المتحدث الإقليمى باسم خارجية أمريكا سامويل وربيرغ لـ«اليوم السابع»: غزة العنوان الأكثر حضورًا على أجندة جولة ترامب الخليجية.. مصر شريك رئيسى بمعادلة الاستقرار.. وهدف الزيارة تجديد الشراكة مع الحلفاء الرئيسيين

** منخرطون بمفاوضات إيران النووية ولن نغلق الباب أمام «الدبلوماسية»
** لا تغييرات جذرية فى سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط
** إطلاق سراح ألكسندر مدخل لوقف إطلاق نار شامل
** نشكر القاهرة على جهودها للإفراج عنه
فى لحظة تزدحم فيها خرائط الشرق الأوسط بالتقلبات، وتتسابق فيها المبادرات والتدخلات على جغرافيا ملتهبة، تأتى زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى المنطقة، وكأنها محاولة لإعادة ضبط الإيقاع. وفى فوضى الأحداث والدمار والمفاوضات والتصريحات المتضاربة، يبقى السؤال الأهم: ما الذى تريده واشنطن فعلا من الشرق الأوسط؟ فزيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة تأتى فى توقيت لا يحتمل المجاملات، ولا يسمح بالتأجيل، فغزة تشتعل، والمياه الإقليمية تزداد اضطرابًا، وملف إيران لم يُغلق، بل يُعاد فتحه كل صباح.
فى هذا الحوار الخاص لـ«اليوم السابع»، يفتح المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية، سامويل وربيرغ، أوراق الرؤية الأمريكية تجاه ملفات الشرق الأوسط من بوابة الزيارة الرئاسية، لكنه لا يخفى أن غزة هى العنوان الأكثر حضورًا، وأن مصر- كما كان قدرها دائمًا- تحتل موقع الوسيط الذى لا يمكن تجاوزه فى معادلة الحرب والسلام.
طرحنا الأسئلة فكانت الإجابات مزيجًا من الحذر الاستراتيجى، والواقعية السياسية، ومحاولة الإمساك بخيوط متعددة فى لحظة إقليمية شديدة الحساسية.. وإلى نص الحوار:
فى البداية.. ما هى الأهداف الرئيسية لزيارة الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط؟ وكيف ترى الإدارة الأمريكية مستقبل المنطقة؟
تهدف زيارة الرئيس ترامب إلى تجديد الشراكة مع حلفاء رئيسيين فى الشرق الأوسط، فى ظل التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة.تشمل الأهداف الرئيسية، تعزيز التعاون فى مجالات الأمن والدفاع، دعم الاستقرار فى ملفات حساسة مثل غزة واليمن، وتوسيع العلاقات الاقتصادية والاستثمارية فى قطاعات الطاقة والتكنولوجيا.
كما تسعى الزيارة إلى تنسيق الجهود الدبلوماسية مع دول الخليج بشأن القضايا الإنسانية والتهديدات العابرة للحدود، ومواجهة التدخلات الخارجية التى تُزعزع استقرار المنطقة.
ترى الإدارة الأمريكية أن مستقبل المنطقة يجب أن يُبنى على الشراكات الإقليمية، والحلول التفاوضية، والاندماج الاقتصادى، وليس على العنف أو الهيمنة.
ملف غزة يمثل تحديا كبيرا.. ما هى رؤية الإدارة الأمريكية لحل هذا الصراع وما الخطوات التى ستتخذها لدعم جهود السلام؟
تدرك إدارة الرئيس ترامب أن الوضع فى غزة يمثل واحدة من أعقد الأزمات فى المنطقة، وأولويات واشنطن فى هذه المرحلة واضحة، وقف فورى ومستدام لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن، وتخفيف الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
الولايات المتحدة تعمل عن كثب مع شركائها الإقليميين، ومن ضمنهم قطر ومصر، لدفع جهود الوساطة وتأمين تدفق المساعدات.
كما تدعم مبادرات إنسانية مستقلة لضمان إيصال المساعدات بعيدًا عن سيطرة حماس، وتعمل على وضع تصوّر للترتيبات المستقبلية لما بعد الحرب، يُقصى الجماعات الإرهابية، ويُمهّد لسلطة مستقرة فى غزة.
لكن لا يمكن الحديث عن سلام حقيقى قبل تحقيق تهدئة ميدانية، وتوفير بيئة آمنة لإنقاذ المدنيين، وإطلاق مسار سياسى تشارك فيه أطراف مسؤولة.
هل تتوقع الإدارة الأمريكية أى تغييرات فى السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط بعد هذه الزيارة؟
زيارة الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط تُجسد التوجه الحالى للإدارة نحو تعزيز الحضور الأمريكى فى المنطقة، لكن لا يُتوقع إعلان تغييرات جذرية فى السياسات.
الاستراتيجية الأمريكية قائمة على دعم الحلفاء، ومواجهة التهديدات المشتركة، ومواصلة الدبلوماسية فى الملفات المعقدة، مثل إيران وغزة. ما تسعى إليه الإدارة هو تفعيل أدوات جديدة للتأثير، شراكات اقتصادية أوسع، دعم تنمية إقليمية تقودها الدول المحلية، زيادة التنسيق الدفاعى فى ظل التهديدات البحرية والسيبرانية.
