ما يفعله ترامب في نتنياهو!!

هي القطيعة، لا محالة، ولا مفر منها إلا بالمواجهة، أو بالاقصاء، مهما حاول البعض القفز من المصير المعلوم، فالشراهة في كل طرف تزيد على المصلحة العامة للطرفين معا، وهو ما يحدث حاليا بين الرئيس الأمريكي ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، فكلا منهم يسعى بكل قوة للتسيد والهيمنة، بل والتحكم في مصير العالم عبر الآخر، والرئيس الأمريكي ترامب يسعى لتحقيق مصلحة إسرائيل من خلاله، ونتنياهو يسعى لتحقيق مصلحة إسرائيل من خلاله أيضا، وهنا جوهر الخلاف الرئيسى، غير أن نتنياهو أكثر دهاءا من ترامب، وخبرته العملية نقطة قوة، بينما ترامب أكثر قدرة على تنفيذ ما يريده، وخبرته التجارية أكثر قوة من أي طرف آخر، ولذلك فالصراع بين الاثنين هو صراع على نفس القناع، وكلاهما له رغباته وأجندته، وكلا منهم له حلمه الخاص في تسيد التاريخ.
ما يفعله ترامب في نتنياهو في تلك الآونة، لابد أن يتم شرحه وكشفه، وتسليط الضوء عليه، حتى أن البعض قال أن معاملة ترامب لنتنياهو تبعد خطوة واحدة عما فعله مسبقا في زيلنسكى، فقد اتفق ترامب مع الحوثيين على وقف إطلاق النار فيما يخص سفن الأمريكان فقط، واتفق مع الإيرانيين على بدء محادثات، وأبلغ ترامب وفى حضور نتنياهو بالبيت الأبيض بالأمر، كما وجهه علنا أمام الجميع بضرورة التعاون مع تركيا في سوريا، وهو الآن يجرى صفقته الخاصة بالرهائن الأمريكيين فقط قبل أي رهائن آخرين، وقد قالها بولر مبعوث ترامب للرهائن " أمريكا ليست عميلة لإسرائيل"، وكأن جواز السفر الأمريكي هو الضامن للإسرائيليين، وليست الجنسية الإسرائيلية في حد ذاتها وسيلة للدعم الأمريكي.
ترامب يفعل يوميا ما يؤكد أن مصلحته الشخصية، فوق أي مصلحة، حتى لو كانت فوق إسرائيل نفسها، ولذلك فهو يسعى لانهاء الحرب في غزة انطلاقا من مصلحته الشخصية، وهو ما يدركه نتنياهو، ويرفض المساعدة فيه، حتى أن ويتكوف المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط قالها صراحة أن إسرائيل هي من ترفض وقف الحرب في غزة، ولذلك فالسعى الحثيث من نتنياهو لفتح كافة الجبهات، هو سعى لتثبيت أرضيته قبل الصراع بينه وبين ترامب، والذى سيحدث رغما عن الجميع.
Trending Plus