القمح في حقول مصر.. موسم خير وحصاد ينعش جيوب المزارعين بسوهاج.. الأرض تعطي بسخاء والدولة تفتح الأبواب.. مليار جنيه قيمة توريد 82 ألف طن.. ومنع خروج سيارات الأقماح خارج حدود المحافظة.. صور

وسط الحقول الممتدة على جانبي نهر النيل، وفي قلب الأراضي الخصبة بمحافظة سوهاج، تتواصل جهود جني محصول القمح، ذلك "الذهب الأصفر" الذي يمثل شريان الحياة لآلاف المزارعين، وأحد أعمدة الأمن الغذائي في مصر ومع بداية موسم التوريد في منتصف أبريل الماضى، بدت الصورة أكثر إشراقًا هذا العام، ليس فقط من حيث الإنتاج، بل في سهولة التوريد وانتظام صرف المستحقات، ما جعله موسمًا استثنائيًا للفلاحين في الصعيد.
منذ انطلاق موسم التوريد، بدأت الشون والصوامع المنتشرة في مختلف مراكز محافظة سوهاج في استقبال كميات القمح من المزارعين، والنتيجة حتى الآن تجاوزت 82 ألف طن تم تسليمها دون عوائق تُذكر وهو ما يعكس، بحسب آراء بعض العاملين في منظومة التخزين، حالة من التنظيم والانضباط غير المسبوق في عمليات الاستلام، التي تتم وفق معايير دقيقة للفحص والتأكد من جودة المحصول.
توزعت كميات القمح على 17 موقعًا تخزينيًا جرى تجهيزها مسبقًا، مع رفع كفاءة بعضها، وأبرزها صوامع غرب طهطا التي زادت سعتها من 60 إلى 90 ألف طن، دعمًا لخطة الدولة في تأمين احتياطي استراتيجي يكفي فترات أطول، ويُقلل من الاعتماد على الاستيراد في ظل الأزمات العالمية المتلاحقة.
الفارق الأكبر هذا العام، بحسب روايات مزارعين من مراكز طما وساقلته والمراغة، ليس في وفرة المحصول فقط، بل في سرعة صرف مستحقاتهم المالية فمع التوريد الفوري، يحصل الفلاح على ثمن المحصول بعد أيام قليلة من التسليم، ما ساهم في ضخ أكثر من مليار جنيه في أيدي المزارعين بسوهاج وحدها، وهو ما ترك أثرًا واضحًا في الأسواق الريفية التي شهدت حالة من الرواج، خاصة في تجارة مستلزمات الزراعة وتجهيزات الموسم الجديد.
الرقابة هذه المرة لم تكن مجرد شعارات منظومة دقيقة تعمل من خلال غرفة عمليات على مدار الساعة، ترصد حركة التوريد لحظة بلحظة، وتتابع النقل والتخزين والتوزيع وبحسب بعض العاملين في منظومة النقل، فإن تعليمات واضحة صدرت بعدم السماح بخروج أي شحنة قمح من المحافظة دون تصريح رسمي، ضمانًا لعدم تسريب أي كمية خارج المنظومة الرسمية.
المساحة المزروعة بالقمح هذا العام بلغت نحو 192 ألف فدان، موزعة على جميع مراكز المحافظة، في دلالة على اهتمام الفلاح بهذا المحصول الاستراتيجي، خاصة مع إعلان الدولة عن سعر مُجزٍ للإردب بلغ 2200 جنيه لدرجة نقاوة 23.5، ما شجّع الكثيرين على التوسع في الزراعة، وضمان توريد ما لديهم من إنتاج دون اللجوء لبيع المحصول في السوق السوداء.
ما يحدث في سوهاج لا يمكن فصله عن السياق الوطني العام، حيث تعمل الحكومة على رفع كفاءة سلاسل الإمداد الغذائي، وتقليل الفاقد، وزيادة معدلات الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية، وعلى رأسها القمح وفي هذا الإطار، تمثل سوهاج واحدة من أهم محافظات الوجه القبلي، التي استطاعت تحقيق توازن ملحوظ بين الإنتاج والتوريد، لتكون نموذجًا لنجاح السياسات الزراعية الحديثة والتخزين المحكم.

الذهب الأصفر على أرض سوهاج

سيارات محملة بالمحصول

صوامع سوهاج تمتلئ

صوامعه بسوهاج

عينات من محصول القمح

محصول وفير للذهب الأصفر
Trending Plus