هل تستطيع الكلاب والقطط التنبؤ بالزلازل؟.. دراسة أمريكية: لا يوجد دليل قاطع.. بعض العلماء يعتقدون شعورهم بالهزات وحركة الصخور تحت الأرض.. وربما يمكنهم مستقبلا تقديم خدمة للإنسانية تساعد فى التحذير من الكوارث

الكلاب مخلوقات مذهلة، وبعض مهاراتها تبدو خارقة للطبيعة تقريبًا، بالطبع، ليس السحر هو الذى يمنح الكلاب قدراتها الخاصة الإضافية؛ إنهم ببساطة قادرون على استشعار الأشياء خارج نطاق الإدراك البشرى، على سبيل المثال، يمكنهم شم الروائح وسماع أصوات عالية النبرة لا يمكننا اكتشافها، هل من الممكن أن تساعدهم تلك الحواس الفائقة على التنبؤ بـ الزلازل أيضًا؟

يشير نادى بيت الكلب الأمريكى " مؤسسة غير ربحية معنية بالكلاب"، أنه منذ عام 373 قبل الميلاد، كانت هناك تقارير عن حيوانات تتصرف بشكل غريب قبل وقوع الزلزال، من المحتمل أنك سمعت قصصًا عن كلاب تتصرف بطرق غير عادية فى أى مكان من ثوانٍ إلى أيام قبل وقوع الزلزال، فى الواقع، أشارت دراسة حديثة عن زلزال وقع فى منطقة سيبيريا إلى أن عددًا صغيرًا ولكن كبيرًا من الكلاب أظهروا سلوكيات قلقة، بما فى ذلك النباح بدون سبب، والعواء، والأنين، والركض، قبل دقائق إلى ساعات من وقوع الزلزال.

وتساءلت دراسة بحثية أخرى عما إذا كان بإمكان الحيوانات التنبؤ بالزلازل من خلال النظر فى 729 تقريرًا عن سلوك حيوانى غير طبيعى قبل وقوع الزلازل، وشملت الحيوانات فى الدراسة الكلاب وكذلك القطط والطيور والأبقار والفيلة والعلاجيم والأسماك، اكتشف العلماء أن العديد من السلوكيات غير الطبيعية للحيوانات تم الإبلاغ عنها على أنها حدثت خلال يوم واحد قبل وقوع الزلزال، وكان معظمها يحدث فى الساعة التى سبقت وقوع الزلزال، ومن بين تلك التى تم الإبلاغ عن حدوثها فى تلك الساعة، ما يقرب من 60% منها كانت خلال الدقائق الخمس الأخيرة، لذا، يبدو أن الحيوانات تتفاعل بشكل غريب قبل حدوث الزلازل، على الأقل لبضع دقائق.

أضافت: عندما يبلغ الناس عن سلوك حيوانى غريب، هل يتم ذلك فقط من خلال عدسة الإدراك المتأخر؟ بمعنى آخر، بعد وقوع الزلزال، هل من المرجح أن ننسب سلوكًا غريبًا إلى ذلك الزلزال بدلًا من رفضه باعتباره كلبنا يمر بيوم عطلة؟ على سبيل المثال، ربما يعوى كلبك كثيرًا لأسباب غير معروفة، ولكن إذا عووا فى اليوم السابق لوقوع الزلزال، فمن المرجح أن تتذكره وتلقى اللوم على الزلزال.

و قررت دراسة بحثية أخرى، قامت بتقييم التنبؤ المحتمل بالزلازل على المدى القصير من خلال مراقبة حيوانات المزرعة، إلغاء هذا الإدراك المتأخر، ولاحظ العلماء باستمرار نشاط حيوانات المزرعة، بما فى ذلك الأبقار والأغنام والكلاب، فى مزرعة بإيطاليا خلال فترة نشاط الزلزال المتوقع، ثم قاموا بمقارنة السلوك النموذجى للحيوانات عندما لم يكن هناك نشاط زلزالى بأى سلوك غير طبيعى فى الأوقات التى سبقت وقوع الزلازل، ووجدوا أن الحيوانات أظهرت مرارا وتكرارا مستويات نشاط عالية بشكل غير عادى قبل وقوع الزلزال، وكلما أسرعت الحيوانات فى الاستجابة، من 20 ساعة إلى ساعة واحدة، كلما اقتربت من مركز الزلزال (الموقع على سطح الأرض مباشرة فوق مكان بدء الزلزال).

وأضافت: الكلاب والحيوانات الأخرى قد تتصرف بشكل غريب قبل وقوع الزلزال، لا يعنى أنهم يعرفون أن الزلزال قادم، من المرجح أنهم يستشعرون ويتفاعلون مع شيء غير عادى دون معرفة ما ينبئ به، وهو شيء لا ندركه حتى المعدات الأكثر تطورًا تفشل فى التنبؤ بالزلازل، ولكن هل يمكننا استخدام سلوك الحيوانات مثل الكلاب بدلًا من المراقبة الآلية؟ اقترح الباحثون مؤخرًا أن التعهيد الجماعى ووسائل التواصل الاجتماعى قد يساعداننا فى التنبؤ بالزلازل لقد طوروا نموذجًا أوليًا يستخدم منشورات وسائل التواصل الاجتماعى حول السلوك غير الطبيعى للحيوانات، مثل نباح الكلاب، للمساعدة فى التحذير من الزلازل القادمة.

