خصام ترامب ونتنياهو.. ماذا يعنى؟

لاشك أن حكومة بنيامين نتنياهو نحو الهاوية رغم أعمال الإبادة الجماعية في غزة، فضلا عن استمرارها في نهجها الفاشي المتطرّف حيال الفلسطينيين، وذلك من خلال توسيع العمليات العسكرية في القطاع والضفة وكذلك تصعيد عمليات هدم المنازل في القدس المحتلّة
وهذه السياسيات والتحركات بدأت تثير بالفعل قلق أصدقاء إسرائيل أنفسهم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وخصوصا الرئيس ترامب، وذلك بعد اتّخاذ تل أبيب قرارات خطيرة قد تضرّ بمصالحها ومصالح واشنطن، والتي تظهر أن الأزمة متّجهة إلى مزيد من التعقيد، في ظلّ تعالي الأصوات الرافضة لأداء الخدمة العسكرية، وتنامي التحذيرات من تفشّي عدوى الرفض.
وما نود أن نسلط الضوء عليه، أنه رغم تهميش إسرائيل من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال جولته الخليجية، لكن لا يعنى هذا أن ترامب سيتوقف عن خدمة إسرائيل، لأن ما حدث من توتر قد يأتي في إطار صناعة الخصام المزيف ممن باب حفظ ماء الوجه لا أكثر أو استمرار لاتباع سياسة الخداع الاستراتيجي.
وبعيدا عن الصفقات الكبرى والاستحقاقات السياسية والاقتصادية، لاشك أن إدارة ترامب لا تزال تواصل تعاملها مع التطورات الميدانية في غزة من منظور يخدم أولوياتها الإستراتيجية ومصالحها الاقتصادية وبما يخدم أجندتها في المنطقة ومخططات إسرائيل، حتى وإن بدا ذلك تغاضيًا عن الانتهاكات الإسرائيلية الواضحة أو إظهار مشهد الخصام والحديث إعلاميا بأن هناك توترات بين تل أبيب ووشنطن.. لأنه في النهاية إسرائيل أحد ثوابت السياسة الخارجية وكذلك أحد محددات الأمن القومى الأمريكي، وكل ما هو مطلوب من نتنياهو هو التخلي عن لغة القوة، والعودة إلى الحوار، لكن نتنياهو يفضّل التمسك بلغة القوة وبمزيد من القوة.
Trending Plus