ماذا قال طه حسين عن المعري وكافكا والقصة الفلسفية في لقاء تليفزيوني نادر؟

بث التليفزيون المصرى في فتراته الأولى برنامج نجمك المفضل وكان من إعداد أنيس منصور وتقديم ليلى رستم وفيه تحدث عميد الأدب العربي طه حسين وسط جمع من الأدباء منهم نجيب محفوظ عن أبي العلاء المعرى فقال إنه كان الشاعر الفيلسوف لأنه كان يفلسف الأمور ولم يكن شعره شعر حكم كما هو شعر أبي العتاهية مثلاً لافتًا إلى أنه يشترك مع كافكا في مسألة التشاؤم.
وقال إنه يرى القصة الفلسفية التي انتشرت في فرنسا لوقت من زمن ثرثرة فارغة مشيرا إلى أن من روادها كامى فيما يختلف عنه سارتر الذى يكتب القصة الواقعية ومن ذلك قصته الشهيرة طريق الحرية التي يعبر فيها عن واقع فرنسا في الحرب العالمية الثانية.
ولعل اشتهار "المعرى" بإصابته بالعمى، كان أحد الدوافع التى جعلت عميد الأدب العربى، يكتب "مع أبو العلاء فى سجنه" وهو الكتاب الذى قدمه الأديب الراحل عن الشاعر الشهير، يتضح من خلاله حجم التشابه بين أفكار ورؤى وأوضاع الرجلين، فكل منهما تائه فى بحور الشك، متأمل فى عالم الطبيعة، مشيِد بشخصيته الفريدة عالَمًا جديدًا، هو وحده من يدرك تفاصيله.
وجمعت وحدة المعاناة البصرية، بين أبو العلاء وطه حسين، إنما ميزتهما أكثر بما لا يقاس عظمة البصيرة ونور العقل ورفعة الموهبة والعمق الإنسانى الذى لا يضاهى، إلا لدى الكبار من طينتهما، أبو العلاء المعرى وطه حسين منارتان، خاصة لأمتنا المصابة بعمى البصيرة، فيزال كلاهما من أكثر أعلام الفكر العربى إثارة للجدل، فيرميهما معارضوهما، سواء ممن قرأوهما أو سمعوا تحريضا عليهما بأشد الاتهامات وأخطرها.
Trending Plus