الغربة.. قصيدة منى رؤوف فى ملتقى بيت الشعر العربى للنص الجديد

يستعد بيت الشعر العربى، بإدارة الشاعر سامح محجوب، على مدار يومى 17 و18 مايو لتقديم (ملتقى بيت الشعر العربى الأول.. للنص الجديد)، ويدعو فيه 50 شاعرًا، تحت سن الأربعين من جميع ربوع مصر، وذلك للمشاركة فى الملتقى، ويقوم "اليوم السابع" بنشر قصائد الشعراء تباعًا.

الغربة (بعترتنا الغيبة تبن ف ريح)  لـ منى رؤوف

يوسف ما سكتش
ما وقفش يتفرج عليهم
والكدب بيحدد مصيره
يا إما يسجن أو أشد عذاب
قال للعزيز وما خافش م المجهول
"هيَ راودتني"
كان ممكن إنه يقول الحق ويايا
والرب شايف من ورا الأبواب
مش هافضح المستور والله هينصرني
رغم اليقين بالقدرة والإعجاز
طَبْع النبي كان سيد الموقف
ما اختارش إنه يكون شيطان أخرس
قام بالجسارة يقدم الأسباب
بعد أما شاف إبليس بذاته في عين زوليخة
مش من وراء حجاب
أنا مش هاخاف
وهاقول الفكرة راودتني
مش شرط ألمح ديل شيطان طالع من الأوضة
علشان أقول إن اللي حاصل وسوسة
وتفكير زَعَل أول م أروق هتروح لحاله
جسمي اتبدل
وبقيت بارقّع جلدي من أحضان صغيري
والشِيب ماعادش بيفتكر غيري
هاجم عليا هجْمة المحروم
متاكلة من جوايا أضعف م الرَتينة
أتحمل النار اللي شَبّت في الحشا
متقادة من اول عِشا لآخر عِشا
وبنور الليل للأغاني المنعشة
وأرقص لواحدي بدون شغف
وأسقط رماد منثور وأموت
الغربة جلدت ضهرنا بالسوط
نهشتنا بنياب كلبة مسعورة
إهرب م اللي بأقوله متعمد
بس اوعى تنسى الضحك في الصورة
مكسورة بطلب جبر من مكسور
صدّق بإن البعد مش منهج صحيح
بعترتنا الغيبة تِبْن في ريح
سرسبتنا زي حبات سبحتي
أنا عايزة إيه؟!
غير أفرّح عيني من رؤية حبيب،
غير أطيّب خاطري من ضمة حبيب،
غير أهدهد روحي من لمسة حبيب،
لو هتفضل تختبر صبري
وتقول بنبعد عن حياتنا نفخة التعابين
و سِم العين
إعرف بإن الدنيا مش وردي
وإن التجاهل أكبر الخاينين
بقعة بلاك على وش لون فاقع
فاترة الحياة تشبه لشاي ساقع
ما بيتشربش
بيندلق في الحوض
ماشية بادلدق عمري ع الرملة
عشمانة تطرح منّي أي ورود
الغربة إيه غير إننا أغراب؟!
لا بقينا حبيبين زي أي إتنين
مقفول عليهم كل ليلة الباب
ولا حتى عارفين نبقى بس أصحاب
تهرب لي وتقول اللي فيك من غير سؤال
وكإني لازم أضغطك علشان تبوح
وكإني لازم أشحتك علشان تطل
الذل ياكل من كرامتي ب غِل  
والنت يقطع كل م باعيد السؤال
وبسرعة باعمل للحياة إعادة اتصال
واقفة الحياة على سرعة الراوتر
واقفة الحياة على مدة الباقة
عمالة تخذلني الفُرص بس بشياكة
مكتوب عليا أمسك وهي تسيب
دي عيون نهشها الحزن زي المها والديب
صعب إني أصبح أفة الرحلة
وأشق ضهرك بالعتاب والقهر
وأقول لك إرجع وإنت عندك حلم
بس الساعات إستنزفت روحي
الدنيا طول الوقت بتساوم
قلبي اللي شاف الغربة في الفنجان
مقتولة بُعد وروحي بتقاوم
نفسي ألمحك ويّايا مش في منام
نسهر ونتكلم لحد الصبح
وخصامنا ما يعديش من العتبة
خايفة أما ترجع ما أعرفكش بجد
وأبص جوا عينيك وما ألمحنيش
خايفة العناد والغيبة تخلق سور
ما فيهوش مداخل ولّا فتحة شيش
إرجع،
ما دُمنا بننفلت من بعض
إرجع،
مدام الحال ما راقش كتير
إرجع،
وسيب الغربة للي هناك بطوله
للّي مش سايب في ديله
واحدة بتسف التراب
ولا إبن من طول البعاد
أوقات بيسأل "بابا مين؟"
إرجع،
ولو هنعيشها قد الحال
والواد هيكبر زي باقي العيال
يتربى زيك إنت وأخواتك
ما يكونش زيي
يعيب في غربة أبوه
اللي بسببها "أمي" شابت قبل كل الورد

منى رؤوف

منى رؤوف

شاعرة صدر لها: رقصة شغف للموت، بقايا من لونها النبيتي، الروح مش نور ملاك، رمادي صريح، دوشة في ضلوع البيت.

حصلت على جائزة أسبوع فتيات الجامعات، والمركز الأول في مسابقة إبداع، وجائزة لجنة الشعر من المجلس الأعلى للثقافة، وجائزة أحمد فؤاد نجم.