في اليوم العالمي للطبيب البيطرى.. تقدير رسمى واسع لدور الأطباء البيطريين فى حماية الصحة العامة وتحقيق الأمن الغذائي.. وزير الصحة: خط الدفاع الأول عن صحة الإنسان.. الزراعة: تعيين 4 آلاف طبيب بيطري قريبا

- الأوقاف: الطبيب البيطري صاحب رسالة إنسانية.. ومن رحم الحيوان رحمه الرحمن
شهدت احتفالية اليوم العالمي للطبيب البيطري، التي نظمتها النقابة العامة للأطباء البيطريين برئاسة الدكتور مجدي حسن، حضورًا رسميًا واسعًا ومداخلات مهمة من ممثلي وزارات الصحة والزراعة والأوقاف، أكدت جميعها على الدور الجوهري الذي يقوم به الطبيب البيطري في حماية الإنسان، وتحقيق الأمن الغذائي، وضمان التوازن البيئي.
وجه نقيب الأطباء البيطريين كلمة شاملة بمناسبة اليوم العالمي للطبيب البيطري، والذي يُحتفل به هذا العام تحت شعار "منظومة متكاملة للتنمية المستدامة"، معربا عن سعادته واعتزازه بهذه المناسبة التى تمثل عيدا لكل طبيب بيطري وحافزا لمواصلة الجهد والعمل من أجل حماية الأمن الغذائي المصري ورفع شأن الأطباء البيطريين الذين يمثلون خط الدفاع الأول عن صحة المصريين.
وأكد النقيب، أن مهنة الطب البيطري تسهم بشكل محوري في تحقيق منظومة التنمية الاقتصادية المستدامة في مصر، من خلال ضمان الأمن الغذائي للمواطنين، موضحًا أن المحاور الأساسية لهذه المنظومة تشمل:
1. تحقيق أعلى أداء في مشروعات الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي، عبر الالتزام ببرامج الوقاية من الأمراض، والتغذية السليمة، وتطبيق أسس الطب الوقائي.
2. منع انتقال الأمراض من الحيوان إلى الإنسان، عبر تفعيل منظومة "صحة واحدة" والرقابة البيطرية الدقيقة على الغذاء، لاسيما البروتين الحيواني.
3. الرقابة على سلاسل الغذاء والمنشآت السياحية والمطاعم، باعتبارها مصدرًا هامًا للدخل القومي.
4. رعاية الحيوانات الأليفة وصحتها، لحماية الإنسان من الأمراض المشتركة، ولأثرها الإيجابي على الصحة النفسية للمواطن.
5. الرقابة البيطرية على المجازر والموانئ والمنافذ الحدودية والأسواق، بما يعزز من جودة وسلامة الغذاء.
6. دعم صغار المربيين وتحسين السلالات الحيوانية بما يرفع من إنتاج اللحوم والألبان، ويدعم البعد الاجتماعي والاقتصادي في الريف المصري.
7. ضبط استخدام الأدوية البيطرية وفق المعايير العلمية لتجنب وجود متبقيات دوائية في المنتجات الحيوانية، ولضمان تطبيق المعايير العالمية لسلامة الغذاء.
8. حماية البيئة من خلال التخلص السليم من مخلفات الثروة الحيوانية والداجنة.
وشدد النقيب على أن جميع هذه المحاور لا تنفصل عن مظلة البحث العلمي والتعليم، حيث يتم دعم المنظومة البيطرية بأحدث المستجدات العلمية من خلال كليات الطب البيطري والمراكز البحثية، وتطوير وإنتاج اللقاحات وفق أحدث التقنيات العالمية.
وأشار إلى أن النقابة تعمل بكل جهد لرفع شأن مهنة الطب البيطري عبر عدة مشروعات، منها:
- تطوير مشروع العلاج الطبي للأطباء البيطريين.
- تقديم مشروع تكافلي ومعاشي وتأميني.
- توفير فرص عمل للأطباء بعد تأهيلهم لسوق العمل.
- المطالبة بتمكين الكوادر البيطرية ضمن منظومة الرقابة والتشريع.
- زيادة الموارد المالية للنقابة عبر السماح لها بتأسيس شركات، بما يسهم في خلق فرص عمل والمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي في الأمن الغذائي.
واختتم النقيب كلمته بالتأكيد على أن منظومة الطب البيطري تمثل شريكًا أساسيًا في دعم الاقتصاد الوطني، والنقابة مستعدة للتعاون مع كافة الجهات التنفيذية لتحقيق الهدف الأسمى بتطوير هذه المنظومة الحيوية، معبرًا عن ثقته في حرص الدولة على النهوض بها، وموجهًا التحية والتقدير لكل الأطباء البيطريين في هذا اليوم الأغر.
احتفالية اليوم العالمي للطبيب البيطري
فيما قال الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، إن الاحتفال باليوم العالمي للطبيب البيطري هو مناسبة مهمة لتقدير مهنة سامية تؤدي دورًا استراتيجيًا في الحفاظ على صحة الإنسان وسلامة غذائه.
وأكد عبد الغفار أن العلاقة بين مهنة الطب البيطري وصحة الإنسان علاقة وثيقة، موضحًا أن 60 إلى 70% من الأمراض التي تصيب البشر في الأصل ذات منشأ حيواني، وهو ما يجعل الأطباء البيطريين طرفًا أساسيًا في تطبيق استراتيجية "الصحة الواحدة" التي أطلقتها الوزارة عام 2023 بالتعاون مع وزارة البيئة ومنظمتي الصحة العالمية والفاو.
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى تعزيز استعداد الدولة لمواجهة الأوبئة والظروف الصحية الطارئة، مؤكدًا أن ضم الأطباء البيطريين إلى المجلس الصحي المصري كان خطوة ضرورية تعكس إيمان الدولة بأهمية دورهم.
كما شدد على أن سوء استخدام المضادات الحيوية يمثل خطرًا على صحة الإنسان، ويستلزم رقابة شاملة داخل منظومة الطب البيطري، محذرًا من احتمال حدوث أوبئة مميتة كما تتوقع منظمة الصحة العالمية.
وأشاد عبد الغفار بدور الأطباء البيطريين في سلامة الغذاء، معتبرًا أنهم حلقة الوصل الأساسية بين المنتج والمستهلك، لافتًا إلى أن واحدًا من كل عشرة أشخاص في العالم يصاب بمرض بسبب غذاء غير آمن، ما يؤدي إلى آلاف الوفيات سنويًا.
كما أشار إلى أن التغيرات المناخية والبيئية تؤدي إلى انتقال الأمراض وانتشارها عبر القارات، مؤكدًا أن رفاهية الإنسان تبدأ برعاية الحيوان.
وفي ختام كلمته، وجه وزير الصحة التحية لكل الأطباء البيطريين، قائلاً: "نمنحكم وسام التقدير باسم الوزارة، فدوركم في الحفاظ على الصحة العامة لا غنى عنه".
من جهته، أكد المهندس مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة، أن الطبيب البيطري يمثل ركيزة أساسية في منظومة الصحة العامة، سواء في مكافحة الأمراض المشتركة، أو في ضمان جودة الغذاء بالتنسيق مع هيئة سلامة الغذاء، أو في منظومة اللقاحات، أو حتى في قضايا الرفق بالحيوان والتوازن البيئي.
وأعلن الصياد أنه يجري التنسيق مع الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة لتعيين نحو 4 آلاف طبيب بيطري خلال الفترة المقبلة على مستوى الجمهورية، لتفعيل خطط الدولة في الوقاية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الثروة الحيوانية.
وأوضح أن وزارة الزراعة تنفذ خطة سنوية لتطوير 1856 وحدة بيطرية، وأن بعضها كان متهالكًا وتم تجديده، فيما تم إنشاء 340 وحدة زراعية جديدة ضمن المرحلة الأولى من "حياة كريمة"، تشمل وحدات بيطرية يتم تعيين أطباء بها.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل كذلك على تحسين السلالات المحلية من الأبقار التي تعاني من ضعف الإنتاجية مقارنة بالسلالات العالمية، لافتًا إلى تجهيز 4 مراكز للتلقيح الاصطناعي، وجارٍ الانتهاء من المركز الخامس، إلى جانب تشغيل 632 مركزًا صغيرًا على مستوى القرى.
وأضاف أن الدولة تبنت مؤخرًا قانونًا خاصًا بالحيوانات الخطرة، للتعامل مع ظاهرة الكلاب الضالة بطرق علمية، بالتنسيق مع نقابة الأطباء البيطريين، وتهدف الخطة إلى تغطية جميع المحافظات بفرق بيطرية لإجراء عمليات تعقيم والسيطرة على أي بؤر وبائية.
احتفالية اليوم العالمي للطبيب البيطري
وفي كلمة مؤثرة، ألقى الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة، كلمة نيابة عن الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أكد فيها أن مهنة الطبيب البيطري تجسد في جوهرها معاني الرحمة والإحسان العملي.
واستعرض أبو عمر إشارات القرآن الكريم إلى الحيوان كعنصر فاعل في البنية الكونية، مستشهدًا بسور مثل البقرة، النحل، والنمل، وقصص الهدهد والنملة وناقة صالح، وكلب أهل الكهف، وقول الله تعالى: وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم، مؤكدًا أن من يخدم الحيوان صاحب رسالة وشرف.
كما أشار إلى مشاهد من السنة النبوية توضح أن الرحمة بالحيوان قد تكون سببًا في دخول الجنة، بينما القسوة عليه قد تؤدي إلى الهلاك، كما في قصة الرجل الذي سقى كلبًا فغفر الله له، والمرأة التي حبست هرة فدخلت النار.
وقال أبو عمر إن الطبيب البيطري هو حارس على صحة الإنسان، وركيزة من ركائز الأمن الغذائي، وصاحب عمل وطني ورسالة إنسانية نبيلة، مشيرًا إلى أن الحضارة الإسلامية عرفت الطب البيطري مبكرًا، وكان يُطلق على المشتغل به "البيطار".
وفي ختام كلمته، قال: "كل التحية للطبيب البيطري، فما من ألم تخففونه إلا ويشهد لكم، وما من كبدٍ تُروى على أيديكم إلا وتكون شاهدة لكم أمام الله يوم القيامة".
Trending Plus