"الخطيئة الأصلية" كتاب يكشف خفايا التستر على تدهور صحة بايدن وترشحه رغم تراجع قدرته على الحكم.. صحفيان يكشفان: فريق الرئيس السابق أبعدوه عن أعضاء حكومته لأشهر.. وديمقراطيون مؤيدين لجو يعترفون بخطأ دعم ترشحه

أثار كتاب أمريكى جديد، متوقع صدوره الأسبوع القادم، حالة من الجدل والصدمة فى الأوساط السياسية الأمريكية بسبب ما جاء فيه حول تراجع صحة بايدن، وإدراك فريقه لهذا التدهور ومحاولته التستر عليه وإخفائه، وجعل الرئيس يترشح من أجل إعادة انتخابه.
الكتاب الذى يحمل عنوان "الخطيئة الأصلية: تراجع الرئيس بايدن، والتستر عليه وخياره الكارثى للترشح مجددا"، ألفه كلا من جايك تابر من شبكة "سى أن إن"، وأليكس تومبسون الصحفى بأكسيوس.
وجاء فيه مساعدى الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن ناقشوا إمكانية استخدامه لكرسى متحرك لو تم إعادة انتخابه رئيسًا، وذلك قبل انسحابه من السباق الرئاسى أمام دونالد ترامب ترامب العام الماضى.
وقال المؤلفان، إن تدهور صحة بايدن الجسدية، الذى تجلى بشكل واضح فى مشيته المتعثرة، قد بلغ حدًا من الشدة أثار معه مناقشات داخلية دارت حول وضع الرئيس على كرسى متحرك، لكنهم "لن يتمكنوا من ذلك إلا بعد الانتخابات". واعتقد المساعدون أنه من غير المقبول سياسيًا أن يستخدم بايدن كرسيًا متحركًا خلال حملة إعادة انتخابه.
وأضاف المؤلفان أنه نظرا لعمر بايدن المتقدم، فإن طبيبه كيفين أوكونور قال سرًا أيضا أنه لو تعرض لسقوط آخر، فإن الكرسى المتحرك قد يكون ضرورى من أجل التعافى الذى قد يكون صعبًا.
كما ذكر المؤلفان أن فريق بايدن قام باستبعاد أعضاء رئيسيين من حكومته خلال النصف الثانى من ولايته فى البيت الأبيض. وخلال لقاء لتابر، أحد المؤلفين، مع شبكة سى أن إن قال، استنادًا إلى محادثات مع ثلاثة وزراء فى حكومة بايدت لم يكشف عن أسمائهم، أنهم أخبروه أن الدائرة المقربة لبايدن حجبت الرئيس عنهم فى عامى 2023 و2024".
ووفقا لما جاء فى الكتاب، فلم يعد وزراء الحكومة يُطلعون الرئيس مباشرةً على المعلومات بشكل منتظم. بل كانوا يُطلعون كبار مساعدى البيت الأبيض، الذين كانوا يتحدثون بعد ذلك إلى بايدن".
وينقل الكتاب عن أحد وزراء الحكومة قوله أنه عندما اجتمعوا مع مجلس الوزراء بأكمله، بدا الرئيس "مشوشًا" و"منعزلًا".
وقال أحد وزراء الحكومة للمؤلفين فى الكتاب: "انخفضت إمكانية الوصول إلى بايدن بشكل كبير فى عام 2024، عامه الأخير فى الحكم، ولم أتفاعل معه كثيرًا".
وأشار وزير آخر إلى أن اعتقاده بوجود استراتيجية متعمدة لإبعاد الرئيس. فعى مدار أشهرن لم يستطيعوا الوصول إلى الرئيس، وكانت هناك استراتلاجية متعمدة بشكل واضح من قبل البيت الأبيض لجعله يلتقى بعدد قليل من الأشخاص عند الضرورة.
فى العام الأخير من رئاسة جو بايدن، افتقر بعض أعضاء حكومته إلى الثقة فى إمكانية الاعتماد على الرئيس فى مواجهة أزمة فى منتصف الليل،
ويستند الكتاب إلى أكثر من 200 مقابلة، معظمها مع مُطلعين ديمقراطيين، وجرت جميعها تقريبًا بعد انتخابات 2024.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست أن يتزايد عدد الديمقراطيين الذين يُشككون علنًا فى تعامل حزبهم مع الانتخابات الأخيرة، وأقروا بأن تأخر انسحاب الرئيس جو بايدن كان مُضرًا، واعترفوا فى بعض الأحيان بأنهم تسرعوا فى تجاهل الأسئلة المتعلقة بعمره وصحته العقلية.
وذكرت الصحيفة أن الأسئلة المُتجددة، إلى جانب تعليقات بايدن العلنية ردًا على تلك الادعاءات، تُثير القشعريرة فى الحزب الديمقراطى الذى لا يزال مُصابًا بصدمة خسارة نوفمبر أمام دونالد ترامب.
وأقر النائب رو خانا الديمقراطى عن ولاية كاليفورنيا، وهو مؤيد صريح لبايدن قبل أن يُنهى حملته لإعادة انتخابه الصيف الماضى، فى بيان لصحيفة واشنطن بوست يوم الأربعاء بأنه أخطأ فى دعم إعادة انتخاب الرئيس السابق.
وقال خانا: "فى تفاعلاتى القليلة فى الفعاليات العامة، وجدته متماسكًا وفخورًا بسجله، لكن من الواضح الآن بشكل مؤلم أنه ما كان ينبغى أن يترشح". وأضاف: "كان ينبغى أن تكون الانتخابات التمهيدية مفتوحة. يجب أن نعترف بهذه الحقيقة لاستعادة ثقة الشعب الأمريكي".
وقال حاكم ولاية كنتاكى، آندى بشير، وهو مرشح رئاسى ديمقراطى محتمل فى عام 2028، فى مقابلة يوم الأربعاء أنه كان من شأنه أن يُفيد الحزب لو أن بايدن أنهى حملته لإعادة انتخابه قبل يوليو. وأضاف بشير: "بالنظر إلى الماضى، لو كان الرئيس سينسحب، فإن الانسحاب المبكر كان سيمنح أى مرشح مزيدًا من الوقت".
Trending Plus