"حياة كريمة".. من فكرة إلى واقع يغير وجه القرى السوهاجية.. والأرقام تتحدث عن ثورة إنشائية وخدمية للمواطنين.. 1.88 مليار إجمالى تكلفة المشروعات فى قطاعى المياه والصرف ضمن المبادرة.. صور

في إطار جهود الدولة لتحقيق التنمية المتكاملة وتحسين جودة الحياة للمواطنين في الريف المصري، تأتي المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" كواحدة من أكبر وأهم المبادرات التنموية في تاريخ مصر الحديث، والتي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتستهدف تطوير قرى الريف المصري على نحو شامل.

محافظة سوهاج كانت من بين المحافظات التي نالت نصيبًا كبيرًا من هذا التطوير، خاصة في قطاعي مياه الشرب والصرف الصحي، باعتبارهما من أهم الخدمات التي تمس حياة المواطنين اليومية، وتشكل الأساس لأي عملية تنموية حقيقية.

شهدت سوهاج خلال السنوات الأخيرة، خاصة منذ انطلاق مبادرة "حياة كريمة"، طفرة نوعية في تنفيذ مشروعات البنية التحتية في الريف، حيث تم إدراج 181 قرية داخل 7 مراكز هي: طما، المراغة، ساقلته، المنشاه، جرجا، البلينا، ودار السلام ضمن المرحلة الأولى للمبادرة، بإجمالي عدد سكان يتجاوز 3.7 مليون نسمة. كان تحسين خدمات مياه الشرب والصرف الصحي على رأس أولويات المبادرة في هذه القرى، لما لذلك من أثر مباشر على الصحة العامة والبيئة ومستوى المعيشة.

في قطاع مياه الشرب، تم تنفيذ 5 محطات مياه جديدة بطاقة إنتاجية تصل إلى 171 ألف متر مكعب يوميًا لتغذية القرى المستهدفة، إلى جانب إنشاء 3 محطات إضافية بطاقة 22 ألف متر مكعب يوميًا، وبتكلفة إجمالية بلغت 205 ملايين جنيه، وتم تنفيذ مشروعات إحلال وتجديد لشبكات مياه الشرب القديمة بطول 200 كيلومتر، ومد وتدعيم الشبكات الجديدة بطول 920 كيلومتر، لضمان وصول المياه النقية إلى جميع المنازل، خاصة في المناطق التي كانت تعاني سابقًا من ضعف الخدمات أو انقطاع المياه بشكل متكرر.

لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تم حفر عدد 117 بئرًا ارتوازيًا في بعض المراكز الريفية التي يصعب فيها مد شبكات المياه التقليدية، لتوفير مصدر دائم وآمن للمياه،  وتم كذلك تنفيذ 159 ألف وصلة مياه شرب منزلية ضمن المبادرة، مما ساهم في رفع معدلات الوصول لخدمة المياه إلى مستويات غير مسبوقة، وإنهاء معاناة آلاف الأسر التي كانت تعتمد على مصادر مياه غير آمنة أو غير منتظمة.

أما على صعيد مشروعات الصرف الصحي، فقد تم إنشاء 10 محطات معالجة جديدة بطاقة إجمالية بلغت 355 ألف متر مكعب يوميًا، إلى جانب تنفيذ 162 مشروع صرف صحي متكامل داخل القرى، وهو ما يمثل نقلة كبيرة في البنية التحتية الريفية، ويضع نهاية لمشكلة الصرف الصحي التي كانت تمثل معاناة مزمنة للآلاف من السكان، وتم تنفيذ أكثر من 214 ألف وصلة صرف صحي منزلية ضمن المبادرة، وهو ما يعزز من جهود تحسين الصحة العامة وتقليل معدلات انتشار الأمراض المرتبطة بالتلوث.

ومن بين المشروعات التي تم تنفيذها أيضًا، مد وتدعيم شبكات انحدار الصرف الصحي بطول 9 كيلومترات، بتكلفة وصلت إلى 15 مليون جنيه، لتتكامل مع بقية أعمال المعالجة والتوصيلات المنزلية. وتشير البيانات الرسمية إلى أن التكلفة الإجمالية لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحي المنفذة ضمن المبادرة بمحافظة سوهاج بلغت نحو 1.882 مليار جنيه، وهو رقم يعكس بوضوح مدى اهتمام الدولة بتحسين أوضاع الريف وتنمية موارده.

إن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لم تكتفِ فقط بتحسين الخدمات الأساسية، بل جاءت بروح جديدة من العدالة الاجتماعية، وعززت من ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة، حيث أصبحت هذه القرى نموذجًا يُحتذى به في التنمية المتكاملة وقد أصبحت قرى سوهاج – بعد تنفيذ هذه المشروعات – مؤهلة لجذب المزيد من الاستثمارات، في ظل توافر الخدمات الأساسية التي كانت تشكل عقبة أمام التنمية الحقيقية. كما أن تحسين البنية التحتية لمياه الشرب والصرف الصحي لا ينعكس فقط على الصحة والبيئة، بل يسهم بشكل غير مباشر في تحسين التعليم، وتمكين المرأة، ودعم الاستقرار المجتمعي.

النتائج التي تحققت في محافظة سوهاج بفضل مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي ضمن "حياة كريمة" تؤكد أن الدولة جادة في القضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة، وأن ما كان يومًا حلمًا لأهالي الريف أصبح واقعًا ملموسًا بفضل إرادة سياسية واعية وبرامج تنفيذية فعالة ومن المتوقع أن يشهد الريف في السنوات القادمة المزيد من التحول الإيجابي، خاصة بعد الانتهاء من مراحل المبادرة المتبقية، ليصبح الريف المصري نموذجًا للتنمية الشاملة التي تضع الإنسان في قلب أولوياتها.

احد مشروعات الصرف 

أحدى محطات الصرف بسوهاج 

إحدى معدات المحطة 

المحطة اكبر محطة بالمنطقة 

تصميم المحطات من الداخل 

حياة كريمة تزين المشروعات 

محطات الصرف على أعلى مستوى 

محطة معالجة الهجارسة 

محطة من الداخل 

محطة من الداخل 

منظر عام للمحطة من الداخل