شاهد دموع المقاتلة حنان بعد إتمام رحلتها من الأمية والسرطان للدكتوراه

قدّم تليفزيون "اليوم السابع" تقريرًا من إعداد الزميل محمد أيمن عبدالتواب والزميلة روان يحيى، عن قصة سيدة مصرية تُعد نموذجًا يُحتذى في الكفاح والإرادة، وهي حنان عقيلي، أم لخمسة أبناء، وُصفت في التقرير بأنها "مقاتلة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
تناول التقرير تفاصيل رحلة كفاح حنان، التي بدأت من فصول محو الأمية، لتصل إلى نيل درجة الدكتوراه بعد تجاوزها سن الخمسين، وسلّط الضوء على دورها البطولي كأم لطفل من ذوي الهمم، حيث تمكنت، بإيمانها وصبرها، من تحويل مسار حياة ابنها، الذى وُلد فاقدًا للسمع والحركة، إلى طفل سليم قادر على السمع والحركة والتواصل مع من حوله.
وأكدت حنان في التقرير على أهمية التعليم للأمهات، موضحة أنه لا يقتصر فقط على تنمية الوعي، بل يُعد أداة فعالة تساعد الأم على إدراك المشكلات الصحية والنفسية التي قد يواجهها أبناؤها، وأشارت إلى أن التعليم لعب دورًا كبيرًا في تحسين أسلوبها في تربية أبنائها، لا سيما في رعاية ابنها من ذوى الهمم.
وأوضحت أن التحاقها بفصول محو الأمية ثم بالجامعة المفتوحة، كان بمثابة نقطة انطلاق لتطوير ذاتها، حيث دفعها هذا المسار التعليمي للمشاركة في دورات تدريبية مثل الإسعافات الأولية، حتى تتمكن من تقديم العون لمن حولها، وأضافت أن ما تعلمته انعكس على حياتها اليومية، إذ أصبح الجيران والمحيطون بها يلجؤون إليها في تقديم المساعدة في حالات مثل قياس الضغط والسكر، وتطهير الجروح، بل وحتى إعطاء الحقن.
كما سرد التقرير معاناة حنان خلال مرض زوجها بالسرطان، إذ كانت توازن بين وجودها إلى جانبه داخل العناية المركزة وبين استكمال امتحاناتها الدراسية، حرصًا منها على عدم التخلي عن حلمها في التعليم، وأكدت أن عناية الله لم تفارقها، وأنها نجحت في تحقيق حلمها دون أن تُقصّر في واجبها كزوجة، مشيرة إلى أن فقدان زوجها كان لحظة مفصلية في حياتها، وأنها لا تزال تعاني من ألم الغياب وصعوبة مواجهة الحياة بدونه.
ورصد التقرير أيضًا تجربة حنان مع مرض السرطان بعد وفاة زوجها، حيث تمكنت من التغلب عليه بقوة إيمانها وصبرها، مدفوعةً برغبتها فى عدم الظهور بمظهر الضعف أمام أبنائها الذين كانوا دافعها الأكبر لتخطي المرض.
وأكدت أن دورها كأم لخمسة أبناء، إلى جانب معاناتها مع مرض السرطان وخدمتها لزوجها المريض، لم يكن بالأمر السهل، لكنه كان توفيقا من الله ومصدرا لقوتها.
واختتم التقرير بالإشارة إلى البُعد الروحي في حياة حنان، إذ روت أنها رأت النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – في المنام مرتين، وهو الأمر الذى منحها قوة نفسية وروحية هائلة ساعدتها في الاستمرار في مواجهة صعوبات الحياة.
Trending Plus