أمح الدولى.. تليفزيون اليوم السابع يستعرض لحظات مؤثرة من حياة الشاب الراحل

قدّم تليفزيون اليوم السابع تقريرًا من إعداد روان يحيى، مع أسرة الشاب الراحل الشهير بـ"أمح الدولي"، الذي وُصف بأنه "أيقونة المشجعين"، وكان يجري في عروقه حب النادي الأهلي، وصاحب حضور محبب في الوسط الكروي وبين جماهير الكرة المصرية.
استعرض التقرير لحظات مؤثرة من حياة "أمح"، ونقل شهادات أفراد أسرته، حيث بدأت شقيقته بالحديث عن حياته، مشيرة إلى أن والدهما توفي وهم صغار، فتولت والدتهم مسؤولية تربيتهم، وعند وفاتها أوصت زوج شقيقتها بعدم التخلي عن "أمح"، ليبقى دومًا بينهم وتحت رعايتهم.
وأكد ابن شقيقته أن "أمح" كان يوصيه دائمًا بأن يُظهر للجمهور على السوشيال ميديا أنه أخوه، بينما في الحياة الواقعية يناديه بخاله، وكان عاشقًا لكرة القدم، لا يفوّت فرصة للتواجد في نادي الساحل، ومن المواقف الطريفة التي سردها أنه كان يذهب إلى النادي فقط ليشرب عصير الليمون المخصص للاعبين.
وأضافت شقيقته أن "أمح" كان دائم التردد على أندية مثل الحبانبة، المقاولون العرب، نادي المياه، وطلائع الجيش، وكان على معرفة بعدد من اللاعبين الكبار مثل محمد النني ومحمد صلاح، وكان يُعامل داخل الأندية كأحد الناشئين، لفرط حب اللاعبين له.
كما أشار ابن شقيقته إلى أن "أمح" مارس الكرة كهواية، لكنه توقف بعد إصابة خطيرة أدت إلى تركيب شرائح ومسامير في جسده، وقبل تشجيعه للنادي الأهلي، كان "أمح" مشجعًا وفيًا لناديي الإنتاج الحربي وطلائع الجيش، لكن والده ووالدته غرسا فيه حب النادي الأهلي.
وسرد التقرير قصة دخوله لعالم الشهرة والتمثيل، حيث كان تعارفه على الكابتن أحمد الشيخ هو نقطة التحول، إذ لم يكن عضوا بالنادي الأهلي، لكن الشيخ، الذي كان يحبه بشدة، قدّمه في عدد من الإعلانات والمشاهد التمثيلية مع الفنان علي ربيع، وأوصله إلى مسرح مصر.
وكانت علاقة "أمح" بالكابتن محمود كهربا من العلاقات الخاصة جدًا، إذ وصفته شقيقته بـ"توأم روحه"، ولم يكن أحدهما يستطيع الاستغناء عن الآخر، وكان "أمح" يعتبر نفسه صاحب صفقة كهربا للنادي الأهلي، وتنبأ مبكرًا بانتقال زيزو للأهلي قبل إثارة أي جدل.
وقالت شقيقته إن خسارة الأهلي كانت تؤثر عليه نفسيًا بشكل كبير، فيبكي، وينخفض ضغطه وسكره، ويعيش يومًا صعبًا. وكان يسافر خلف الأهلي في كل مكان، حتى سافر وحده إلى المغرب والإسماعيلية لتشجيع الفريق، دون إبلاغ أهله، ليكتشفوا أنه تواصل مع عم نور ليعود مع اللاعبين.
وأضافت أنه كان يرفض تصنيفه ضمن ذوي الهمم رغم وجوده في مدرسة للتربية الفكرية، وكان يصلي ويصوم ويقرأ القرآن، رغم أنه لا يعرف القراءة، فكانت والدته قد حفظته بعض السور، وكان يتظاهر بقراءة الفاتحة من المصحف وهو يفتح سورة البقرة.
وكان يومه يبدأ بكوب اللبن، ثم شاي باللبن مع البقسماط، وبعد سقوط أسنانه استبدله بالبسكوت، ثم يأخذ حقنة السكر ويطلب الإفطار من شقيقته.
وسرد ابن شقيقته موقفًا صعبًا، حين سقط "أمح" على ظهره في أكتوبر الماضي أثناء زيارة لأحد الأصدقاء، ما تسبب في كسر فقرتين من عموده الفقري، وكان التشخيص الأولي مطمئنًا، لكن حالته ساءت لاحقًا.
وأكدت شقيقته أن الأطباء تخلوا عنه، رغم تأكيدهم أن حالته تحتاج إلى تدخل جراحي لإنقاذه من مضاعفات قد تؤدي للوفاة، وأُجريت له العملية في الرابعة عصرًا واستمرت حتى منتصف الليل، ثم دخل في غيبوبة دون إبلاغ أسرته، وبعدها أصيب بتسمم في الدم والتهاب رئوي أدى إلى وفاته.
وأوضح ابن شقيقته أن الأسرة اكتشفت وفاته في الثانية صباح يوم الإثنين 28 إبريل، دون أن يبلغهم أحد في المستشفى، واتهموا الأطباء بالاهتمام بالجانب المادي أكثر من سلامة "أمح".
وأكد التقرير أن آخر مرة مشى فيها "أمح" على قدميه كانت لتوديع كهربا قبل سفره إلى ليبيا، وكان آخر من تواصل معه قبل دخوله غرفة العمليات، إذ اتصل به كهربا في الثالثة والنصف ليطمئنه، وشجعه أصدقاء كهربا من فريقه الليبي.
واختتمت شقيقته التقرير بدموعها، مؤكدة أنه كان أطيب وأحن قلب عرفته، وأنه قبيل رمضان بدأ يودعهم، ويطلب منهم البقاء إلى جانبه، ووصاها بأن يُدفن بجوار والدته، وهو ما تحقق بعد إغلاق مقابر الرجال ودفنه بمقبرة والدته.
وأشار التقرير إلى أن العزاء كان مليئًا بأصدقاء "أمح"، ومنهم من لم يتمكن من الحضور من الخارج. وأرسل كهربا والده وزوج شقيقته لتقديم واجب العزاء ووعد بزيارة "أمح" قريبًا في المقابر.
وكانت أمنية "أمح" الأخيرة أن يتعافى ويعود للمدرجات لتشجيع النادي الأهلي، كما كان يفعل دائمًا، بعشق لا يُضاهى.
Trending Plus