و لسوء الحظ، لا يوجد دليل علمى قاطع حتى الآن على أن الكلاب يمكنها التنبؤ بالهزات، وما زلنا لا نعرف ما قد تتفاعل معه الكلاب والحيوانات الأخرى، حتى لو كان بإمكانهم تحذيرنا بأفعالهم، يعتقد بعض العلماء أنهم قد يستشعرون الهزات النذيرة (الزلازل الصغيرة التى تحدث قبل الزلزال الأكبر) أو الموجات الصوتية الناتجة عن حركة الصخور تحت الأرض، بل يمكن أن يكون ذلك بسبب تأين الهواء عند الأسطح الصخرية المضغوطة، أو التغيرات فى المجالات الكهربائية، أو إطلاق مواد كيميائية ذات رائحة كريهة.

و اقترحت الدراسة إحدى الطرق الممكنة للكشف المبكر عن الزلازل بواسطة الكلاب، كان يجرى دراسة حول ما إذا كانت الكلاب يمكن أن تصاب بالاضطراب العاطفى الموسمى عندما قام، بالصدفة، بجمع بيانات عن مستويات النشاط والقلق لدى 200 كلب فى اليوم السابق لزلزال بلغت قوته 6.8 درجة ضرب شمال غرب المحيط الهادئ، فى اليوم السابق للزلزال، أظهر 49% من الكلاب زيادة كبيرة فى القلق، وكان 47% منهم أكثر نشاطًا بشكل ملحوظ. وكانت هذه زيادة حادة عن المتوسطات اليومية الثابتة التى تم جمعها حتى تلك النقطة.

وأضافت: يبدو أن الزلزال القادم هو التفسير الأكثر ترجيحًا للتغيرات فى سلوك الكلاب، لكن ماذا كانوا يستشعرون؟ واشتبهت فى أنهم كانوا يسمعون النشاط الزلزالى عالى النبرة تحت الأرض لطحن الصخور واحتكاكها معًا والذى يحدث قبل وقوع الزلزال، كان أربعة عشر من الكلاب فى دراسته يعانون من ضعف السمع، وجميعهم باستثناء واحد منهم لم يظهروا النشاط المتزايد والقلق لدى الكلاب الأخرى، ربما لم يتمكنوا من اكتشاف ما يزعج زملائهم الأنياب، ومن المثير للاهتمام أن الكلب الوحيد الذى يعانى من ضعف السمع والذى استجاب للقلق عاش مع كلب يمكنه السمع، لذلك ربما كان يتفاعل مع التغيير فى سلوك زميل المنزل.

كما نظر كورين إلى شكل الأذن لأن سدائل الأذن، مثل تلك التى تظهر فى الكلاب ذات الأذن المرنة، تمنع الأصوات الواردة جزئيًا، لقد قسم الكلاب فى دراسته إلى الكلاب ذات الأذنين الوخزية والكلاب ذات الأذنين المرنة، وأظهرت الكلاب ذات الآذان الوخزية زيادة أكبر فى النشاط والقلق فى اليوم السابق للزلزال مقارنة بأولئك ذوى الآذان المرنة، ربما لأنهم كانوا قادرين على سماع المزيد من النشاط الزلزالي.

وتم أيضًا تجميع الكلاب فى دراسة وفقًا لحجم رؤوسها، ويمكن للثدييات ذات الرؤوس الأصغر سماع ترددات أعلى بشكل أفضل من الثدييات ذات الرؤوس الأكبر، لذلك يجب أن تشعر تلك الكلاب ذات الرؤوس الأصغر بأصوات تنبؤية بالزلزال بشكل أكبر، وفى الواقع، فإن الكلاب ذات أحجام الرأس الأصغر تميل إلى إظهار زيادة أكبر بكثير فى مستويات النشاط والقلق قبل الزلزال، مقارنة بالكلاب ذات أحجام الرأس الأكبر، يوفر هذا دليلًا محتملًا آخر على أن الأصوات الزلزالية عالية التردد هى التى تنبه الكلاب إلى زلزال قادم.

ويشير البحث إلى أحد السلائف المحتملة التى يمكن للكلاب أن تلاحظها، لكن مع حواسهم المذهلة، قد يكون هناك عوامل أخرى أو حتى مجموعة من العوامل، وعلى الرغم من أننا لا نعرف بالضبط ما الذى يمكن أن يؤدى إلى التحولات السلوكية قبل حدوث الزلزال، إلا أن البيانات تتراكم بحيث تتفاعل الحيوانات مثل الكلاب حتى قبل أجهزة القياس الأكثر تطورًا لدينا، ربما فى المستقبل، يمكن للكلاب أن تقدم خدمة أخرى للإنسانية وتساعد فى تحذيرنا من الكوارث المحتملة أيضًا.