الميليشيات لا تحرر أوطانا.. تزعزع الأمن والاستقرار وتجلب الخراب والدمار للدول!

الميليشيات المسلحة، التنظيمات الإرهابية، الجماعات التكفيرية، جميعها تختلف فى المسميات، وتتفق فى الهدف، وهو النضال فى بلاد الإسلام، والبحث عن مغانم السلطة، بالقتل والتخريب والدمار، وترديد شعار واحد، هو «تحرير القدس»، بالأقوال لا بالأفعال، نهج هذه الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، والشعارات الجوفاء التى ترددها، واعتبار الولايات المتحدة الأمريكية، رأس الشيطان، والجلوس معها، خروجا عن الملة، وأن معارك تحرير القدس لن يُكتب لها النجاح إلا بعد تحرير الأوطان المسلمة، كل ذلك تبدل من النقيض إلى النقيض عندما واتتهم الفرصة بالوصول لسدة الحكم، فى عدد من الدول العربية، وفى غفلة من الزمن، مثل «اليمن، والعراق، ولبنان، وليبيا، وسوريا، ومصر وتونس، والسودان، والصومال»، فوجئ الجميع بتنصل هذه الميليشيات من شعاراتها ووعودها السابقة، وهرولت مسرعة للارتماء فى أحضان الذين كانت تصفهم بالشياطين والمَردة، وقدمت لهم كل فروض الولاء والطاعة والوعود البراقة بأنهم لن يمثلوا لهم أدنى تهديد من أى نوع، ولديهم كامل الاستعداد للتنازل عن ما يريدونه، عربونا أو جائزة حُسن ظن بهم!
ويمكن التأكيد أنه فى التاريخ المعاصر لم يستطع طامع أو مستعمر أن يعبث بأمن واستقرار دولة ما، أو يلعب دورا بارزا فى تحويلها إلى فاشلة، مثلما نجحت الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، حيث تكفلت بهذا الدور، وقررت تدمير أمن واستقرار عدد كبير من الدول العربية والإسلامية، وجلبت لها الخراب والدمار، ومكنت العدو الرئيسى من أن يغرس أنيابه فى جسد الأمة، ويهز أمنها القومى بعنف وكأنه زلازل مدمر تجاوز الحد الأقصى من مقياس ريختر.
ومنذ ظهور هذه الميليشيات فى الأوطان العربية، ويقفز السؤال الوحيد المحير والمثير للجنون: «لماذا تفتقد هذه التنظيمات البوصلة، ولا تجيد قراءة الاتجاهات؟» فبدلا من توجيه البوصلة ناحية غزة التى تُباد، توجهها ناحية الجيوش الوطنية فى البلاد العربية، وكأن نضالها اقتصر فقط على بلاد الإسلام، بينما المسلمون فى غزة يُبادون، دون أن يهتز رمش واحد من عين أى عضو من أعضاء هذه الميليشيات، ألما ووجعا!
الميلشيات المسلحة والجماعات والتنظيمات الإرهابية لم تتوقف عند حد تدمير البلاد الإسلامية الناطقة بلغة الضاد، وإنما وسعت من رقعة نشاطها الدموى، فى بلاد المسلمين، لتصل إلى وسط القارة السمراء، حيث مالى، ونيجيريا ،وجمهورية أفريقيا الوسطى، وحتى شرقها فى الصومال، وكينيا، وتحديدا منذ عام 2013 وحتى تاريخ كتابة هذه السطور، وراح ضحيتها الآلاف من الضحايا الأبرياء.
أى دين هؤلاء يعتنقونه؟! وأى جهاد هذا الذى يترك أعداء الإسلام ينعمون بالأمن والاستقرار، ويطبق فقط فى بلاد المسلمين؟! هؤلاء الملتحفون بالإسلام اسما، أخطر على الدين الإسلامى من أعدائه، وأساءوا إليه أكثر مما أساء أعداؤه له، ورسخوا أمام العالم أن الإسلام دين الإرهاب والعنف والقتل!
ليس من المروءة والأخلاق الإسلامية التى تتدثر بعباءتها التنظيمات والجماعات والفصائل والميليشيات، أن تصمت ولا تنبس بحرف من كلمة مقاومة ونصرة للأشقاء فى غزة، وهم يُبادون على يد الكيان المحتل، ثم توظف وتستثمر الأحداث العاتية فى المنطقة، لتعيد الكَرَّة من جديد فى سوريا والجنوب اللبنانى وليبيا واليمن والسودان، ومحاولات حثيثة فى بعض الدول الأخرى، كأنها لعبة مدبرة من لاعبين أصحاب خبرات، ومعلومين بالضرورة، يحاربون بالإنابة لتدمير الدول العربية الفاعلة فى المنطقة، ويتركون أعداء الأمة ينعمون بالأمن والأمان والاستقرار والازدهار!
الميليشيات المسلحة بمختلف مسمياتها، صُنعت فى مصانع سلاح الخناجر السامة لتوجيهها فى ظهور الدول العربية والإسلامية، لطعن استقرارها والقضاء على أمنها ووأد تنميتها، وتمكين عدو الأمة الرئيسى من تنفيذ مخططاته القائمة على التهام مقدرات الأمة، وإعادة رسم خريطة المنطقة وفق مشروعها الجامح، وعلى جثث وأشلاء الشعوب الناطقة بالعربية والمعتنقة للدين الإسلامى.
نعم، الميليشيات المسلحة، لا تحرر أوطانا، ولا تنثر أمنا واستقرارا، وإنما تحمل فى جعبتها القتل والخراب والدمار!
Trending Plus