29 مايو.. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بعيد الصعود المجيد أحد الأعياد السيدية الكبرى.. فرح القيامة يتواصل فى "الخماسين المقدسة".. تمجيد للمسيح وإعلان للرجاء فى المجئ الثانى.. وهذا موعد بدء صوم الرسل

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر وبلاد المهجر بعيد الصعود المجيد، والذي يُوافق هذا العام الخميس 29 مايو 2025، في أجواء روحانية يغلب عليها الطابع الفرايحي الذي يميز فترة الخماسين المقدسة، الممتدة بين عيد القيامة المجيد وعيد العنصرة.
وتأتي هذه المناسبة في قلب فترة "الخماسين المقدسة"، التي تبدأ من عيد القيامة المجيد وتمتد حتى عيد العنصرة، وتمثل خمسين يومًا من الفرح المتواصل في الطقس الكنسي، حيث تُرفع فيها الصلوات بالألحان الفرايحي، وتُعطل فيها الأصوام، احتفالًا بقيامة المسيح.
ويحمل عيد الصعود، أحد الأعياد السيدية الكبرى، في طياته معانٍ روحية عميقة، إذ تعتبره الكنيسة تمجيدًا إلهيًا للمسيح، وخطوة ضرورية تمهد لحلول الروح القدس على التلاميذ في عيد العنصرة، كما تشير النصوص الكنسية إلى أن "اختفاء السيد المسيح سابق للحلول"، في إشارة إلى تحول حضوره من خارجي إلى داخلي بفعل الروح القدس.
وفي قداسات العيد بمختلف الكنائس، تُرفع صلوات الساعة الثالثة والسادسة، وتليها تقديم الحمل وقراءة فصول الإنجيل الخاصة بالمناسبة، مع ترديد مرد خاص بكتاب "الإبركسيس" يستمر حتى عيد العنصرة، تأكيدًا على العلاقة بين الصعود وحلول الروح القدس.
وترى الكنيسة أن هذا العيد يرتبط ارتباطًا مباشرًا بإرسالية الكنيسة للعالم، حيث يوصي السيد المسيح تلاميذه قبيل صعوده: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم.."، وهي الوصية التي تُعد نواة رسالة الكنيسة المستمرة عبر العصور في التبشير والكرازة.
ويُعتبر عيد الصعود أيضًا إعلانًا لرجاء المسيحيين بمجيء المسيح الثاني، استنادًا إلى ما جاء في سفر أعمال الرسل: "إن يسوع هذا... سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقًا إلى السماء"، ولهذا تُعلن الكنيسة في قانون إيمانها: "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي".
وخلال فترة "الخماسين المقدسة"، تُقام "دورة القيامة" في الكنائس يوميًا تعبيرًا عن ظهورات المسيح بعد قيامته، وتنتهي بدورة احتفالية أخيرة في عيد العنصرة. وبعد عيد الصعود، تُقام الدورة داخل الهيكل فقط، باعتباره رمزًا للسماء، وفق تعليمات المجمع المقدس الصادرة في أبريل 2001.
وتُقسّم الكنيسة آحاد هذه الفترة إلى سبعة آحاد، لكل منها طابع روحي، بدءًا من "أحد توما" وانتهاءً بـ"أحد العنصرة"، حيث يُتأمل في مراحل مختلفة من ظهورات المسيح ورسائله لتلاميذه، ما يعكس عمق البعد الروحي والطقسي للفترة.
ويُعد عيد الصعود في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ليس مجرد تذكار تاريخي، بل هو احتفال مستمر بمجد المسيح وصعوده الذي "رفع به طبيعتنا البشرية إلى السماء"، كما تجدد الكنيسة، وعد المسيح بأن يكون معهم "إلى انقضاء الدهر".
وبعد انتهاء فترة الخماسين المقدسة، تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، صوم الرسل، إذ يعد أحد أقدم الأصوام، وتبدأ الكنيسة الصوم اعتبارًا من يوم الاثنين 9 يونيو 2025، ويأتي هذا الصوم كتجسيد لروح الخدمة العملية في الكنيسة.
ورغم أن الآباء الرسل صاموا فترة ثابتة، إلا أن الكنيسة لم تثبت مدة الصوم بسبب تغير موعد عيد القيامة كل عام. فبداية صوم الرسل تعتمد على انتهاء الخماسين المقدسة التي تعقب القيامة، بينما تظل نهايته ثابتة بعيد استشهاد الرسولين بطرس وبولس.
جدير بالذكر أن صوم الرسل يُصنف ضمن أصوام الدرجة الثانية في الكنيسة، مثل صوم الميلاد وصوم العذراء، حيث يُسمح خلاله بتناول الأسماك والمأكولات البحرية، ما عدا يومي الأربعاء والجمعة، أما أصوام الدرجة الأولى، مثل الصوم الكبير وأيام الأربعاء والجمعة، فتتميز بانقطاع أشد وتناول مأكولات نباتية فقط.
Trending Plus