هل سمعت من قبل عن قانون "الإيواء" عام 1765؟

فى 15 مايو 1765 أقر البرلمان البريطانى قانون "الإيواء"، الذى يحدد المواقع والظروف التى يجد فيها الجنود البريطانيون الغرفة والطعام فى المستعمرات الأمريكية.
ألزم قانون الإيواء، المستعمرات بإيواء الجنود البريطانيين فى ثكنات تُوفرها المستعمرات، إذا كانت الثكنات أصغر من أن تستوعب جميع الجنود، فعلى المناطق إيواء الجنود فى نُزُل محلية، وإسطبلات لتأجير الخيول، ومحلات لبيع الجعة، ومحلات تموين، ومنازل بائعي النبيذ.
وجاء في القانون: "إذا بقي جنود بلا مأوى بعد ملء جميع هذه الحانات، فعلى المستعمرات أن تستأجر وتجهز لاستقبال قوات جلالته، ما يلزم من منازل غير مأهولة، ومراحيض، وحظائر، أو مبانٍ أخرى".
كما يتضح من نص القانون، فإن الصورة الشائعة للجنود البريطانيين وهم يطردون المستعمرين من غرف نومهم ليستقروا بأنفسهم لم تكن مقصد القانون، ولا هي الممارسة، ومع ذلك لم يعجب مجلس نيويورك الاستعماري تكليفه بتوفير مأوى للقوات البريطانية، بل فضل أن يطلب منه ذلك ثم يُعطي موافقته، إذا كان سيُبقي جنودًا بينهم أصلًا، ولذلك رفض الامتثال للقانون، وفي عام 1767، أقر البرلمان قانون نيويورك التقييدي، منع هذا القانون الحاكم الملكي لنيويورك من توقيع أي تشريع آخر حتى يمتثل المجلس لقانون الإيواء.
في نيويورك نجح الحاكم في إقناع البرلمان بأن المجلس قد امتثل في ماساتشوستس، حيث كانت الثكنات موجودة بالفعل على جزيرة، ولم يكن لدى الجنود أي أمل في حفظ السلام منها في مدينة أغضبتها قوانين تاونسند للإيرادات، امتثل الضباط البريطانيون لأوامر قانون الإيواء بإسكان جنودهم في المباني العامة، وليس في المنازل الخاصة.
وبسبب هذه القيود، لم يكن أمامهم خيار سوى نصب الخيام في "بوسطن كومِن" (Boston Common). وسرعان ما تورط الجنود، الذين كانوا يعيشون بالقرب من الوطنيين الغاضبين، في مشاجرات في الشوارع، بلغت ذروتها في "مذبحة بوسطن" عام 1770، لم يقتل في هذه الحادثة خمسة فقط من مثيري الشغب الاستعماريين الذين كانوا يرشقون الحجارة، بل قتلت أيضًا أي ثقة متبقية بين سكان بوسطن والجنود البريطانيين المقيمين فيها.
لم يلتئم هذا الصدع أبدًا في مدينة نيو إنجلاند الساحلية، وظل الجنود البريطانيون في بوسطن حتى تم طردهم منها على يد جورج واشنطن والجيش القاري في عام 1776.
Trending Plus