بحصيلة تجاوزت الـ3 تريليونات دولار.. الرئيس الأمريكى ينهى جولة الـ4 أيام للخليج.. تعزيز حضور أمريكا بالمنطقة والحفاظ على مصالح واشنطن أبرز الأهداف السياسية للجولة.. ترامب من أبوظبى: غزة تتضور جوعًا

ـ "أبو ظبى" المحطة الأخيرة في جولة ترامب.. رسائل ترامب من الإمارات: الولايات المتحدة كانت غائبة عن الشرق الأوسط لـ 4 سنوات واليوم نصحح هذا المشهد ..آن الأوان لإنهاء الحرب فى أوكرانيا وسألتقى بوتين قريباً
ـ ترامب: سنتعامل مع إيران بطريقة أو بأخرى.. بن زايد: نعتزم استثمار 1.4 تريليون دولار في السوق الأمريكية خلال العشر سنوات القادمة
ـ ترامب يعلن عن "فتح مسار" يتيح للإمارات شراء الرقائق الأمريكية الأكثر تطورا فى الذكاء الاصطناعي
ـ الإمارات وأمريكا تعتزمان استثمار 440 مليار دولار في قطاع الطاقة
يُنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، اليوم الجمعة، جولته للخليج التي امتدت لـ 4 أيام، وشملت المملكة العربية السعودية وقطر ، والإمارات، والتي جاءت في ظل مساعى البيت الأبيض لإعادة صياغة التحالفات وموازين النفوذ، في عالم يتسم بتعقيدات اقتصادية وجيوسياسية متزايدة، تزامنت مع توسع دائرة الحروب والصراعات في المنطقة والعالم.
"أبو ظبى" ..كانت المحطة الأخيرة في جولة ترامب الخليجية ، وأثمرت عن إعلان الإمارات اعتزامها، استثمار حوالى 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر المقبلة، وهو أكده رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال استقباله نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، في قصر الوطن في أبوظبي ، تُضاف إلى 1.2 تريليون دولار أعلنتها قطر كاستثمارات في الولايات المتحدة، و600 مليار دولار أعلنت عنها السعودية ، لتصبح بذلك حصيلة مكاسب الولايات المتحدة خلال جولة ترامب للخليج حوالى 3.2 تريليون دولار.
وشدد بن زايد على قوة الشراكة التي تجمع بين الإمارات والولايات المتحدة من أجل التنمية؛ خاصةً في مجالات الاقتصاد الجديد والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والصناعة.
المحطة الأخيرة
من محطة جولته الأخيرة " أبو ظبى" حرص ترامب على إطلاق عدة رسائل سياسية أبرزها عودة الدور الامريكى في المنطقة و إنهاء المعانة في غزة؛ حيث قال إن كثيرين يتصورون جوعًا في غزة، وإننا نفكر في غزة وسنتولى الاعتناء بالأمر.
أضاف ترامب في حديث ألقاه خلال مشاركته في حوار الأعمال الإماراتي الأمريكي الذى عُقد أمس الجمعة فى قصر الوطن في أبوظبي، لقد كانت الولايات المتحدة غائبة عن الشرق الأوسط لمدة 4 سنوات واليوم نصحح هذا المشهد، إن ما حققناه خلال الزيارة سيساهم في تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.
و أشار إلى أن الولايات المتحدة لديها استثمارات تبلغ 10 تريليونات دولار ونتطلع إلى 13 تريليون دولار، واستطرد قائلا : سنحاول تعزيز الاستثمارات وجعلها أكبر والامارات تقوم اليوم باستثمارات رائعة في مجال الطاقة.
وأضاف: لقد آن الأوان لإنهاء الحرب الأوكرانية الروسية، وسألتقى بوتين في أقرب وقت ممكن.
وعن الملف النووى الإيرانى قال ، سنتعامل مع إيران بطريقة أو بأخرى .
استثمارات تريليونية
كانت الرغبة الأمريكية في استقطاب الأموال الخليجية للسوق الأمريكية العنوان الأبرز لأهداف جولة ترامب الخليجية.
وفى هذا الإطار أعلن الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ومجموعة شركاتها، أن الإمارات وأمريكا تعتزمان استثمار 440 مليار دولار في قطاع الطاقة حتى عام 2035.
تركز التعاون المستقبلي بين أمريكا والإمارات على مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى ، وفى السياق أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، عن اتفاق أبوظبي وواشنطن على فتح مسار يسمح للإمارات بشراء بعض أشباه الموصلات (الرقائق) الأكثر تطورا في مجال الذكاء الاصطناعي من الشركات الأمريكية.
وعلى الصعيد الاقتصادى لزيارة ترامب الخليجية ، تم الإعلان عن اتفاقيات بقيمة مئات المليارات من الدولارات حيث انضم إليه كبار المسؤولين التنفيذيين الأميركيين البارزين الذين وقعوا اتفاقيات لمشاريع في الدفاع والطيران والذكاء الاصطناعي، من بين مشاريع أخرى .
