اختبار لقاح الجدرى المبكر عام 1796.. قصة عمرها 129 عاما

منذ نحو 129 عاما قدم دار إدوارد جينر، الطبيب الريفى الإنجليزى من جلوسترشاير، ما سيعرف لاحقًا بأول لقاح فى العالم كعلاج وقائى ضد الجدرى، وهو مرض قتل الملايين من الناس على مر القرون.
بينما كان طالبًا فى كلية الطب، اطلع جينر على ملاحظات عمال المزارع والأطباء الريفيين الإنجليز، والتى تفيد بأن المصابين بمرض جدرى البقر، الذى يسبب ظهور بثور على ضروع الأبقار، وعلى عكس الجدرى، الذى يسبب طفحًا جلديًا حادًا وحمى خطيرة لدى البشر، لم يسبب جدرى البقر سوى أعراض مرضية قليلة لدى هؤلاء النساء، وفقا لما ذكره موقع هيستورى.
وفى يوم 14 مايو 1796، أخذ جينر سائلاً من بثرة جدري البقر لدى إحدى حلّابات الأبقار، وخدش بها جلد جيمس فيبس، وهو صبي في الثامنة من عمره، ظهرت بثرة واحدة في مكانها، لكن جيمس سرعان ما تعافى، في 1 يوليو، طعم جينر الصبي مرة أخرى، هذه المرة بمادة الجدري، ولم يُصب بأي مرض، في منشور نُشر بعد ثلاث سنوات، استخدم جينر لأول مرة مصطلح "لقاح" للعلاج، وهو مشتق من الكلمة اللاتينية التي تعني "بقرة".
وسرعان ما تبنى الأطباء في جميع أنحاء أوروبا تقنية جينر المبتكرة، مما أدى إلى انخفاض حاد في عدد المصابين الجدد بهذا المرض الفتاك.
في القرنين التاسع عشر والعشرين، طور العلماء، باتباع نموذج جينر، لقاحات جديدة لمكافحة العديد من الأمراض الفتاكة، بما في ذلك شلل الأطفال، والسعال الديكي، والحصبة، والكزاز، والحمى الصفراء، والتيفوس، والتهاب الكبد الوبائي ب، وغيرها الكثير.
كما طُورت لقاحات أكثر تطورًا ضد الجدري، وبحلول عام 1970، نجحت برامج التطعيم الدولية، كتلك التي نفذتها منظمة الصحة العالمية، في القضاء على الجدري في جميع أنحاء العالم.
Trending Plus