قصة عشق تيريزا كلارك وشقيقتها باربرا البريطانيتين للأقصر.. وفاة الشقيقة الكبرى ودفنها في دير الشايب بمدينة طيبة.. جدهما شارك في الحرب العالمية الثانية.. أحبتا الأقصر بعد دخول معرض لمقتنيات توت عنخ آمون.. صور

أكثر من 17 سنة مرت على عشق الأقصر من البريطانية تيريزا كلارك التي رحلت ليلة أمس في مدينة الأقصر، وشقيقتها الصغرى باربرا، والتي ودعها أحبتها بعد معاناة مع المرض في أحد مستشفيات المحافظة، حيث أوصت بدفنها في الأقصر بعد سنوات طويلة قضتها داخلها، وتقرر دفنها داخل دير الشايب بمدخل مدينة طيبة الجديدة شمال الأقصر، فهى قد كانت تسكن برفقة شقيقتها في منطقة العوامية بالمحافظة بعد زيارات متكررة، ولهما قصة مميزة للغاية مع الأقصر وسحر وجمال وطبيعة الشعب الأقصرى الذى يرحب بهم دوماً فى كافة الفعاليات والاحتفاليات والقوافل والخدمات الطبية التى يقدمانها للمصريين بصورة يومية فى كل مدينة وقرية بالمحافظة.
وبدأت قصة حب الراحلة "تيريزا كلارك" وشقيقتها باربرا لمدينة الأقصر، بعد دخولهما لمعرض قدم مقتنيات الملك الصغير "توت عنخ آمون" فى السبعينيات في بلدتهما، ثم جاء توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وكذلك مشاركة جدهما بالحرب العالمية الثانية مع "مونتجمري" ضد "روميل" فى منطقة العلمين بمصر، وعمهما الذى قضى فترة تجنيده بالجيش الإنجليزى فى الخمسينات بأسوان ويحتفظ بألبوم كامل لمعبد أبو سمبل قبل نقله من النيل.
ومنذ 9 سنوات مضت التقى "اليوم السابع" مع الراحلة تيريزا كلارك البريطانية التي وفاتها المنية بمدينة الأقصر، والتي قالت وقتها إنها كانت تعشق مصر كثيراً لقصة جدها وعمها في العلمين وأسوان، وفى ريعان شبابها علمت بنبأ وفاة الرئيس المصرى أنور السادات فى احتفالية بمصر فحزنت كثيراً وظلت 48 ساعة حزينة وتبكى لكونها عشقت السادات من خلال القراءة عنه وتاريخه وقدراته فى هزيمة إسرائيل بحرب السادس من أكتوبر، ومن ثم قررت أن تقوم بأول زيارة لها لمصر عبر رحلات "نايل كروز" برفقة شقيقتها "باربرا"، وبالفعل زارتا مصر فى 21/10/1992م، التى كان وقتها مطار الأقصر صغير للغاية كما شاهدته للمرة الأولى، وقالت أنها فور فتح باب الطائرة شمت رائحة جميلة أدخلت فى وجدانها شعوراً بأنها فى منزلها وفى مكان تعرفه منذ قديم الأزل وتعشقه كثيراً، وقضيا أسبوعاً كاملاً فى التنقل والاستمتاع بالآثار فى محافظة الأقصر وأسوان.
وأوضحت تيريزا كلارك أنها لدى عودتها لبريطانيا انتابتها حالة من البكاء لفراق الأقصر والخروج منها عقب انتهاء الزيارة، وقررت العودة مجدداً لمصر فى رحلة جديدة وبالفعل عادت من جديد فى عام 1995 فى زيارة ثانية برفقة أسرتها ووالدها ووالدتها وشقيقتها التى لا تفارقها فى الزيارات دائماً، ووالدتها أحبت الأقصر كثيراً لجمالها وسحر طبيعتها، وعادت لدولتها من جديد عقب إنتهاء الزيارة التى استمرت أسبوعين، وفى احتفالات أعياد الميلاد عام 2004 قامت بعمل مفاجأة لأبناء