مصر وثوابتها.. سلام لغزة من القاهرة وبغداد

«حتى لو نجحت إسرائيل فى إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل فى الشرق الأوسط، سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية»، هكذا تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمام القمة العربية 34، التى عقدت فى العاصمة العراقية بغداد، والتى عادت بقوة لدورها العربى، وكان بيان قمة بغداد حاسما فى رفض التهجير القسرى للفلسطينيين من غزة أو أى أرض فلسطينية، وأنه لا سلام من دون الدولة الفلسطينية. وجدد الرئيس عبدالفتاح السيسى، موقف مصر مستندا إلى إرادة شعبية كاملة، وإلى جيش مصر العظيم الرشيد الذى يحمى، لا يهدد ولا يعتدى، لكنه قادر على حماية الأمن القومى ووحدة الأرض.
وعلى مدى شهور الحرب كانت مصر حاسمة فى موقفها الرافض لمخططات التهجير من غزة أو غيرها، ورفض أى أطروحات أو مقترحات تلتف حول ثوابت الموقف المصرى والعربى، والأسس السليمة للتعامل مع جوهر الصراع، انسحاب إسرائيل من الأراضى الفلسطينية المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ورفض أنصاف الحلول والتى تسهم فى تجدد حلقات الصراع بدلا من تسويته بشكل نهائى.
ورغم كل التحديات التى تواجهها المنطقة العربية، بقى الرهان المصرى على إبقاء توافق بصرف النظر عن التمثيل حول المطالب، وموقف عربى ينطلق من الفعل، فى وقت ينشغل العالم بصراعاته، وأيضا يعجز النظام الدولى عن التدخل لوقف الأزمات أو خلق مسارات سياسية، ومبكرا جدا أعلنت مصر الدعوة لإصلاح النظام العالمى الذى يعانى من الازدواجية والضعف، ودعا الرئيس السيسى مرات إلى توافق وموقف عربى فى مواجهة مخططات التهجير للفلسطينيين، ورفض التلميحات أو المخططات التى تناقض العقل أو تخالف القانون الدولى.
لقد تجلى الموقف المصرى فى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بأنه مهما عقد الاحتلال من اتفاقات تطبيع، فهذا لا يعنى إقامة سلام، وأكد أن قيام الدولة الفلسطينية هو شرط السلام، وهو هنا يستند إلى مبادرة السلام العربية التى ربطت التطبيع بالسلام والدولة الفلسطينية.
وطوال شهور الحرب فى غزة، خاضت مصر أكثر من حرب، حروب دبلوماسية وسياسية، وقدمت البديل لإعمار غزة فى وجود سكانها، وتمسكت بموقف حاسم داعم للقضية الفلسطينية، وفى نفس الوقت رافض للتهجير، مع استمرار جهود وقف الحرب وتداعيات طوفان الأقصى، ونجحت فى التوصل إلى هدنة، ثم وقف للحرب مع مراحل تم تنفيذ مرحلتها الأولى لكن عاد نتنياهو ليواصل حربه بلا أفق.
واجهت مصر ولا تزال أحد أخطر مخططات التهجير، واختلفت مع الإدارة الأمريكية ورفض مخططات التهجير الدائم أو المؤقت، القسرى أو الاختيارى، ودعمت تدفق المساعدات بشكل يعالج الحصار والتجويع الذى مارسهما الاحتلال.
مصر تنطلق من مسؤوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية من ناحية، ومن خبرتها الكبيرة مع الأطراف المختلفة، ومن فهم عميق للقضية وللأطراف المختلفة، حربا وسلما، ورغم انحياز مصر الواضح للقضية الفلسطينية والدفاع عن غزة، حرصت على التوصل إلى وقف إطلاق النار، وتحتفظ بعلاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة، ومع كل دوائر التأثير فى الصين وروسيا والاتحاد الأوروبى.
وفى اليوم التالى لعودته من قمة بغداد عقب كلمته الحاسمة، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، كبير مستشارى الرئيس الأمريكى للشؤون العربية والشرق أوسطية والشؤون الأفريقية مسعد بولس، وأكد الرئيس السيسى على ضرورة العمل على الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، مثمنا الجهود المشتركة بين مصر والولايات المتحدة وقطر للوساطة، ومؤكدا على حرص مصر على استمرار هذا التنسيق فى المرحلة المقبلة.
ومن جانبه، أكد بولس، على حرص الولايات المتحدة على استمرار الجهود المشتركة مع مصر لاستعادة الهدوء الإقليمى، بما يخدم مصالح كل الأطراف، ونقل للرئيس السيسى تحيات الرئيس دونالد ترامب، وهو ما ثمنه الرئيس، حيث أكد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على تعزيزها فى مختلف المجالات، بما يتفق مع مصالح البلدين.
وفى نفس التوقيت أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال أن فريقه التفاوضى يبحث فى الدوحة كل الاحتمالات الممكنة للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة خلال تبادل الرهائن والمحتجزين.
وفى حال التوصل إلى اتفاق، يمكن البدء فى مؤتمر إعادة الإعمار، ووقف أى مخططات للتهجير، وهو الموقف المصرى الثابت والحاسم..سلام لفلسطين وغزة من بغداد والقاهرة.

مقال أكرم القصاص فى العدد الورقى لليوم السابع
القمة العربية
القمة العربية في بغداد
قمة بغداد
القمة العربية 2025
الدول المشاركة في القمة العربية 2025
جامعة الدول العربية
الرئيس السيسي
اليوم السابع بلس
حرب غزة
القضية الفلسطينية
مصر
التهجير القسرى
ترامب
التطبيع
اتفاقيات السلام
مسعد بولس
المساعدات الإنسانية
الولايات المتحدة
قطر
إعادة الإعمار
القاهرة
أكرم القصاص
Trending Plus