إيلي كوهين جاسوس في سوريا.. القصة الكاملة

منذ أكثر من 60 عامًا، استيقظت دمشق على مشهد إعدام "كامل أمين ثابت"، أبرز أعضاء حزب البعث السوري، لكنهم صُدِموا بكارثة أخرى، فـ"كامل أمين ثابت" كان كذبة، هذا الرجل هو ضابط مخابرات إسرائيلي يُدعى: "إيلي كوهين"، ورغم نجاح الجهات الأمنية في كشفه، لكنه تمكن من إيصال معلومات مهمة، ساعدت الجيش الإسرائيلي في حرب يونيو 1967، وفي السطور التالية، نستعرض القصة الكاملة لإيلي كوهين.
وُلِد إلياهو شاؤول كوهين، في الـ26 من ديسمبر عام 1924 في الإسكندرية، والمفاجأة أن عائلته هاجرت من سوريا إلى مصر، فوالديه شاؤول وصوفي كانا من أصول سورية، التحق إيلي بكلية الهندسة، لكنه لم يُكمل دراسته، إذ انضمَّ إلى منظمة الشباب اليهودي، وكان سببًا في هجرة العديد من الشباب إلى إسرائيل، وبعد 1948، سافر إخوته وأبويه إلى إسرائيل، وبقي هو في مصر، حتى أُلقي القبض عليه عام 1954، بتهمة تفجير مكاتب الاستعلامات الأمريكية، والتي عُرِفت فيما بعد بفضيحة لافون، نسبة إلى وزير الدفاع آنذاك بنحاس لافون.
لكنه تمكن من إقناع السلطات المصرية ببراءته، فأُفرِج عنه ولحِق بأسرته في إسرائيل عام 1955، وانضمَّ للوحدة 131 في الموساد، وعاد إلى مصر بعد العدوان الثلاثي، لكن السلطات المصرية ألقت القبض عليه عام 1957، وتمكن من إقناع السلطات ببراءته مرة أخرى.
لم يعد إيلي إلى الموساد، فعمِل في التجارة، ثم مترجمًا في وزارة الدفاع، لكنه استقال منها وعاد إلى الموساد، إذ كانت هناك وجهات نظر تدعو للاستفادة منه في الموساد، لكنهم غيروا وجهتهم من مصر إلى سوريا.
في عام 1961، سافر إيلي إلى الأرجنتين، واختلط بالجالية السورية هناك، ومكنته أصوله السورية من اختلاق شخصية رجل الأعمال السوري الشاب، الذي عاش في الإسكندرية، ويحِنُّ للعودة إلى وطنه الأم، وفي عام 1962، سافر إيلي إلى سوريا، واستقر هناك باسم: "كامل أمين ثابت"، وبسبب علاقاته التي كونها في الأرجنتين وسوريا، تمكن من الوصول لمكانة اقتصادية وسياسية مرموقة، وبقي فيها 4 سنوات، حتى كُشِف أمره.
يتناقل الكثيرون روايات اكتشاف حقيقة إيلي كوهين، فالبعض يشيع أن رفعت الجمال أو رأفت الهجان، هو مَن اكتشف حقيقته، والبعض الآخر يشيع أن سيارة الرصد السورية هي التي كشفته، هناك فئة أخرى تؤكد أن السفارة الهندية كانت سببًا في كشف أمره.
في الحقيقة، لقد كان رفعت الجمال سببًا في إثارة الشكوك حول شخصية "كامل أمين ثابت"، وبسبب البحث تمكنوا من تعرفه، أما رواية سيارة الرصد الأمنية، والسفارة الهندية، فهما متقاربتان، إذ كشفت سيارة الرصد عن إشارات مجهولة المصدر، في إحدى البنايات السكنية في حي الرمانة، ثم أرسلت السفارة الهندية شكوى للجهات الأمنية بوجود تشويش على رسائلهم إلى الهند، ومن خلال البحث والتحرّي، تمكنت المخابرات السورية من تحديد الشقة، التي تصدر عنها إشارة الإرسال، وكانت المفاجأة عندما اكتشفوا أن صاحب الشقة، هو عضو حزب البعث البارز "كامل أمين ثابت"، وأسفر التفتيش عن العثور على أجهزة إرسال لاسلكية، وأُلقي القبض عليه في الـ12 من يناير عام 1965، وأسفر التحقيق عن اعترافه بكونه ضابط في الموساد، وفي الـ18 من مايو، أُعدِم إيلي كوهين، في ساحة المرجة في سوريا، وما زالت إسرائيل تطالب برفاته حتى اليوم.
Trending Plus