علماء صينيون يطورون تكنولوجيا مبتكرة تعرف بـ"وشم الجليد" للكائنات الحية

أعلنت جامعة البحيرة الغربية في مقاطعة تشجيانج في شرقي الصين نجاح باحثين صينيين في استخدام تكنولوجيا النحت الثلجي؛ لإنشاء أنماط نانوية دقيقة على كائنات حية للمرة الأولى.

وذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" اليوم الخميس أن هذه "الوشوم" المجهرية تظهر دقة فائقة وتوافقا حيويا ممتازا، ما يفتح آفاقا جديدة لتطوير أجهزة نانوية طبية وروبوتات دقيقة، وتم نشر نتائج البحث في مجلة "رسائل النانو".

وقال يانج تشي رونج مؤلف الورقة البحثية الرئيسي: "تستبدل هذه الطريقة المبتكرة المواد التقليدية الحساسة للضوء بالثلج حيث يقوم شعاع الإلكترون بنقش الأنماط مباشرة في طبقة الثلج، متجنبا التلوث الناتج عن إزالة المواد الحساسة للضوء، ما يجعل التطبيقات البيولوجية ممكنة" مضيفا أن الثلج يمكن أن يكون ماء مجمدا أو مركبات عضوية مجمدة.

واختار الباحثون حيوانات "تاردجراد" وهي كائنات صغيرة يقل طولها عن 1 ملليمتر معروفة باسم "دببة الماء" نظرا لمتانتها الشديدة. ويمكن لهذه الكائنات البقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية بما في ذلك درجات الحرارة القصوى والجفاف والإشعاع والبيئات السامة.

وفي تجربة، وضع الباحثون أولا التاردجراد في حالة كريبتوبيوتيكية، حيث توقفت عمليات الأيض تقريبا، ثم قاموا بتغطيتها بطبقة عضوية نانوية خاصة من الثلج، وبعد تعرضها لشعاع الإلكترون، شكل الثلج أنماطا مستقرة وصلبة على التاردغراد عند درجة حرارة الغرفة.

وأظهرت الاختبارات اللاحقة أن هذه "الوشوم" ظلت سليمة حتى عند شدها أو غمرها في مذيبات أو تجفيفها.

وقال يانج: "يمكن أن يحقق هذا الابتكار تقدما في أجهزة الاستشعار الميكروبية والأجهزة المستوحاة من الحياة والروبوتات الدقيقة، وفي المستقبل، يمكننا تطبيق تكنولوجيا النحت الثلجي على البكتيريا والفيروسات، ما يجمع بين الأنظمة الحية والميكانيكية لتعزيز الأداء".