ظباء محمية الشمس.. قصيدة عبد المنعم شريف بملتقى بيت الشعر العربى

يستعد بيت الشعر العربى، بإدارة الشاعر سامح محجوب، على مدار يومى 17 و18 مايو لتقديم (ملتقى بيت الشعر العربى الأول.. للنص الجديد)، ويدعو فيه 50 شاعرًا، تحت سن الأربعين من جميع ربوع مصر، وذلك للمشاركة فى الملتقى، ويقوم "اليوم السابع" بنشر قصائد الشعراء تباعًا.
ظِبَاءُ مَحْميَّةِ الشَّمْسِ.. عبد المنعم شريف
..
لغريزة الصيد جذور عميقة في جينات الجنس البشري، وهي تشترك مع غريزة القتل في كثير من الصفات، فالوحشية البشرية عضو بدائي بداخلنا يصعب استئصاله، خاصة عندما يصبح الصيد، جزءًا من اللهو.
"وليم جيمس"
..
أحْتَمي في مجازِ ظباءٍ مشردةٍ في المراحِلِ
أحسو ظلالهُمُ في مَغيبٍ غريبٍ
وأفتحُ أزمنةً فيهمُ للتسلسلِ أو للعبثْ!
ثم أحميهمُ من رصاصِ البنادقِ
حتى إذا ضلَّ عني قطيعٌ وماتَ،
أصوِّبُ فوهةَ البندقيةِ نحو دماغي
لأقتلَني وأعدَّ الجثثْ.!
إنني للظباءِ الشريدةِ مأوى،
ولكنَّني ربما أتَسَوَّلُ نورَ زَمَاني،
فالفتاةُ التي واعدتنيَ بالحبِّ قد زوِّجَتْ
وأحبَّتْ معانقةً في الصباح الذي
كنتُ فيه أحاولُ جمعَ الظباءِ لمحميَّةِ الشَّمسِ
عانقها آخرٌ في الصباحِ
ولم أنتبهْ ..
أنَّ ظبيًا يحاورني عن نماء الحقولِ
وطِيْبِ الميَاهِ،
وفيضِ الهوَاءِ الرطيبِ،
ولكنَّ وحشًا يحاصرُنا
ثم يسلب أرواحَنا هدرًا وهباءً
فأخبرتُهُ عن وحُوشِ الحياةِ وأعدائها
ووهبتُ لهُ زمنًا من زجاجٍ ،
وعشبًا شهيًّا ووقتًا سلسْ .
مثلُ أغنيةٍ لمْ تُغَنَّ ولم تُخْتَلَسْ
عدتُ محتميًا من وحوشٍ تصيحُ بذاكرتي
من ركودِ المياهِ بجوفِ النَّهَرْ
من مياهٍ أطاحتْ بعهدِ الحجَرْ
ولم تَنْبَجِسْ
من فظاعةِ صورتِها في المياه
وهْيَ تعانقُهُ وتسلِّي لياليهِ
من كلِّ شيءٍ كئيبٍ هربتُ
ومن وحشةٍ وسوادٍ بأعماق من قتلوني
ولم أحترسْ.
من غرابتِهم حينَ قالوا
رأيناه يلهو مع الظبي في ظل أغنيةٍ تتلاعبُ بالشمسِ
إنَّه الآنَ ممتلئٌ بالمكانِ، ومُتَّشِح بالرؤى والشجرْ
صار يدركُ معنى الوصولِ إلى النبعِ
متَقِدًا بالمجازِ، ومُمتلئًا بالخَرَسْ
كلما ضاقت الأرض في خاطري البدويِّ الضَّجِرْ
صرت ماءً أقامت مواثيقَها والحَجَرْ
وها هي فوارةً تنبجسْ!
كان ظبيا عنيدًا شهيَّ المُقَلْ..
كان ظبيًا فريدًا ولكن قُتِلْ.!
---

عبد المنعم شريف
عبد المنعم شريف
شاعر مصري، حاصل على ليسانس في اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية من كلية دار العلوم، جامعة القاهرة.
حاز المركز الأول في مسابقة "إبداع 4" عام 2016 على مستوى جامعات مصر، والمركز الأول في مسابقة الشؤون المعنوية عام 2017 على مستوى الجمهورية.
نُشرت له قصائد في عدد من الصحف الورقية والإلكترونية. يعمل في مجال التدقيق اللغوي، وله ديوانان شعريان قيد الطبع: هدنة الروح وشارع تائه في المدينة.
Trending Plus