وزير الثقافة الفلسطينى لـ"اليوم السابع" بالذكرى الـ77 للنكبة: النكبة لم تكن حدثا عابرا فى التاريخ فهى جريمة استعمارية مستمرة بدأت بالاقتلاع والتهجير.. والاحتلال يشن حربا شاملة على الوعى والذاكرة.. ونقدر دور مصر

- نقدر دور مصر فى دعمهم المستمر للقضية الفلسطينية وتصديهم لمحاولات إنهاء تفويض الأونروا

- ما يجرى اليوم فى غزة هو امتداد للنكبة المستمرة منذ عام 1948

أكد عماد حمدان، وزير الثقافة الفلسطينى، أن الشعب الفلسطينى يواصل مقاومته لمخططات التهجير القسرى، ويتمسك بجذوره الوطنية رغم ما يتعرض له من عدوان همجى، مشددًا على أن الثقافة الفلسطينية باتت هدفًا مباشرًا فى حرب الاحتلال على غزة.

وبمناسبة ذكرى النكبة 77 كشف وزير الثقافة الفلسطينى فى تصريحات خاصة لليوم السابع العدوان الإسرائيلى الأخير لم يكتفِ بتدمير المبانى والبنية التحتية، بل طال عن عمد كافة المنشآت الثقافية من مراكز ومعارض ومكتبات، فى محاولة ممنهجة لطمس الذاكرة الفلسطينية ومحو ملامح الهوية الوطنية.

ولفت أنه فى الذكرى السابعة والسبعين لنكبة شعبنا الفلسطينى، نؤكد أن النكبة لم تكن حدثًا عابرًا فى التاريخ، هى جريمة استعمارية مستمرة، بدأت بالاقتلاع والتهجير، ولا تزال تتجدد فى وجوه القتل والحصار والتجويع، وفى محاولات طمس السردية الفلسطينية، وتزييف الوعى، ومحو الرموز السياسية والإنسانية لقضيتنا، وفى مقدمتها قضية اللاجئين وحق العودة.

وشدد الوزير على أهمية إحياء الذكرى الـ77 للنكبة، والتى تمر هذا العام فى ظل عدوان غير مسبوق على قطاع غزة، مؤكدًا أن ما يجرى اليوم هو امتداد للنكبة المستمرة منذ عام 1948، حيث يُجدد الاحتلال سياساته القائمة على التطهير العرقى وسلب الأرض والهوية.

وأضاف أن إحياء ذكرى النكبة ليس مجرد استذكار تاريخى، بل هو تأكيد على حق العودة، وعلى استمرار النضال الفلسطينى بكافة أشكاله، الثقافية والسياسية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطينى رغم الجراح يواصل حمل روايته وتوريثها للأجيال، كدرع ضد النسيان وكسلاح فى وجه محاولات التزوير والطمس.

وأكد حمدان أن الاحتلال لا يستهدف فقط الأرض والإنسان، بل يشن حربًا شاملة على الوعى والذاكرة، عبر تدمير المؤسسات الثقافية، ومصادرة الأرشيفات، وتشويه الرواية الفلسطينية. وقال: "نحن نواجه عدوانًا مزدوجًا؛ أحدهما عسكرى، والآخر ثقافى – وكلاهما يسعى إلى اجتثاثنا من التاريخ والجغرافيا".

وأشار إلى أن استهداف البنية الثقافية فى غزة هو محاولة لضرب الروح المعنوية للشعب الفلسطينى، وقطع الصلة بين الأجيال وبين تراثهم وتاريخهم، لكن هذه المحاولات لن تنجح، لأن الثقافة الفلسطينية – كما قال – "ليست مجرد مبانٍ، بل وعى وهوية حيّة تنتقل من جيل إلى جيل، بالقصيدة، بالصورة، بالحكاية، وبالذاكرة الجماعية التى لم ولن تُمحى".

وتابع أنه وفى هذه اللحظة الفارقة من تاريخنا، تجدد وزارة الثقافة الفلسطينية، التزامها بأن تبقى الثقافة فى مقدمة جبهات النضال الوطنى، بوصفها حارسةً للهوية، وذاكرةً حية للشعب، ووسيلة من وسائل المقاومة فى وجه محاولات الإلغاء والتشويه.

وثمن الوزير مواقف الأشقاء العرب، وفى مقدمتهم جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، فى دعمهم المستمر للقضية الفلسطينية، وتصديهم لمحاولات إنهاء تفويض الأونروا، وتأكيدهم على أن حق اللاجئين لا يسقط بالتقادم، وأن النكبة مسؤولية تاريخية وأخلاقية على المجتمع الدولي.