شاهد آخر ظهور لـ عصمت دواستاشى وسط لوحاته فى معرضه الفنى الأخير

رحل عن عالمنا، صباح اليوم، الفنان التشكيلى الكبير عصمت داوستاشى، أحد أبرز رواد الفن المعاصر فى مصر، بعد رحلة إبداعية طويلة وثرية ترك خلالها بصمة فنية لا تنسى فى الحركة التشكيلية المصرية والعربية.

وكان آخر ظهور للفنان الراحل من خلال معرضه الخاص "عصمت داوستاشى ومقتنياته"، الذى أُقيم بجاليرى بيكاسو إيست بالتجمع الخامس، تكريمًا لمسيرته الفنية المميزة، وقد عبّر حينها عن سعادته الكبيرة بهذا الحدث، مؤكدًا أن المعرض يحمل له قيمة خاصة، لما يضمه من مقتنيات نادرة لفنانين تأثر بأعمالهم طوال مشواره الفنى.

وأوضح داوستاشى خلال افتتاح المعرض أنه قدّم مجموعة من أبرز أعماله التى تمثل محطات مختلفة من تطوره الفنى، عاكسة مراحل متنوعة من رحلته الطويلة، سواء من الناحية التقنية أو الفكرية، وتضمّن المعرض عددًا من الرموز التي شكّلت لغته البصرية الخاصة، وعلى رأسها رمز "الكف" الذي عبّر من خلاله عن الإنسان ومعانيه المتأصلة.

كما تناول داوستاشي في أعماله رموزًا أخرى مستوحاة من الطبيعة، مثل الطيور والثعابين والتماسيح، معتبرًا إياها كائنات رمزية ارتبطت بالتراث الإنساني والثقافي، إلى جانب استخدامه المتكرر لرمز "السهم"، الذي رآه شاهدًا على تطور الحضارات وتحولاتها عبر التاريخ.

وكان "الهرم" أيضًا أحد العناصر المركزية في أعماله، حيث قدّمه باعتباره رمزًا خالدًا للحضارة المصرية، يجمع في داخله شتى الرموز الفرعونية، ليكون لوحة بصرية تحتفي بمجد مصر وتراثها العريق.

وُلد عصمت داوستاشي في 14 مارس 1943، وتخرّج في كلية الفنون الجميلة عام 1967، متخصصًا فى فن النحت، رغم أن بدايته الفنية تعود إلى عام 1962 عندما أقام أول معرض له للرسوم الزيتية والتصوير الفوتوغرافي، وقد انعكس شغفه المبكر بالفنون في توجهه لاحقًا إلى التجريب بأساليب متنوعة، من التشكيل التجريدي إلى فن الكولاج والتصوير، مرورًا بالسريالية التي تبناها تحت لقب "الدادائي المستنير".

الفنان الراحل عصمت داوستاشي

أحد أعمال عصمت داوستاشي

الفنان عصمت داوستاشي في آخر معارضه

معرض عصمت داوستاشي الأخير