أكرم القصاص يكتب: قمة بغداد.. رفض التهجير ولا سلام من دون الدولة الفلسطينية

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص

كما هو متوقع. شغلت القضية الفلسطينية المساحة الأكبر والأوسع فى قمة بغداد، وكان تأكيد رفض التهجير والتصفية ودعم مسار الدولة الفلسطينية، نقطة توافق بين الدول العربية، واستمرارا لقرارات قمة القاهرة الطارئة فى مارس الماضى، ومع القضية الفلسطينية كانت مسارات السلام فى ليبيا والسودان، ورفع العقوبات عن سوريا وباقى التفاصيل والتقاطعات السياسية فى الإقليم.


انعقاد القمة العربية الدورية 34 فى العاصمة العراقية بغداد، فى حد ذاته مؤشر إيجابى من عدة جهات، أبرزها كون العراق - الذى عاد قبل سنوات إلى الصف العربى - أصبح طرفا فاعلا فى سياقات القوة العربية، وأن هناك انتظاما يعكس حرصا على الانعقاد.


الرئيس العراقى عبداللطيف جمال رشيد، تسلم رئاسة القمة من البحرين، وأكد فى كلمته رفض بلاده لسياسات التهجير التى يتبناها الاحتلال الإسرائيلى، ودعم ما آلت إليه قمة القاهرة فى مارس الماضى، مؤكدا رفض بغداد المطلق لسياسة الإملاءات والتدخلات الخارجية، وضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية.


بينما شدد رئيس الوزراء العراقى محمد شياع السودانى، على الحاجة الملحة إلى عمل عربى جاد ومسؤول لإنقاذ غزة فى مواجهة ما تشهده من انتهاكات بالغة، معربا عن دعمه لوقف إطلاق النار فى المنطقة، وأعلن «السودانى» تأسيس صندوق عربى للتعافى من الحروب وإعادة الإعمار، حيث أكد أن بغداد ستساهم بمبلغ 20 مليون دولار، وهى خطوة مهمة فى سياق إيجاد آليات لدعم تعافى الدول التى تواجه اضطرابات وصراعات بما يمكنها من التعافى.


من جانبه، قال رئيس الدورة الماضية، رئيس وفد مملكة البحرين وزير الخارجية عبداللطيف بن راشد الزيانى: «نرفض بشكل قاطع تهجير الفلسطينيين من أرضهم، ونؤكد دعم البحرين لقيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة»، معبرا عن أمله بأن تتكلل هذه القمة بقرارات بناءة لوحدة الصف العربى وخدمة شعوبها العربية.


وفى كلمته أمام القمة، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، إن «حرب الإبادة التى يشنها متطرفو اليمين الإسرائيلى فى فلسطين، تهدف إلى فرض السيطرة الكاملة على الأرض الفلسطينية وطرد سكانها خارجها»، واصفا ذلك بـ«التطهير العرقى» الذى يُمارس فى هذا العصر وسط صمت دولى مخزٍ، واعتبر السياسات الإسرائيلية المتهورة تهدد أمن المنطقة وتغذى دوامات متكررة من الصراع والتوتر، بينما دعا رئيس وزراء الإسبانى بيدرو سانشيز إلى دعم حل الدولتين بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، معبرا عن دعمه مؤتمر السلام الذى ترأسه السعودية وفرنسا لحل الدولتين.


فى كلمته أمام قمة بغداد جدد الرئيس عبدالفتاح السيسى، تأكيده بأنه لا تحقق استقرار فى المنطقة من دون قيام الدولة الفلسطينية، مجددا رفض أى مخططات أو اقتراحات للتهجير، مشيرا إلى أن التحديات التى تواجهها المنطقة تتطلب أن يكون العرب على قلب رجل واحد، قولا وفعلا، وقال السيسى إن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة من أشد مراحلها خطورة، إذ يتعرض الشعب الفلسطينى، لجرائم ممنهجة وممارسات وحشية، على مدار أكثر من عام ونصف العام، تهدف إلى طمسه وإبادته، وإنهاء وجوده فى قطاع غزة، فى محاولة لدفع أهله إلى التهجير، ومغادرته قسرا تحت أهوال الحرب، فلم تبق آلة الحرب الإسرائيلية.


