وزراء خارجية "الناتو" يبدأون اجتماعهم بأنطاليا لبحث زيادة الإنفاق الدفاعي قبل قمة لاهاي

بدأ وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اجتماعهم، في مدينة أنطاليا التركية اليوم /الأربعاء/، لبحث التوصل إلى اتفاق بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي للحلف، وذلك في إطار الاستعدادات لقمة الناتو المرتقبة في لاهاي خلال شهر يونيو المقبل.

ويعقد هذا الاجتماع غير الرسمي الذي يستمر يومين في منتجع أنطاليا المطل على البحر المتوسط، بحضور وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف، لمناقشة هدف رئيسي يتمثل في تحديد نسب الإنفاق الدفاعي المستقبلية للدول الأعضاء، وذلك في ظل ضغوط متزايدة من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يصر على ضرورة التزام الدول بإنفاق 5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع – وهو مستوى لم تبلغه حتى الآن أي دولة عضو في الحلف، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها.

وكان الأمين العام الجديد للناتو، مارك روته، قد تقدم في وقت سابق من الشهر الجاري باقتراح يهدف إلى تجنب خلافات حادة داخل الحلف، ويقضي بأن تلتزم الدول الأعضاء بإنفاق 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع المباشر بحلول عام 2032، إضافة إلى 1.5% أخرى تُخصص لنفقات أمنية أوسع نطاقًا، تشمل مجالات مثل البنية التحتية، والدفاع السيبراني، ومراقبة الحدود، وحتى دعم أوكرانيا.

وفي تصريحات للصحفيين في أنطاليا، قال الأمين العام للناتو: "هناك نافذة من الفرص هذا الأسبوع، وربما خلال الأسبوعين المقبلين، لتحريك ملف أوكرانيا إلى وضع أفضل، بقيادة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وبدعم قوي من الإدارة الأمريكية، وتركيا تلعب دورًا محوريًا في هذا المسار".
ومن المرتقب أن تشهد إسطنبول، بالتزامن مع اجتماع أنطاليا، لقاءً محتملاً بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما يضيف بُعدًا دبلوماسيًا مهمًا لهذا الحراك الإقليمي.

وتطرق روته إلى ملف بيع مقاتلات "يوروفايتر تايفون" إلى تركيا، وهي قضية حساسة داخل أوروبا، قائلاً: "أشجع على عدم فرض قيود من قبل أي حليف على مبيعات الأسلحة لحليف آخر. لا ينبغي أن يحدث ذلك داخل التحالف". يُذكر أن الطائرة تصنّعها شركات من ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، في إطار كونسورتيوم يضم "إيرباص"، و"بي إيه إي سيستمز"، و"ليوناردو".
وتجري تركيا مفاوضات للحصول على ما يصل إلى 40 طائرة من هذا الطراز لتعزيز أسطولها الجوي، وقد واجهت معارضة أولية من ألمانيا قبل أن تتراجع الأخيرة وتفتح المجال للموافقة على الصفقة قبل أشهر قليلة.