنياهو يواجه ضغوطًا مزدوجة
من جهتها، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها تتابع باهتمام إعلان حماس، وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الإدارة الأمريكية أبلغت تل أبيب بتفاصيل التفاهم مع الحركة، وطلبت تجميد العمليات العسكرية في محيط رفح بشكل مؤقت لإتمام عملية الإفراج.
لكن نتنياهو أكد في تصريحات صحفية أن إسرائيل ستواصل عمليتها العسكرية حتى تحقيق كامل أهدافها، وعلى رأسها القضاء على حماس مشيرًا إلى أن أي إفراج عن رهائن لن يوقف العمليات البرية والجوية .
وتواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا متزايدة من عائلات الرهائن، التي تتهم الحكومة بالتقاعس عن إنهاء الملف، وخرجت مظاهرات في تل أبيب، تطالب بإقالة نتنياهو والعودة إلى طاولة التفاوض مع حماس بشكل جدي.
وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل تخطط لضم 30% من أراضي الضفة الغربية المحتلة، مؤكداً أنه لا يوجد خلاف مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن هذه القضية، على الرغم من تصريحات وسائل الإعلام التي تحدثت عن خلافات بين الطرفين.
وأكد نتنياهو، خلال اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أن ما يروج حول خلافات بينه وبين ترامب "مجرد شائعات"، وأضاف: لدينا تنسيق دائم مع الرئيس السابق، ونتمسك بخطة فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على غور الأردن والمستوطنات الكبرى.
ورفض نتنياهو أي مقترح دولي للاعتراف بدولة فلسطينية، معتبرًا أن "الفلسطينيين سيحصلون على إدارة ذاتية موسعة، لكن السيادة ستظل بيد إسرائيل فقط"، في إشارة إلى رفض فكرة الدولة المستقلة.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية نصًا: سمعت في وسائل الإعلام أنني وترامب مختلفان، مضيفاً: "أنا وترامب نتحدث كل بضعة أيام، وقال بنفسه إننا نرى الشيء ذاته، و لا أعتقد أنكم ستسمعون عن دولة فلسطينية، والحديث عن شرخ بينه وترامب على القنوات الفضائية، له أسباب سياسية.
حالة إنسانية متدهورة في غزة.. تحذيرات أممية من مجاعة.. وإغلاق المطابخ الخيرية
وتزداد الأوضاع الإنسانية في غزة تدهورًا، حيث تستمر العائلات في القطاع في مواجهة الجوع والموت، بينما لا تكاد مساعدات إنسانية تصل إليهم بسبب القيود المفروضة على المعابر، ووفقًا للتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة، فقد أجبر أكثر من 80 مطبخًا تابعًا للمنظمات الإنسانية على الإغلاق بسبب نقص الإمدادات.
ومع ارتفاع مستويات الجوع في القطاع، حيث يعجز السكان عن الحصول على الطعام أو الماء، بينما يرتفع عدد الشهداء بشكل يومي، وسط إهمال دولي متزايد، ومع استمرار القصف الإسرائيلي الذي يستهدف كل ما يتحرك، يبقى القطاع في حالة من الانهيار الكامل.
وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA) من انزلاق غزة إلى مجاعة وشيكة، بعد توقف توزيع المساعدات الغذائية بسبب إغلاق معبر رفح وتعطل العمل في مرفأ كرم أبو سالم.
وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن نحو 80 مطبخًا خيريًا توقفت عن العمل، ما أدى إلى نقص حاد في الوجبات الجاهزة التي كانت تغطي احتياجات آلاف العائلات.
وأشار إلى أن هناك صعوبات كبيرة في تأمين المواد الغذائية، لا سيما في شمال غزة، حيث يعيش السكان على وجبة واحدة في اليوم، أو حتى أقل .
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بتدخل دولي عاجل وفتح تحقيقات في جرائم التجويع الممنهج التي يرتكبها الاحتلال، مشيرًا إلى أن الاحتلال يمنع دخول القوافل الغذائية والدوائية، ما يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني.
Trending Plus