من القاهرة إلى مكة قلوبٌ تُلبّى وخدمة لا تغيب.. بعثة الحج المصرية تجهز وجبات متكاملة العناصر الغذائية لضيوف الرحمن.. أطعمة ساخنة وجافة ومرطبات بالمشاعر المقدسة.. ومنظومة تعين الحاج على أداء الفريضة

مع اقتراب موسم الحج، تتوجه الأبصار والقلوب صوب الأراضي المقدسة، حيث يعلو التكبير، وتُحلّق الأرواح فوق عرفات، وتفيض المشاعر ما بين الرجاء والخشوع.
وفي هذه الأيام المباركة، تسير بعثة الحج المصرية بخُطى ثابتة، محمّلة برسالة عظيمة: خدمة ضيوف الرحمن بما يليق بمكانتهم وقدسية الرحلة، تنفيذًا لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، الذي شدّد على ضرورة توفير أقصى درجات الرعاية والتيسير للحجاج المصريين.
خدمة تبدأ من القلب.. وتمتد حتى عرفات
منذ لحظة انطلاق أول فوج من الحجاج، بدأت البعثة عملها وكأنها خلية نحل، لا تهدأ، ولا تغفل، تُنسّق وتتابع وتراجع التفاصيل حتى أدقها، لضمان راحة الحجيج في كل محطة من محطات الرحلة الإيمانية.وفي هذا الإطار، أولت البعثة الخدمة الغذائية اهتمامًا خاصًا، إدراكًا منها أن الحاج يحتاج إلى تغذية سليمة ومتوازنة تسانده جسديًا في أداء المناسك الشاقة.فقد تم اختيار الوجبات المقدّمة بعناية شديدة، لضمان احتوائها على جميع العناصر الغذائية التي تعين الحاج على رحلته الروحية، وتوفيرها بأعلى معايير الجودة والسلامة الصحية.
وتشمل الخطة توزيع وجبات جافة متكاملة في مقار إقامة الحجاج بـ مكة المكرمة والمدينة المنورة، إلى جانب وجبات ساخنة ومشروبات تُقدم خلال التواجد في عرفات ومنى، حيث تشتد الحاجة إلى الراحة الجسدية والطاقة المتجددة.
سفرٌ مريح
الراحة البدنية كانت أيضًا ضمن أولويات البعثة، فتم التعاقد مع فنادق قريبة من الحرمين الشريفين لتيسير الوصول إلى الصلوات والطواف والسعي.كما تم تخصيص أتوبيسات مكيفة وحديثة لنقل الحجاج بين أماكن المشاعر، تجنبًا لأي مشقة زائدة، وتهيئةً لرحلة يسودها الطمأنينة.
وفي منى وعرفات، حيث تقف الجموع من كل فج عميق، كانت البعثة حريصة على تجهيز مخيمات مكيفة ومجهزة بكامل وسائل الراحة، ليكون للحجاج مكان يلوذون فيه بعد ساعات طويلة من الوقوف والدعاء والتعبّد.
صحة وعلم في صحبة الحجاج
ولأن الحج لا يخلو من تحديات صحية، فقد رافق البعثة فريق طبي متكامل، يعمل على مدار الساعة لمتابعة الحالات، وتقديم الرعاية للحجاج، سواء كانت حالات مزمنة تحتاج للمتابعة، أو إسعافات طارئة.كما لم تُغفل البعثة الجانب الإيماني والمعرفي، حيث وفّرت علماء دين متخصصين لمرافقة الحجيج، لشرح تفاصيل المناسك، والرد على التساؤلات، وتبسيط الفقه المرتبط بالحج، لضمان أن تؤدى الشعائر بوعي واطمئنان.
غرفة عمليات
وفي الخلفية، تدور غرفة عمليات مصرية تعمل من قلب الأراضي المقدسة، تتابع وتراقب وتُطمئن الأهالي في الداخل، وتحرص على سرعة الاستجابة لأي طارئ أو حاجة، لتكون الحماية اللوجستية والإنسانية هي السقف الذي يستظل به كل حاج مصري.
إن بعثة الحج المصرية هذا العام، لم تكتفِ بدورها التقليدي في التنظيم، بل تعاملت مع المهمة كأنها أمانة وطنية وروحية، تستوجب أن تكون كل يد ممدودة للحاج، وكل صوت داعم، وكل لحظة محسوبة لتصب في راحة "ضيوف الرحمن".
هكذا تمضي قوافل المصريين إلى البيت العتيق، لا وحدهم، بل في صحبة دولة تحملهم في قلبها، وتخدمهم من القلب.ففي موسم الحج، لا تُقاس النجاحات بالأرقام فقط، بل بعدد القلوب التي عادت راضية، والعيون التي عادت دامعة من شدة الامتنان.
Trending Plus