أشقاؤها بوضع هدايا لهم عبارة عن "تذاكر حجز رحلة للأقصر"، وبالفعل خرج الجميع فى زيارة مميزة لمصر عام 2005، موضحةً وقتها أنها فى 2006 عادت فى زيارة للمرة الرابعة للأقصر وجلست مع المرشد السياحى محمد عبد الجليل الذى فند لها التاريخ القديم للأقصر ومصر بأكملها، وقام بعمل جولة لها وشقيقتها فى كافة أنحاء مدن الأقصر والقرى الواقعة على ضفتى نهر النيل، كما قامت بزيارة جديدة فى عام 2007 والتى كانت الأخيرة قبيل اتخاذ قرار الاستقرار بالأقصر، وبالفعل أخذت قراراها بالاستقرار فى مصر وبالخصوص فى الأقصر.
وبدأت الإقامة والاستقرار في مصر بحضور تيريزا كلارك للأقصر فى 2 يناير 2008، ومعها كافة مقتنياتها وأموالها وبنت منزلاً فى الأقصر وإستقرت بصورة نهائية داخل مصر بمنطقة العوامية فى الأقصر، وفى العام التالى أقنعت شقيقتها "باربرا كلارك" بضرورة الاستقرار فى مصر لجمالها وسحرها البدى المختلف عن كافة دول العالم، أما "باربرا كلارك" البالغة من العمر 55 سنة التى كانت تعمل مديرة لعدد من المتاجر فى برمنجهام ولندن، حيث أنها كانت تزور مصر برفقة شقيقتها وشعرا أنهن فى بيتهن خلال الزيارات المتكررة للأقصر، فإتخذت قرار بملاحقة شقيقتها للأقصر والاستقرار فيها، مؤكدة أنهما لهما أصول تربطهما بحب مصر والعيش فيها فى السابق.
وقالت بابرا كلارك وقت اللقاء منذ 9 سنوات مضت، أن جدها "جايمس بار" كان من ضمن القوات الإنجليزية التى جاءت إلى مصر وقت الحرب العالمية الثانية وكان يحارب مع مونتجمرى ضد روميل، وكان موقع تواجده فى مصر بمنطقة العلمين، والذى سرد لوالدتهم جمال وسحر مصر وطبيعتها الخلابة الامر الذى جعلهن يعشقان مصر، وكذلك كان عمهما يعيش فى منطقة أبو سمبل بمصر، حيث أنه قضى فترة تجنيده بخدمة الجيش الإنجليزى عقب إنتهاء الحرب العالمية الثانى فى عام 1951م، ولديه فى منزله حتى الآن ألبوم صور ضخم لمعبد أبو سمبل الغارق قبيل نقله من موقعه للموقع الجديد بمعرفة اليونيسكو.
وعن عملهن داخل مصر فقد أكدت كل من "تيريزا" و"باربرا" أنهما لا يعملان لظروف العمر، ولكنهن يقمن بالتطوع فى كافة الأحداث والفعاليات الخاصة بالمجتمع المدنى فى الأقصر، بالمشاركة فى تنظيم الفعاليات والحفلات والافتتاح الضخم لمستشفى أورام الأقصر بمدينة طيبة، وأنهما مستعدان لتقديم كافة أوجه الدعم وعمل زيارات للأجانب المقيمين بمصر للتبرع لمستشفى أورام الأقصر، وكذلك شاركتا فى قوافل طبية للكشف المجانى على العيون لأبناء قرى الأقصر، وكانتا فى مجلس إدارة مؤسسة "صن شاين" لرعاية الأيتام، وشاركتا في العديد من الفعاليات المتنوعة طوال السنوات الماضية.

الشقيقتين خلال دعم مرضي السرطان بالأقصر

تيريزا كلارك أشهر أجنبية مقيمة فى الأقصر مع شقيقتها باربرا

تيريزا وباربرا متطوعتان بريطانيتان فى حب مصر بكافة الفعاليات

تيريزا وباربرا يحلقون شعرهم داخل مستشفي علاج السرطان

قصة تيريزا كلارك وشقيقتها باربرا البريطانيتين عشاق الأقصر
Trending Plus