موقع أجنبى يسأل: هل كان "إيفان الرهيب" رجلا صالحا؟

فى خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط التربوية والحقوقية، أعلنت الحكومة الروسية عن توزيع كتاب مدرسى جديد بعنوان "عائلتى" على طلاب المدارس المتوسطة والثانوية، ابتداءً من سبتمبر 2025.
ويعد هذا الكتاب جزءًا من مقرر "دراسات الأسرة" الذى طرح فى العام الدراسي السابق، ويهدف إلى ترسيخ "القيم الأخلاقية التقليدية" والمساهمة في تحسين الوضع الديموغرافي في البلاد.
تشارك في تأليف الكتاب نينا أوستانينا، رئيسة لجنة مجلس حماية الأسرة، التي أكدت أن الهدف من الكتاب هو بناء تصور أخلاقي راسخ لدى الجيل الجديد، لكن اللافت أن بعض محتوياته مستمدة من مصادر تعود إلى القرن السادس عشر، وتحديدًا من كتاب "دوموستروي"، وهو دليل منزلي أبوي تقليدي ينسب إلى الراهب سيلفستر، المعلم الروحي للقيصر إيفان الرهيب.
ويقدم "دوموستروي" رؤية محافظة متطرفة للعلاقات الأسرية، حيث يعطى للأب حق السيطرة الكاملة على الأسرة، بما في ذلك استخدام القوة لتأديب أفرادها، كما يطالب النساء بالخضوع التام لأزواجهن في جميع الأمور، بما فيها الروحية والشخصية.
قبل شهر واحد فقط من إصدار كتاب "عائلتي"، أنشأت حكومة منطقة فولوغدا وهي منطقة تضم أكثر من مليون نسمة منظمة غير حكومية تحمل اسم "أوبريتشنينا"، تسعى إلى "تعزيز الهوية الروسية" و"تطوير التربية الأخلاقية للشباب، الاسم وحده أثار القلق، إذ تعود تسميته إلى "الأوبريتشنينا" الأصلية، وهي سياسة الرعب التي أطلقها إيفان الرهيب بين عامي 1565 و1572 لتكريس سلطته المطلقة، عبر ميليشيات خاصة ارتكبت مجازر وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين، ارتبطت هذه الفترة بجرائم تعذيب، واغتصاب، وحرق، وسلخ، أدت إلى مقتل آلاف الأبرياء، وأسفرت عن فقدان نحو ثلثي سكان روسيا بحلول نهاية حكمه، وفقا لما ذكره موقع ancient orgnins.
رغم الصورة السوداوية لإيفان في كتب التاريخ، تشهد السنوات الأخيرة محاولات حكومية لإعادة تأهيله، ضمن مشروع أيديولوجي أوسع تتبناه إدارة الرئيس فلاديمير بوتين، يسعى إلى إضفاء طابع مقدس على سلطة الدولة وتعظيم الشخصيات السلطوية في التاريخ الروسي.
ففي عام 2016، رفع أول تمثال رسمي لإيفان في روسيا، أعقبه إنتاج واسع لأفلام ومسلسلات تمجد شخصيته، وصل عددها إلى 12 عملًا بين 2009 و2022، هذا التوجه تدعمه طائفة أصولية تعرف باسم "تساريبوجيه"، مستوحاة من كتاب ديني صدر عام 1944 بعنوان "استبداد الروح" للراهب إيفان سنيشوف، وتدعو هذه الطائفة إلى إقامة ملكية استبدادية تقدس القياصرة الروس، وفي مقدمتهم إيفان الرهيب.
وقد عبر ألكسندر خاريشيف، أحد كبار مسئولي الإدارة الرئاسية، عن هذه العقيدة بوضوح خلال تصريحات في أبريل 2025، مؤكدًا أن "سلطة الدولة الروسية مقدسة"، ما يعكس التوجه العقائدى الرسمى للكرملين.
Trending Plus