ابنة الوز عوام.. بطلة الأهلى تسير على خطى والدها الكاتب الراحل أسامة الشاذلى

في لحظة امتزج فيها الألم بالفخر، خطفت فرح الشاذلي حارسة مرمى فريق سيدات النادي الأهلي لكرة اليد الأنظار، بعدما قادت فريقها إلى نهائي كأس السوبر الأفريقي، رغم إصابتها بقطع في الرباط الصليبي ومواصلتها اللعب أكثر من نصف الشوط الثاني متجاوزة حدود الألم، لتمنح جمهور القلعة الحمراء فرحة لا تُنسى، وتقدم درسًا في الإصرار والتضحية.
لكن ما إن خفتت هتافات الفوز، حتى عادت الذاكرة الجماعية لتتداول اسمًا آخر، اسم والدها الراحل أسامة الشاذلي، الكاتب والضابط والمثقف، الذي رحل عن عالمنا قبل شهور، مخلفًا وراءه إرثًا أدبيًا وثقافيًا وإنسانيًا يُصعب تجاوزه.
بالأمس على صالة الأمير عبد الله الفيصل بالنادي الأهلي بالجزيرة، كتبت فرح ابنة الراحل أسامة الشاذلي فصلًا جديدًا من حكاية والدها، حكاية اسم لا يرضى أن يُنسى، وموهبة لا تعرف الانهزام حتى بعد رحيله، فكما خلد اسمه بأعماله الرائعة، جاءت ابنته لتخلد اسمها واسمه في ميدان الرياضة وعبر بوابة نادي القرن في أفريقيا، لتؤكد أن البطولات لا تُولد من فراغ، بل تُغرس في القلوب، وتزدهر عندما تشتد المحن.
فرحة الأهلاوية، والمتابعين للمشهد الرياضي والثقافي، تجسدت فيها المقولة الشعبية الشهيرة: "ابنة الوز عوام". فكما برع والدها في ميادين الكلمة، برعت هي في ميادين الرياضة، لتلتقي روح البطولة والتميز رغم اختلاف المجالات.
أسامة الشاذلي، من مواليد 12 ديسمبر 1973، تخرج في الكلية الحربية عام 1994 ضابطًا في سلاح المدرعات، لكنه لم يقف عند حدود العسكرية، بل كانت له رحلة طويلة مع الأدب والفكر والإعلام. أصدر أولى مجموعاته القصصية “نديم العدم” عام 2005، وواصل الكتابة بإبداع في "جمهورية الغابة العربية"، "سيد الأحلام"، "قهوة الحرية"، "كفر العبيط"، وصولًا إلى روايته الأخيرة "السلطان" التي صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام.
لم يقتصر عطاؤه على الأدب فقط، بل خاض تجربة المقال الصحفي، ورأس تحرير موقع "الميزان"، وساهم في إعداد وتقديم برامج سياسية وإذاعية مؤثرة، وكان له دور بارز في إنتاج الأفلام الوثائقية إلى جانب زوجته الكاتبة رشا الشامي.

فرح الشاذلي

فرح الشاذلي حارسة مرمى النادي الأهلى
Trending Plus