الذين ظلموا أمّح الدولي.. أول ظهور لأسرة عاشق الأهلي بعد وفاته على تليفزيون اليوم السابع.. تفاصيل وأسرار لأول مرة عن مرضه وآخر أيامه وحكاياته مع نجوم الكرة المصرية.. ووصيته بالدفن في حضن والدته

كان بيسافر ورا الأهلي في كل مكان.. كان بيعشق حاجة اسمها كيان النادي الأهلي.. لم يكن مجرد مشجع، بل حالة إنسانية فريدة عاشت كرة القدم بكل حب وانتماء، وارتبط بالنادي الأهلي كأنّه جزء لا يتجزأ من عائلته. "أمح الدولي"، أحد أشهر مشجعي النادي الأهلي، الذي أحبه جمهور الكرة المصرية، ورأى فيه روحًا خفيفة وقلبًا متعلقًا بفريقه حتى آخر لحظة في حياته، رحل عن عالمنا بعد معاناة طويلة مع المرض، تاركًا وجعًا في قلوب محبيه، وقصة إنسانية عميقة ترويها أسرته في هذا التحقيق.
أجرى تلفزيون "اليوم السابع" تحقيقًا صحفيًا إعداد الزميلة روان يحيى، مع أسرة الأهلاوي المحبوب "أمح الدولي"، حيث كشفوا تفاصيل لم تُروَ من قبل عن حياته، وحبه غير المشروط لكرة القدم والنادي الأهلي، والمعاناة الصحية التي مر بها قبل وفاته.
قالت شقيقته: "والدي توفى وإحنا صغيرين، ووالدتي كانت السند، ربتنا وتعبت معانا، وقبل وفاتها وصّت جوزي على أمح وقالتله ميتخلوش عنه أبدًا".
أما ابن شقيقته، محمد، فقال: "أمح كان دايمًا يقولّي في السوشيال ميديا تقول إني أخوك، لكن في الحقيقة أنا خالك"، مضيفًا أن "أمح كان بيعشق الكورة وبيحب يقعد في نادي الساحل، ومن المواقف اللي يفتكرها دايمًا إنه كان بيروح هناك مخصوص علشان يشرب عصير الليمون بتاع اللعيبة".
وأضافت شقيقته: "كان على طول في نادي الحبانية والمقاولين ونادي المية وطلائع الجيش، وكان يعرف النني ومحمد صلاح، والكباتن كانوا بيلاعبوه كأنه واحد من ناشئي الفرق".
وقال محمد: "أمح لعب كهاوي، لكن بعد حادثة اضطر فيها يركب شرايح ومسامير، مبقاش يقدر يلعب تاني".
وقد بدأ حبه للنادي الأهلي من داخل المنزل، فرغم أنه كان في البداية مشجعًا للإنتاج الحربي وطلائع الجيش، إلا أن والدته ووالده زرعا فيه عشق القلعة الحمراء، فتحول لاحقًا إلى أحد أكثر جماهير الأهلي ولاءً.
تعرف "أمح" على الكابتن أحمد الشيخ، الذي كان سببًا في دخوله النادي رغم عدم كونه عضوًا به، إذ كان الشيخ يحب "أمح" كثيرًا وساعده في الظهور في بعض الإعلانات والمشاهد التمثيلية مع الفنان علي ربيع، كما أتاح له فرصًا للظهور في "مسرح مصر".
أما عن بداية علاقته بلاعبي الأهلي، فكانت من خلال "عم نور"، سائق أتوبيس الفريق، الذي كان يصعده مع اللاعبين، بينما يتظاهر "أمح" بأنه السائق، وكأنه أحد أفراد البعثة.
وحول علاقته بمحمود كهربا، قالت أسرته: "كهربا كان تؤام روحه، كانوا ميفترقوش، وكان دايمًا يقول كهربا صفقة أمح الدولي، لأنه تنبأ إنه هيسيب الزمالك ويجي الأهلي"، وأضافوا: "وقبل أي جدل عن زيزو، كان أمح بيقول: صفقة زيزو جاية الأهلي".
