وفاة معلم صيني بمكتبه بعد ضغوط العمل الإضافي لـ400 طالب بمركز دروس خصوصية

توفى مُعلّم شاب فى وسط الصين فى مكتبه بعدما غمرته ضغوط إدارة 400 طالب والعمل الإضافى المُفرط، حيث عمل "لى"، فى أواخر العشرينيات من عمره، لمدة 5 سنوات فى شركة دروس خصوصية وتعليمية فى ووهان، وتدير الشركة، التى تأسست عام 2012، منصة إلكترونية تُقدّم دورات فى اللغة الإنجليزية والرياضيات لطلاب المرحلتين الابتدائية والثانوية، ويبلغ عدد مستخدميها أكثر من 160 مليون مستخدم.

بعد تخرجه من الجامعة، انضم لى للعمل كمُعلّم عبر الإنترنت، وأفادت وسائل إعلام صينية أنه عمل مؤخرا لعدة أيام إضافية لإنجاز مهامه قبل عطلة طويلة، وفى 22 أبريل ذهب لى إلى المكتب وعمل حتى وقت متأخر من الليل، لم تتمكن خطيبته من الوصول إليه فاتصلت بالشرطة، وفى صباح اليوم التالى، وجده عامل نظافة فاقدا للوعى فى المكتب، أُعلن لاحقا عن وفاته إثر إصابته بسكتة قلبية مفاجئة، بحسب ما ذكر موقع scmp.

قال أقارب لى إنه نشأ فى عائلة تعانى من ضائقة مالية، حيث كان الابن الثانى، وله أخت أكبر غير متزوجة، وتوفى والده منذ سنوات، وتزوجت والدته لاحقا، بينما صرحت خطيبته بأنهما كانا يخططان للزواج فى الثانى من مايو.

ضغط العمل والاشراب على 400 طالب يقتل معلم صيني

وأفادت هيئة العمل المحلية بأن عائلة لى والشركة المعنية تُعدّان حاليا أوراقا رسمية لإثبات أن وفاته مرتبطة بالعمل، وأصدرت الشركة بيانا أعربت فيه عن حزنها لوفاة لى، وتعهدت بالتعاون مع عائلته، وأكد البيان أنه لم يُحدد أى ساعات عمل إضافية لفريق لى، نظرا لتزامن ذلك اليوم مع عطلة رسمية للشركة، كما أشادت الشركة بأداء لى، وطلبت من الجمهور احترام خصوصية عائلته، ومع ذلك، شكك العديد من مستخدمى الإنترنت فى صحة البيان، وهاجموا عدد ساعات العمل الخاصة بالمنصة التعليمية.

سبق وأفادت وسائل الإعلام الصينية عن تفشى العمل الإضافى فى الشركة، وقال موظفون سابقون إن أحد المعلمين كان يُدير 400 طالب، ويُجيب على عدد لا يُحصى من استفسارات أولياء الأمور، ويعمل بانتظام أكثر من 6 ساعات إضافية يوميا، إذ كان على الموظفين إبلاغ المشرفين عند استخدام الحمام أو أخذ استراحة الغداء.

قالت موظفة سابقة، تُدعى وانغ، إنها أصيبت بالقلق من العمل الإضافى لفترات طويلة، فاستقالت أواخر العام الماضى، بينما استقالت موظفة أخرى، تُدعى تشانغ، فى اليوم التالى لسماعها نبأ وفاة لى، وقد أثارت الحادثة اهتماما كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعى الصينية، حيث تجاوزت المواضيع ذات الصلة 70 مليون مشاهدة.