سحر وشعوذة واستدعاء الشيطان.. هل سمعت عن الكتب السوداء في أوروبا؟

كتابًا صغيرًا باهتًا، بداخله صفحات هشة، مصفرة، مكتوبة بخط اليد، يطلق عليه الكتاب الأسود النرويجي، ويعد واحدًا من أقدم المخطوطات التي تتناول السحر والتعاويذ في أوروبا خلال القرن الخامس عشر، هذا النص الغامض يجمع بين الممارسات السحرية والتقاليد الشعبية التي كانت سائدة في العصور الوسطى، حيث استخدمه البعض لاستحضار القوى الغيبية أو الحماية من الأرواح الشريرة، يعكس الكتاب التصورات المتداولة حول السحر في ذلك الزمن، ويقدم نظرة فريدة على كيفية تعامل الناس مع المجهول والقوى الخارقة للطبيعة، وبينما كان السحر يُنظر إليه آنذاك بشيء من الريبة والخوف، فإن هذا الكتاب يُشكل جزءًا مهمًا من التراث الثقافي الأوروبي المرتبط بالفنون الخفية،وفقا لما نشره موقع" sciencenorway".

الكتاب الأسود النرويجى
وقد استعارت تيريز فولدفيك وزملاؤها في قسم الدراسات الثقافية واللغات الشرقية بجامعة أوسلو الكتاب الأسود، موضحة أن معظم الكتب السوداء فريدة، وغالبًا ما تكون مكتوبة بخط اليد، وعادةً ما يجمع أصحابها وصفاتٍ وعلاجاتٍ من مصادر متنوعة على مر الزمن، وأحيانًا تمتد لأجيالٍ متعددة.
وقالت: "تقدم هذه الكتب السوداء لمحة عن المعتقدات التاريخية، حيث تم نسج السحر في التقاليد الشعبية، حتى الآن، سُجِّل حوالي 100 كتاب أسود نرويجي، ومن المرجح أن العديد منها لا يزال في مجموعات خاصة في جميع أنحاء البلاد، ويعود تاريخ أقدم نسخة معروفة منها إلى أواخر القرن الخامس عشر".
رأس الخفاش
تعمل تيريز فولدفيك على نسخ الكتب السوداء، والتي يتم تحميلها على منصة تسمى SAMLA ، وهي عبارة عن أرشيف رقمي، والتى تظهر لنا إحدى التعويذات التي ترجمتها مؤخرًا، والتي تصف كيفية الكشف عن الأسرار: ضع رأس الخفاش على صدر شخص نائم، وسوف يتحدث عن أفعاله أثناء نومه.
قالت أورفيك: "قد تكون هذه كلمات "نو" (noa)، بديلاً عن كلمات تُعتبر خطيرة، وكان يُعتقد أن لها قوة سحرية عند استخدامها في السياقات المناسبة".

الكتاب الأسود
تعاويذ الكشف عن اللصوص
وقالت آني أورفيك، أستاذ في جامعة أوسلو وخبيرة في الكتب السوداء، إن الفهرس الموجود في بداية الكتاب نموذجي ويظهر أن الكتب كانت تستخدم في الحياة اليومية، ويمكن لأصحاب الحيوانات البحث عن وصفات لعلاج الأمراض لدى البشر والحيوانات"، كما كانت هناك تعاويذ أخرى تهدف إلى كشف اللصوص أو السحرة، أو جلب الحظ في الألعاب والحب، أو الكشف عن الحقائق المخفية.
ومع ذلك، لم تكن هذه كتبًا تُحمل أو تُقرأ علانيةً، بل كانت تحتوي على محتوىً سحري، علينا أن نتذكر أن العديد من هذه الكتب السوداء قد كتبت في الوقت الذي تعرضت فيه الساحرات للاضطهاد في النرويج"، وفقا لما تقوله أورفيك.
Trending Plus