وتحدثت شقيقته عن حالته عند خسارة الأهلي قائلة: "كان بيعيط، وضغطه وسكره يهبط، وكان يوم كامل من الحزن بيخيم على البيت".
وأضافت: "كان بيسافر ورا الفريق في كل مكان، حتى لوحده. مرة راح المغرب، ومرة تانية الإسماعيلية من غير ما يبلغ أهله، واتضح بعدها إنه كلم عم نور علشان يوصله مع أتوبيس الأهلي".
كما أوضحت أن "أمح" كان ملتحقًا بمدرسة للتربية الفكرية، لكنه كان يرفض تمامًا تصنيفه ضمن ذوي الهمم، وكان ملتزمًا دينيًا، يصوم ويصلي، ويقرأ القرآن الذي حفظته له والدته رغم أنه لا يجيد القراءة، وكان يفتح المصحف على سورة البقرة ويتلو "الفاتحة".
كان يبدأ يومه بكوب من اللبن، ثم الشاي باللبن مع البقسماط، وبعد سقوط أسنانه استبدله بالبسكويت، ثم يتناول حقنة الأنسولين، ويطلب من شقيقته إعداد الإفطار.
وأضاف محمد، ابن شقيقته، أن "أمح كان شايف ميمو بطله الخارق"، وسرد واقعة سقوطه على ظهره في أكتوبر الماضي، والتي أدت إلى كسر فقرتين بالعمود الفقري.
وأوضحت شقيقته أن الأطباء أخبروهم بدايةً أن حالته مستقرة، قبل أن يقرروا ضرورة إجراء عملية جراحية بسبب ضغط الفقرة الرابعة على الخامسة، قائلين إن "العملية مضمونة"، وأن عدم إجرائها قد يؤدي إلى جلطات الفراش والوفاة.
دخل "أمح" العمليات في الرابعة عصرًا، واستمرت حتى منتصف الليل، وخلالها سمع ذووهم همسات الممرضين بأنه دخل في غيبوبة دون أن يخبرهم الطبيب. وبعد العملية، تعرض لتسمم في الدم والتهاب رئوي، رغم أنه كان سليمًا قبلها.
وأكد محمد أن تسمم الدم كان السبب الرئيسي لوفاة "أمح"، وأنهم اكتشفوا وفاته في الساعة الثانية صباحًا يوم الاثنين ٢٨ أبريل، دون أن تُبلغهم المستشفى.
رأت الأسرة أن الطبيب كان مهتمًا بالجانب المادي أكثر من صحته، وقالوا إن "أمح" ظل في المستشفى منذ أكتوبر الماضي.
وكانت آخر مرة يمشي فيها على قدميه عندما ودع كهربا في المطار قبل سفره إلى فريقه في ليبيا، وكان آخر من تحدث إليه قبل العملية بنصف ساعة، حيث اتصل به ليطمئنه، وقالت شقيقته: "كهربا اتصل بيه ٣ ونص ليطمئنه، وكل أصدقاء كهربا من فريقه الليبي شجعو أمح وقالولو إنهم في انتظاره في ليبيا".
أكدت شقيقته أنه "كان أطيب وأحن حد في الدنيا"، وأنه منذ رمضان كان يحتضنهم ويقبلهم ويطلب أن يُدفن بجوار والدته، وهو ما تحقق بعد امتلاء مقابر الرجال وإغلاقها، فتم دفنه في أحضان والدته.
كان العزاء مليئًا بأصدقائه، حتى من لم يستطيعوا الحضور من خارج مصر. وبعث كهربا والده وزوج شقيقته لحضور العزاء والجنازة، ووعد الأسرة بزيارة "أمح" في المقابر فور عودته.
واختتمت شقيقته قائلة: "كانت أمنيته الأخيرة إنه يخف، ويرجع تاني المدرجات يشجع الأهلي".
Trending Plus