وجدد تأكيده رفض التهجير، وثمن الرئيس السيسى جهود الرئيس «دونالد ترامب»، الذى نجح فى يناير 2025، فى التوصل إلى اتفاق، لوقف إطلاق النار فى القطاع، لم يصمد أمام العدوان الإسرائيلى المتجدد، مؤكدا ان مصر تواصل بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، بذل الجهود لوقف إطلاق النار، ما أسفر مؤخرا عن إطلاق سراح الرهينة الأمريكى / الإسرائيلى «عيدان ألكسندر».


وأشار الرئيس إلى قمة القاهرة العربية غير العادية، فى 4 مارس الماضى والتى أكدت الموقف العربى الثابت، برفض تهجير الشعب الفلسطينى، وتبنت خطة إعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير أهله، وهى الخطة التى لقيت تأييدا واسعا، عربيا وإسلاميا ودوليا، وأن رسالة العرب الحاسمة من قمة القاهرة أكدت أن إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها «القدس الشرقية»، هو السبيل الأوحد، للخروج من دوامة العنف، وقال السيسى «أكرر هنا، أنه حتى لو نجحت إسرائيل، فى إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل فى الشرق الأوسط، سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية»، مطالبا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ببذل كل ما يلزم لوقف إطلاق النار فى غزة، تمهيدا لإطلاق عملية سياسية جادة تفضى إلى تسوية نهائية تحقق سلاما دائما، على غرار الدور التاريخى الأمريكى فى تحقيق السلام بين مصر وإسرائيل فى السبعينيات.


وكانت هذه الرسائل، تأكيدا لكون كل مشروعات السلام العربية، كانت تتضمن قيام الدولة وإحلال السلام، كشرط لأى خطوات تنهى الصراع، قمة بغداد جددت التأكيد على رفض التهجير، ومسارات الدولة، ومعالجة سياسية للخلافات الداخلية العربية وإنهاء الصراعات بالمسارات السياسية.


 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القوات المسلحة: سقوط طائرة تدريب أثناء تنفيذ أحد الأنشطة التدريبية

جنود إسرائيليون يتنكرون في زى نسائى لاختطاف قائد بحركة حماس.. تفاصيل

بعد أن فقد وعيه.. طائرة تقل 200 راكب تسافر من ألمانيا لإسبانيا بدون طيار

فيفا يخطر الزمالك رسميًا برفع عقوبة إيقاف القيد بعد دفع مستحقات بوطيب

تعيين رئيسة النقل بـ"إيجماك" يثير غضب المستثمرين لمخالفته قانون الكهرباء بالفصل عن القابضة.. اختيار عضو "جهاز المرفق" ورئيس التفتيش التجارى بمجالس الإدارات يشكك في قانونيتها.. والوزير يوجه بمراجعة القرارات


400 فرصة متاحة.. فتح باب التطوع لخدمة الحجاج بالحرمين.. اعرف التفاصيل

غدا طقس حار بالقاهرة شديد الحرارة جنوبا ونشاط رياح والعظمى بالعاصمة 31 درجة

موعد مباراة برايتون ضد ليفربول في الدوري الإنجليزي

رئيس نادي غزل المحلة: ندرس إقامة الفريق فى القاهرة الموسم المقبل

أكرم توفيق يخوض اللقاء الأخير بقميص الأهلى أمام فاركو.. اعرف التفاصيل


التحريات بسرقة الدكتورة نوال الدجوي: أحد المترددين على الفيلا وراء الواقعة

تطورات تمديد عقد حمزة علاء مع الأهلى بعد رفض عرض الزمالك

النيابة تحقق فى سرقة ملايين الدولارات من مسكن الدكتورة نوال الدجوى بأكتوبر

أمن الجيزة يفحص مشتبه بهم لكشف هوية المتهم بسرقة مسكن الدكتورة نوال الدجوي

كل ما تريد معرفته عن "تتر النهاية" لدوري نايل بين الأهلي وبيراميدز

برايتون ضد ليفربول.. سجل حافل يدعم محمد صلاح فى موقعة "فالمر"

ماذا كتب الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى وصيته قبل إعدامه بساعات؟

مواعيد مباريات الجولة الثامنة من مرحلة حسم الدوري والقناة الناقلة

وزارة العمل تجدد تحذيرها للمواطنين: جميع خدماتنا مجانية ولا وسطاء فى الوظائف

أفضل 10 فرق لن تشارك فى كأس العالم للأندية 2025.. ليفربول الأبرز

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى