عبده الحامولي.. هل كان يشبه الفنان على الحجار أم عادل المأمون؟

حين تُذكر النهضة الموسيقية في مصر القرن التاسع عشر، لا يمكن تجاهل اسم عبده الحامولي، أحد أعمدة الطرب الشرقي الأصيل، وصاحب البصمة الخالدة في تطوير الذائقة الغنائية المصرية، لكن بجانب صوته وألحانه التي ما زالت تُروى، يلفت الانتباه شكل ملامحه، خاصة مع قلة الصور المتداولة له، ما يدفع البعض إلى التساؤل: هل يشبه علي الحجار، أم عادل المأمون اللذين جسدا شخصيته في بعض الأعمال الفنية؟

على الحجار في دور عبده الحامولي
في ملامح عبده الحامولي المعروفة من الصور القليلة التي وصلتنا، نرى وجهًا بيضاويًا، حاد النظرات، شاربًا كثيفًا، وطربوشًا مائلًا يميز طلته، هذه الصورة الذهنية قد تقارب بعض ملامح الفنان علي الحجار، من حيث التكوين العظمي للوجه وعمق النظرة، لكن الاختلاف يبرز في تفاصيل العصر وروح الصورة، أما الفنان عادل المأمون، الذي جسد الحامولي في بعض الأعمال، فربما كان الأقرب من حيث الكاريزما والخطوط العامة للوجه، وإن كان ذلك تم عبر الصورة السينمائية أكثر من الواقع.

عادل المأمون في فيلم ألمظ وعبده الحامولي
المثير أن صورة عبده الحامولي المتداولة تُظهر شبهًا كبيرًا مع وجه آخر من وجوه النهضة المصرية، وهو الوزير والشاعر محمود سامي البارودي، وهنا يبدو أن الشبه بين الاثنين لا يقتصر على الشكل فقط، بل يمتد إلى روح عصر كامل، سادته ملامح وقورة، وشارب كثيف، وطربوش يعلو الرأس بكل ما فيه من رمزية اجتماعية وسياسية، يبدو أن هذه السمات لم تكن مجرد خيارات فردية، بل تعبير عن هوية رجال تلك المرحلة من تاريخ مصر، حيث تلاقت الهيبة مع الحس الوطني والثقافي.

محمود سامي البارودي
هكذا، يظل عبده الحامولي حاضرًا ليس فقط في الذاكرة الموسيقية، بل أيضًا في الملامح التي تعكس روح عصره، وتشابك الأوجه فيه بين الفن والسياسة، بين الصوت والصورة، وبين الحقيقة والتجسيد
Trending Plus