أنجلينا إيخهورست: الاتحاد الأوروبى يناقش رفع العقوبات عن سوريا.. ومصر تلعب دورًا محوريًا فى الحفاظ على استقرار الإقليم ..وتشارك القاهرة بفعالية فى التحضيرات لمؤتمر السلام بنيويورك من أجل غزة

علاقات تجاوزت مستوى الشراكة التقليدية بين مصر والاتحاد الأوروبى، وتحولت إلى شراكة استراتيجية بعد الاتفاق بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس عبد الفتاح السيسي، لتعزيز التعاون في مجالات متعددة تشمل التجارة، الاقتصاد، البيئة، تنمية الموارد البشرية، والسلام والأمن.
وهو ما أكدته أنجلينا إيخهورست، رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى مصر، فى تصريحات صحفية، بختام زيارتها مدينة الإسكندرية، مشيرة إلى أن العلاقات بين الجانبين شهدت نموا ملحوظا، وأن مصر تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، معبرة عن تقدير الاتحاد للدور الذي تلعبه القاهرة فيما يخص ملف غزة، حيث تتولى جهودًا مكثفة لتحقيق وقف إطلاق نار دائم ودعم الأفق السياسي للقضية الفلسطينية.
وأشارت إلى أن مصر تشارك بشكل فعال في التحضيرات لمؤتمر السلام المزمع انعقاده في يونيو المقبل بمدينة نيويورك، والمكرس لتنفيذ حل الدولتين، بمشاركة الاتحاد الأوروبي وفرنسا والسعودية.
و لفتت إيخهورست إلى استمرار التواصل مع كبار المسؤولين بين الاتحاد ومصر من خلال زيارات متبادلة، مؤكدة أن ثقل مصر الإقليمي يضعها في مركز الاهتمام المستمر، كما استعرضت أن جدول أعمال مجلس الشؤون الخارجية المقبل في بروكسل الذى سيتناول ثلاثة ملفات أساسية هي: أوكرانيا، سوريا، وقطاع غزة، لافتة إلى أن الاتحاد بدأ بالفعل في تخفيف جزئي للعقوبات المفروضة على سوريا بشكل قابل "للعكس"، وأنه تجري حالياً مراجعة لتقييم أثر رفع العقوبات بالكامل.
و أعلنت إيخهورست أن المنتدى الإنساني الأوروبي سينعقد الأسبوع المقبل لمناقشة آليات إيصال المساعدات الضرورية إلى قطاع غزة، وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، حيث لا تزال المشاورات جارية لاتخاذ القرارات النهائية.
ومن جانب آخر، أشارت إيخهورست إلى أن الاتحاد الأوروبي يراعي أولويات الحكومة المصرية، لا سيما في مجالات المياه والطاقة، حيث تركز الجهود على معالجة مياه الصرف الصحي، إلى جانب دعم قطاعات الطاقة التقليدية والمتجددة، مع تقييمات دورية لتأثير التغير المناخي على مدن الساحل المصري، والتعاون مع مؤسسات أوروبية مثل البنك الأوروبي للاستثمار والوكالة الفرنسية للتنمية في مشاريع البنية التحتية، كمترو الإسكندرية، ومركز التحكم في الكهرباء، ودراسات ارتفاع مستوى سطح البحر، لحماية الساحل والمرافق الحيوية.
وعلّقت إيخهورست على النقاشات الدولية حول التعريفات الجمركية، مشيرة إلى أن وتيرتها قد هدأت عالميًا، لكن هذا لا يعني انتهاءها، مضيفة : إن استبدال الصادرات الأمريكية بالصادرات المصرية، إلى أوروبا، محل نقاش على مستويات متعددة، وأن الاتحاد الأوروبي منفتح دائمًا على دعم الصادرات المصرية إلى السوق الأوروبية، والتي شهدت ارتفاعًا مؤخرًا وفقًا للمعايير والاتفاقيات المبرمة.
وأشارت إلى مناقشات موسعة تجرى حاليًا لدعم الصناعات التحويلية والقطاعات الانتقالية، بما يشمل تبني حلول التحول الأخضر، والتقنيات الحديثة في مجالات المياه والطاقة، مع إيمان الاتحاد الأوروبي بقدرة مصر على توسيع وتطوير قاعدة صناعاتها، خاصة مع الدور المهم الذي يلعبه القطاع الخاص، وانخراطه في مشاريع مبتكرة وملتزمة بمعايير عالية.
وفي إطار المساعي لتعزيز المهارات، يشارك الاتحاد الأوروبي بشكل فعال في برامج تدريبية ومهنية بالتعاون مع غرف التجارة، بهدف دعم التنمية الصناعية وتحقيق استدامة فرص العمل، فضلاً عن تحسين حياة المواطنين على المدى الطويل.
وكانت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى مصر، أنجلينا إيخهورست، زارت مدينة الإسكندرية فى الفترة من 13 إلى 16 مايو، و شملت العديد من اللقاءات مع مسؤولين حكوميين وشركاء في برامج الاتحاد الأوروبي التنموية.
وتفقدت مشروعات استثمارية مهمة في مجال معالجة مياه الصرف الصحي في غرب الإسكندرية، بالإضافة إلى مشروع مترو أبو قير، كما شاركت فعاليات مهرجان أفلام الاتحاد الأوروبي بالإسكندرية، الذي انطلق في 4 مايو ويستمر حتى 5 يوليو، ويعرض 26 فيلمًا من دول الاتحاد الأوروبي.
Trending Plus