وتعد أبرز تلك الصفقات والمكاسب الاقتصادية التي حققها ترامب خلال جولته كانت في قطر (محطته الثانية ضمن جولته الخليجية)، حيث قال البيت الأبيض إن ترامب وقع الأربعاء اتفاقية للاستثمارات بين البلدين بقيمة تزيد على 243.5 مليار دولار، وحدد خططا لزيادة الاستثمار إلى 1.2 تريليون دولار .
وافقت الخطوط الجوية القطرية على شراء 210 طائرات بوينغ بقيمة 96 مليار دولار، وهو ما يمثل أكبر صفقة ييسرها ترامب منذ وصوله إلى الشرق الأوسط، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز .
وقعت شركة الربان كابيتال القطرية اتفاقية مع شركة الحوسبة Quantinuum لاستثمار مليار دولار في تكنولوجيا الكم وتطوير القوى العاملة في الولايات المتحدة.
كما وقعت الولايات المتحدة عدة اتفاقيات دفاعية مع قطر، بما في ذلك صفقة بقيمة مليار دولار لقطر لشراء تكنولوجيا الدفاع عن الطائرات بدون طيار من شركة رايثيون آر تي إكس، واتفاقية بقيمة 2 مليار دولار لقطر لشراء طائرات بدون طيار من شركة جنرال أتوميكس.
وفي محطته الأولى ضمن جولته الخليجية، في السعودية، قال البيت الأبيض يوم الثلاثاء إن المملكة العربية السعودية وافقت على استثمارات بقيمة 600 مليار دولار. في حين تم توقيع 145 صفقة إضافية بقيمة تزيد عن 300 مليار دولار في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي الذي حضره العديد من المليارديرات الأميركيين وكبار المديرين التنفيذيين في مجال الأعمال.
وقال البيت الأبيض إن الاتفاق الذي وقعه ترامب يتضمن اتفاقا بقيمة 142 مليار دولار للسعودية لشراء معدات وخدمات عسكرية من أكثر من 12 شركة دفاعية أميركية.
تشمل الاستثمارات البالغة 600 مليار دولار 20 مليار دولار من شركة DataVolt السعودية لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة، و80 مليار دولار في التقنيات في كلا البلدين من Google وDataVolt وOracle وSalesforce وAMD وUber.
كما تضمنت الاتفاقية أعمالا بقيمة تزيد عن ملياري دولار من جانب شركات أميركية في مشاريع البنية التحتية السعودية، بما في ذلك مطار الملك سلمان الدولي ومجمع القدية الترفيهي.
تعتزم شركة إنفيديا بيع 18 ألف شريحة ذكاء اصطناعي لشركة هومين الجديدة المدعومة من السعودية والتي انطلقت يوم الاثنين ويرأسها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
أعلنت شركة AMD الأميركية عن مشروع بقيمة 10 مليارات دولار مع المملكة العربية السعودية لتوفير الرقائق والبرمجيات لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي "الممتدة من المملكة العربية السعودية إلى الولايات المتحدة".
أعلنت شركة هومين أيضًا عن صفقات مع Global AI وCisco وAmazon، والتي ستبني "منطقة الذكاء الاصطناعي" في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك البنية التحتية الجديدة للذكاء الاصطناعي والخوادم والشبكات لتسهيل التدريب على الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر كفاءة، حسبما قالت الشركة.
مكاسب سياسية
ومن عالم الاقتصال والمال إلى عالم السياسة ، حيث سعى ترامب إلى تحقيق مكاسب سياسية مم خلالى جولته إلى منطقة الخليج تعزز موقعه داخليًا وخارجيًا؛ أبرزها تعزيز الحضور الأمريكي والدور في المنطقة ، بالمقابل تحتفظ دول المنطقة بعلاقات خارجية متوازنة.
ومن الناحية الجيوسياسية، تؤكد الزيارة التزام واشنطن بحماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، وسط تصاعد النفوذ الصيني والروسي.
كما تمكن ترامب من إعادة ترميم الشراكات التقليدية مع دول الخليج، خاصة في ملفات الطاقة والتعاون الأمني، مما يعزز صورته كقائد قادر على إدارة التوازنات الدولية وتكريس الحضور الأميركي في منطقة حيوية.
ومن أبرز أهداف الزيارة إعادة التموضع في سياق منافسة جيوسياسية متصاعدة مع الصين. وهذه العودة الأمريكية لا تعتمد على إدارة الأزمات كما في العقود السابقة، بل تقوم على مقاربة واقعية قائمة على الاقتصاد والقوة الصلبة. فبدلاً من التحالفات الأمنية التقليدية، تسعى واشنطن إلى ترسيخ شراكات تنموية واستثمارية عميقة مع دول الخليج.
Trending Plus