محمد على باشا يتولى حكم مصر.. كيف تخلص من المماليك؟

تمر اليوم ذكرى تولي محمد على باشا حكم مصر في 17 مايو من سنة 1805، وبداية مرحلة جديدة من حكم مصر، واستطاع خلال فترة حكمه أن يبني مصر الحديثة، كما شهدت فترة حكمه أحداث كثيرة لعل أبرزها وقوع مذبحة القلعة أو مذبحة المماليك عندما تخلص محمد علي باشا من أعدائه.
مذبحة المماليك واقعة شهيرة في التاريخ المصرى دبرها محمد على باشا للتخلص من أعدائه المماليك، وأطلق على المذبحة التاريخية اسم مذبحة القلعة، حيث وقعت أحداثها فى قلعة الجبل (صلاح الدين)، وكان لاظوغلى باشا هو مخطط فكرة مذبحة المماليك، ويصفه المؤخون بـ مهندس المذبحة، حيث كان أول من أشار على محمد على باشا بضرورة التخلص من المماليك، وأعد خطة الخلاص منهم، ويذكر المؤرخون أن لاظوغلى باشا جاء مصر برفقة محمد على أواخر القرن الثامن عشر.
وحضر زعماء المماليك بكامل زينتهم يركبون أحصنتهم، وبعدما انتهى الحفل دعاهم محمد علي كى يسيروا في موكب الجيش الخارج للحرب، وطلب محمد علي من المماليك أن يسيروا في صفوف الجيش لكي يكونوا في مقدمة مودعيه، وكانت أرض القلعة حينها غير ممهدة للسير، وكانت الرؤية صعبة ومحجوبة على أمراء المماليك حيث كان يسير أمامهم جيش كبير من الرجال، وفي هذه اللحظة خرج الجيش من باب القلعة وأغلقت الأبواب، أما الحراس الذين كانوا يعطون ظهورهم للمماليك استداروا لهم، ولم ينتبه المماليك وبدأت المذبحة.
ويذكر محمد فريد فى كتابه «البهجة التوفيقية فى تاريخ مؤسس العائلة الخديوية» أن محمد على باشا على قتل جميع الأمراء المماليك وأتباعهم ليتخلص من شرهم.
وقد خطط محمد على باشا لهذه المذبحة بسرية كما يذكر عبد الرحمن الرافعي إذ دعا أعيان المماليك إلى احتفال كبير بمناسبة تنصيب ابنه «طوسون» قائدا لحملة تتوجه إلى الحجاز، ولبوا الدعوة وتوجهوا فى أبهى زينة وأفخم هيئة، وبلغ عدد المدعوين نحو 10 آلاف شخص منهم 470 من المماليك وأتباعهم وكبار القوم، ومختلف الطوائف، وتناولوا الغذاء، وأطلقوا الغناء، حتى نادى المنادى برحيل الموكب، فعزفت الموسيقى وانتظم قرع الطبول، وبدأ الموكب فى السير منحدرا من القلعة إلى «باب العزب"
ويضيف "الرافعى": «لم يكد الجنود يصلون إلى هذا الباب حتى ارتج الباب الكبير بإغلاقه من الخارج فى وجه المماليك، وتحول الجنود بسرعة عن الطريق ليتسلقوا الصخور على الجانبين وأمطروا المماليك بالرصاص، الذين حاولوا الفرار لكن البنادق كانت تحصدهم من كل مكان بلا رحمة، حتى بلغ ارتفاع الجثث فى بعض الأمكنة إلى أمتار، وتمكن بعضهم من الوصول إلى «طوسون باشا» راكبا جواده منتظرا أن تنتهى تلك المأساة، فتراموا على أقدامه طالبين الأمان، ولكنه وقف جامدا لا يبدى حركة، وعاجلهم الجنود بالقتل».
Trending Plus