هذه المقاربة تُراعى توازن القوى فى المنطقة، وتُعطى أولوية للاستقرار دون فرض حلول خارجية.
كيف ترى الإدارة الأمريكية دور مصر المحورى فى المنطقة؟
الولايات المتحدة تعتبر مصر شريكًا استراتيجيًا لا غنى عنه فى ملفات الأمن الإقليمى، وجهود الوساطة، واستقرار الشرق الأوسط. الدور المصرى فى التهدئة بغزة حاسم، وتُثمّنه الإدارة الأمريكية باعتباره عنصر توازن فى معادلة معقدة، القاهرة تحتفظ بقنوات فعالة مع مختلف الأطراف، وتضطلع بدور مباشر فى مفاوضات وقف إطلاق النار.
كما تلعب مصر دورًا مهمًا فى تأمين إيصال المساعدات الإنسانية، وضمان ألا يُستغل القطاع مرة أخرى كنقطة انطلاق لتهديد إسرائيل أو المنطقة.
واشنطن حريصة على تعزيز التنسيق مع مصر ليس فقط فى غزة، بل أيضًا فى ملفات أخرى مثل ليبيا، والسودان، والبحر الأحمر.
ما هى رؤية الولايات المتحدة لمستقبل العلاقات مع إيران؟ وهل هناك ملامح لمستقبل المفاوضات النووية؟
تُقيّم الإدارة الأمريكية العلاقة مع إيران من منظور شامل، يشمل التهديدات الأمنية، وسلوك طهران الإقليمى، وتورطها فى دعم جماعات مسلحة تهدد الاستقرار فى المنطقة.
حتى الآن، ما زلنا منخرطين فى المفاوضات النووية، ولكن ما زلنا نرى الأنشطة الإيرانية التى تقوّض الثقة، مثل دعم الحوثيين والهجمات على السفن، وكذلك استمرار محاولات الالتفاف على العقوبات.
الولايات المتحدة لا تُغلق الباب أمام الدبلوماسية، لكنها تضع سلوك إيران كعامل حاسم فى أى انفتاح مستقبلى، وفى هذا السياق، تواصل واشنطن فرض عقوبات تستهدف شبكات التهريب والتمويل، وتعزيز الردع من خلال الشراكة مع دول الخليج لضمان حرية الملاحة وأمن الطاقة.
وبشكل مختصر، فإننا سنحكم على إيران من خلال أفعالها وليس أقوالها.
كيف ترى الإدارة الأمريكية مستقبل القضية الفلسطينية؟ وهل هناك أى مبادرات جديدة لدفع عملية السلام؟
فى ظل الدمار غير المسبوق فى غزة، والمآسى الإنسانية المستمرة، ترى الإدارة الأمريكية أنه من المبكر الحديث عن مبادرات سياسية كبرى أو مسارات تفاوضية، الأولوية اليوم هى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتخفيف معاناة المدنيين.
تؤمن الولايات المتحدة أن السلام لا يمكن أن يُفرض من الخارج أو يُبنى على اتفاقات شكلية، بل يجب أن يكون نتيجة لتوافق سياسى حقيقى، وواقع ميدانى يُراعى تطلعات الفلسطينيين واحتياجات أمن إسرائيل.
فى المرحلة الحالية، تعمل واشنطن على دعم ترتيبات تُمهّد لاستقرار مستدام، دون عودة حركة حماس للحكم، للوصول إلى مسار مستقبلى نحو الحكم الرشيد فى غزة.
كيف تقرأون الخطوة الأخيرة بإطلاق سراح الرهينة الأمريكى عيدان ألكسندر والجهود المصرية نحو إحلال السلام ووقف الحرب بغزة؟
إطلاق سراح الرهينة الأمريكى عيدان ألكسندر يُعد تطورًا إنسانيًا بالغ الأهمية، ويُجسد نجاح الوساطة الإقليمية المدعومة من الولايات المتحدة. الرئيس ترامب عبّر عن شكره العميق لجميع الأطراف التى ساهمت فى تحقيق هذا التقدم، وعلى رأسها مصر وقطر.
الولايات المتحدة تعتبر الإفراج عن الرهائن أولوية قصوى، وتعمل بلا توقف لضمان الإفراج عن كل من لا يزالوا محتجزين، بجانب استعادة جثامين الأمريكيين الذين فُقدوا خلال النزاع.
وفى الوقت ذاته، تؤكد واشنطن أن هذه الخطوة يجب أن تُشكّل مدخلًا لوقف شامل لإطلاق النار، وتوسيع الجهود الإنسانية، وتهيئة بيئة قابلة للتعافى السياسى والاجتماعى فى غزة. مصر تُؤدى دورًا لا غنى عنه فى هذا المسار، وتُعد شريكًا موثوقًا فى كل ما يتعلق بالوساطة والدفع نحو التهدئة.
Trending Plus